أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في ظل الحرب الدائرة بين حركة حماس وإسرائيل، والتي تعتبر غير مسبوقة، من حيث الطرف المبادر بها، وهو حركة حماس، وأعداد القتلى والإصابات التي فاقت الـ10 آلاف، ودخول فصائل فلسطينية إلى أراضي ومناطق سكنية إسرائيلية لأول مرة، مع إعلان تل أبيب “حالة الحرب” لأول مرة منذ حرب تشرين 1973، بينما السؤال الذي بات يطرح خلال الأيام الماضية هو “هل تدخل سوريا هذه الحرب”؟.
من ساند حماس في شن الحرب على إسرائيل ؟
حرب كبيرة بهذا الحجم، تقول أوساط سياسية متابعة، بأن حركة حماس لوحدها لن تستطيع شنها على دولة كإسرائيل، إلا في حال وجود دعم كلي ربما من قبل إيران وسوريا، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن كل المؤشرات تدل على وجود دعم أو تنسيق إيراني سوري مع حركة حماس في الحرب ضد إسرائيل، رغم نفي طهران لذلك بشكل رسمي وعدم خروج أي تعليق لدمشق لنفي أو تأكيد ما يقال.
ومنذ سنوات تشن إسرائيل هجمات عبر الطائرات الحربية ومن البر على أهداف عسكرية سورية، تتحصن فيها قوات إيرانية ومجموعات مسلحة موالية لها، وتستهدف هذه الهجمات الإسرائيلية، قدرة إيران وترسانتها العسكرية في سوريا، وتضعف من انتشارها في البلاد ووصولها للجنوب/الحدود الشمالية لإسرائيل، وبالتالي تعريض أمنها القومي للخطر.
هجوم على مطاري دمشق وحلب الدوليين وخروجهما عن الخدمة
بينما آخر هذه الهجمات التي شنتها إسرائيل، التي وقعت ظهر الخميس، واستهدفت مطاري دمشق وحلب الدوليين، في الاستهداف رقم 34 لإسرائيل للأراضي السورية منذ مطلع 2023. وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل هاذين المطارين، حيث سبق ذلك مرات عدة، طالت مستودعات أسلحة ومصانع للصواريخ والطائرات المسيرة وتطويرها، بحسب بيانات وتقارير إعلامية إسرائيلية.
وتختلف الآراء والرؤى حول دور سوري في الحرب بين حماس وإسرائيل، في حين أن هناك إجماع شامل على أن ما يجري هو من مصلحة دمشق وطهران وحماس والفصائل الفلسطينية الأخرى التي تعادي إسرائيل.
هل تتدخل دمشق في الحرب ؟
تزايد الحديث عن إمكانية دخول دمشق في الحرب ضد إسرائيل جاء بعد الأخبار التي أفادت بسقوط صواريخ أطلقت من الجانب السوري على الجولان من قبل فصائل فلسطينية عاملة مع “حزب الله” اللبناني، وهي من الحوادث النادرة إن لم تكن الأولى من نوعها، وذلك في منطقة مفتوحة، وهو ما أكده الجيش الإسرائيلي فيما بعد.
هذه الأنباء لم تعلق عليها دمشق أو تتطرق لها في وسائل الإعلام على الإطلاق، بينما اعتبرها الكثيرون أنها مؤشر على دخول دمشق للحرب، أو على الأقل السماح بأن تكون الأراضي السورية منطلقاً جديداً لفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل، وتزامن سقوط الصواريخ التي أطلقت على الجولان السوري، مع عمليات قصف متبادلة على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.
تحذيرات عربية لدمشق من الدخول في الحرب
والآن باتت الأنظار كلها متجهة إلى الساحتين السورية واللبنانية، وما إذا كانتا ستتأثران أو تشاركان بالحرب بين حماس وإسرائيل، وسط تحذيرات رسمية لدمشق وصلت من قبل دول عربية بأن أي تدخل سوري قد يؤدي إلى حرب إقليمية أوسع، وضرر كبير سيلحق بالمنطقة، إضافة لعدم سماح دمشق بأن تكون أراضيها منطلقاً لأي هجمات على إسرائيل وفتح جبهات جديدة.
وقبل أيام أرسلت الإمارات العربية المتحدة، رسائل إلى الرئيس السوري بشار الأسد تحذر فيها من أي تدخل لسوريا في الحرب الدائرة في غزة أو هجمات ضد إسرائيل من الأراضي السورية، وذلك بحسب ما قال مصدران مطلعان على الاتصالات الدبلوماسية بشأن هذه القضية.
وذكرت المصادر إلى أن الإمارات نقلت الرسالة على أعلى المستويات، كما أبلغت أبو ظبي، الولايات المتحدة الأمريكية، بأنها أرسلت هذه الرسائل إلى دمشق، وأضافت المصادر أن ن العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، “تشعر بقلق بالغ من احتمال امتداد الحرب إلى لبنان أو سوريا وتصاعدها إلى صراع إقليمي”.
تحذير إسرائيلي باستهداف دمشق والرئيس السوري
وسبق أن قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” بأن إسرائيل أرسلت تهديداً مباشراً “لحزب الله” اللبناني عبر فرنسا، وتحذيره من الدخول في الحرب إلى جانب الفصائل الفلسطينية، وأشارت إلى أنه في حال إقدام الحزب على ذلك فإنها ستقصف العاصمة السورية دمشق، وتعرض حياة الرئيس السوري بشار الأسد للخطر”.
إيران تفتح باب التطوع لقتال إسرائيل
وقبل أيام نقلت “الشرق الأوسط” عن “مصادر محلية”، بأن هناك قادة من المسلحين الإيرانيين التابعين “للحرس الثوري الإيراني” يعملون على تحشيد الدعم للحرب ضد إسرائيل في مدينة دير الزور شرق سوريا، وفتح باب التطوع لقتال إسرائيل في الجبهة الجنوبية السورية، مع وضع كل القوات العسكرية الموالية لإيران عند الحدود الغربية لدمشق ومع لبنان والجولان السوري في الوضعية القتالية.
كما نقل موقع “صوت العاصمة” عن مصادر أمنية، عن انتشار وحدات خاصة تابعة لـ «حزب الله» اللبناني على خط الحدود جنوب سوريا مع الأراضي السورية، وأفاد الموقع بقدوم الضابط في الثوري الإيراني الحاج محمد أسد الله، مع مجموعات من الحرس الثوري، من بلدة السيدة زينب لمحافظة القنيطرة، مشيراً إلى أن أسد الله أشرف مع مجموعته على نقل طائرات مسيرة في محافظة درعا، إلى مواقع عسكرية قريبة من هضبة الجولان والأراضي الفلسطينية.
إعداد: رشا إسماعيل