دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“تحذير أممي” من “خطورة الأوضاع في سوريا”.. والحرب في غزة قد تشعل المنطقة بشكل كامل

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تعيش سوريا مرحلة “تصعيد عسكري” جديدة بعد سنوات مما يمكن اعتباره “هدوءً نسبياً” بين أطراف الصراع على السلطة، إلا أن ذلك كله تحول في عام 2023، الذي يمكن اعتباره الأكثر عنفاً ودموية من الأعوام الماضية، وذلك من حيث عودة العنف في المناطق الشمالية على خطوط التماس، وتصاعد في نشاط الإرهاب، إضافة للتطور الأخير في منطقة الشرق الأوسط بالحرب بين إسرائيل وحركة حماس، والتي باتت تؤثر بشكل أكبر على سوريا وتجعلها عرضة للدخول في دائرة الصراع.

“كاللعب بالنار”.. خطر الحرب في غزة على سوريا

ومنذ بداية الحرب في غزة، حذرت أوساط سياسية ومتابعة سورية من خطورة هذه الحرب على سوريا، وامتداداها للأراضي السورية لا يحتاج للكثير من العوامل، خاصة مع ظهور مؤشرات التصعيد العسكري من خلال عمليات استهداف تقوم بها الفصائل المسلحة التي تطلق على نفسها “المقاومة” على قواعد للتحالف الدولي، وهو ما يكن أن يشعل الأوضاع المتأزمة أساساً في البلاد.

وفي جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث الأوضاع في سوريا، قالت نائبة المبعوث الأممي إلى سوريا، نجاة رشدي، أن سوريا “تعيش أوضاعاً خطيرة للغاية”، وأشارت إلى أن هناك مخاوف وقلق لديهم من امتداد العنف والحرب في غزة إلى سوريا، وهذا بدوره قد يشعل المنطقة بشكل كامل.

وفي حديثها أمام المجلس، وصفت المسؤولة الأممية الوضع في سوريا “بالخطير جداً” وحذرت من “استمراره بما في ذلك عبر امتداد الحرب من غزة وإسرائيل” وأشارت إلى أن ذلك “كاللعب بالنار” لأنه بمجرد خطاً واحد في التقدير قد تشعل المنطقة بالداخل السوري والمنطقة.

“حاجة ملحة لوقف العنف”.. “والأوضاع في سوريا مقلقة”

وشددت المسؤولة الأممية على أن هناك حاجة ملحة في وقف العنف في كامل الأراضي السورية والمنطقة، وأعربت عن قلقها البالغ من احتمال حصول تصعيد أوسع نطاقاً في سوريا، وأن ذلك سيكون له تأثير على الحرب في غزة أيضاً، ولفتت إلى أن هذه الحرب أثرت على الأوضاع الداخلية السورية، من حيث الغارات الإسرائيلية على مطار دمشق ومواقع أخرى في القنيطرة ودرعا ودمشق والسويداء وحمص.

بالتزامن مع إطلاق صواريخ على الجولان المحتل من جنوب سوريا، وتعرض قواعد للتحالف الدولي والجيش الأمريكي للاستهداف انطلاقاً من العراق من قبل جماعات مدعومة من إيران، والضربات الانتقامية على منشآت “الحرس الثوري” الإيراني والجماعات الموالية لها في سوريا.

“خطر كبير يهدد حياة المدنيين”.. و “العودة للعملية السياسية”

النشاطات العسكرية في سوريا تجعل المدنيين عرضة للخطر بشكل كبير، كذلك تسبب تصاعد العنف لوقوع المزيد من الضحايا خلال العام الجاري، وهو ما أكدته المسؤولة الأممية في حديثها لمجلس الأمن، حيث أكدت أن “التصعيد العسكري أدى لوقوع المزيد من الضحايا بين المدنيين”، وأشارت إلى أن هذا التصعيد يحتم تكرار رسائل المبعوث الأممي بيدرسون لسوريا وهي “الحاجة لوقف العنف في سوريا والتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار على المستوى الوطني” مع “انتهاج مقاربة تعاونية للتصدي للجماعات الإرهابية المدرجة على قوائم الإرهاب الدولية.

إضافة إلى ضرورة أن تضبط كل الأطراف النفس بأقصى درجاتها والعمل على الامتثال الكامل للقانون الإنساني الدولي، والعودة إلى التعاون الدولي والتركيز على العملية السياسية المهملة.

وكانت للحرب بين إسرائيل وحركة حماس تأثيراتها على سوريا من حيث عمليات استهداف طالت قواعد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من قبل مجموعات مدعومة من إيران، وهو ما أثر بدوره على الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، وزيادة نشاط التنظيم في الشهرين الماضيين وشنه لعمليات عسكرية في المناطق التي تحررت منه.

وفي هذا السياق، قالت المبعوثة الأممية، أن استمرار الحرب في سوريا وامتداده من غزة لإسرائيل هو بمثابة اللعب بالنار” وهو ما يمكن أن يشعل حرباً في المنطقة بشكل كامل، وشددت على أن “تهدئة الصراع ستكون بمثابة نقطة انطلاق حيوية ولكنها غير كافية”.

“الواقع الإنساني مزري”.. و “سوريا غير آمنة للاجئين”

التصعيد العسكري في سوريا كان له تأثير كبير على الواقع الإنساني المتأزم في البلاد، وهو ما تطرقت إليه المسؤولة الأممية في مداخلتها في مجلس الأمن، حيث أكدت أن “الواقع الإنساني في سوريا صار أكثر مدعاة للقلق من أي وقت مضى”، وأشارت إلى استمرار “الاحتجاز غير القانوني المستمر لعشرات الآلاف من الأفراد”.

وأضافت “لايزال اللاجئون والنازحون لايرون الظروف المناسبة للعودة بأمان وكرامة وطوعاً”، واعتبرت الطريقة الوحيدة لمعالجة هذا الواقع الراهن هو القرارات الأممية وخاصة رقم 2254، واستئناف عمل اللجنة الدستورية السورية، والسعي لمزيد من المشاركة مع جميع أصحاب المصلحة في شأن إجراءات “بناء الثقة خطوة مقابل خطوة”.

وكان لافتاً تراجع الاهتمام الدولي والأممي بالملف السوري مع بداية الحرب الأوكرانية وتزايد الصراعات والحروب في المنطقة، وهو ما لم تنكره نائبة المبعوث الأممي إلى سوريا، نجاة رشدي، وقالت “الوضع خطير جداً في سوريا” ويجب على الحروب والصراعات الأخرى أن لا تقلل من مراقبة هذا الملف.

إعداد: ربى نجار