دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“تجارة المخدرات العابرة للحدود” تتحول لتعدي على أمن الأردن.. وعمان لم تعد تستطيع انتظار دمشق لمحاربتها

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لا شك في أن الأردن وغيرها من الدول العربية، غير راضية عن سلوك الحكومة السورية في محاربة المخدرات، والوعود التي قطعتها دمشق على نفسها في هذا الملف، وبات لزاماً على هذه الدول وخاصة الأردن التحرك بمفردها في حال أرادت عدم تعريض أمنها القومي للخطر، ووقف تدفق هذه الآفة لمجتمعاتهم.

تهريب المخدرات والأسلحة والمتفجرات للأردن عبر “المسيرات”

عصابات التهريب وخلال السنوات الماضية، انتهجت الكثير من الطرق والوسائل لتهريب الممنوعات عبر الحدود إلى الأردن، استطاعت القوات المسلحة الأردنية مواجهتها؛ حتى ولو ليس بشكل كامل، إلا أنها استطاعت الحد من النشاط الكبير لهذه التجارة العابرة للحدود، وفرضت على عمات تعزيز إجراءاتها الأمنية مع لجوء هذه العصابات للطائرات المسيرة.

وفي أكثر من مناسبة، هددت عمان بالخيارات العسكرية في حال استمرار هذه  التجارة العابرة للحدود، وتمكنت في إحدى الغارات الجوية باستهداف أحد أكبر تجار المخدرات في المنطقة والذي يدعى “مرعي الرمثا” ما أدى لمقتله وفقدان أطفاله وزوجته لحياتهم، كما تم استهداف مصنع لصناعة المخدرات،  وقيل حينها أن هذه الأطراف مرتبطة بإيران وحزب الله.

“عمان تقف على عتبة خيارات عسكرية دفاعية”

خبراء عسكريون أكدوا بأن عمان تقف على عتبة خيارات عسكرية دفاعية مع استمرار محاولات طائرات مسيرة قادمة من سوريا لاجتياز حدود البلاد، ويحتم عليها مواجهة ذلك، خاصة بعد أن تحولت حمولة هذه الطائرات من المخدرات إلى الأسلحة والمواد المتفجرة.

والأربعاء الماضي أعلن الجيش الأردني إسقاط مسيرة قادمة من سوريا، هي السابعة خلال 2023، وتختلف عن سابقاتها في نوعية الحمولة، حيث كشف الجيش الأردني في بيان، “الطائرة كانت تحمل مواد متفجرة من نوع TNT”.

“تهريب الأسلحة والمتفجرات تعدي على أمن المملكة الأردنية”

وحينها اعتبر خبراء، أن تغيير حمولة الطائرات المسيرة من قبل هذه العصابات هي رسالة تقف وراءها أطراف إقليمية، للضغط على المملكة، وأن هناك تحول من تهريب المخدرات إلى التعدي على أمن المملكة، مشددين على ضرورة مواجهة هذه التعديات بحزم كبير.

ولم يستبعد الخبراء، أن تكون دمشق وراء هذا التحول بهدف الضغط على عمان، وقال أن عمان بحاجة لدعم إقليمي ودولي كبير لمواجهة هذا الخطر، مشيرين إلى أن الجيش الأردني سينشط الدور الاستخباراتي لتحديد منابع هذا الخطر وضربه.

“عمان لن تنتظر دمشق في محاربة المخدرات”

وتعليقاً على هذا الملف، كتب مكرم أحمد الطراونة رئيس تحرير مجلة “الغد” الأردنية مقالاً بعنوان “دمشق.. عندما تتذاكى على الأردن”، شدد فيه على أن المملكة لن تنتظر دمشق في محاربة المخدرات، محملاً الأخيرة مسؤولية التقاعس عن حل هذه المعضلة وحل مشاكل أخرى تتعلق بالتغلغل الإيراني في الجنوب”.

وقال “الطراونة” إن دمشق تصر على أن تتظاهر بأنها تتعاون مع الأردن، في حل الملفات الشائكة، مؤكداً أن الاجتماعات الأمنية بين عمان ودمشق لم تسفر عن أيّ نتائج بهذا الخصوص، سوى قيام الطيران الأردني بتنفيذ عملية استهدفتْ أحد كبار تجّار المخدرات في الداخل السوري.

وأوضح أن الحكومة السورية تملك دائماً خيارات عدة لوضع حد لهذه “المهزلة” التي تًهدد أمن الأردن، فرغم الدبلوماسية الأردنية التي تجتهد في الضغط على دمشق، إلا أن ذلك لم يؤتِ أُوكله حتى اليوم، نتيجة لما وصفه “التذاكي السوري”.

وأضاف أن عمان سملت دمشق منذ مدة أسماء 4 أشخاص من كبار تجّار المخدرات لاتخاذ إجراءات أمنية بحقهم، والقضاء على عملياتهم الحدودية الخطيرة، إلا أن الأخيرة لم تكلّف نفسها عناء المساعد، وتناستْ الطلب الأردني، فيما هؤلاء الأشخاص ما يزالون يعملون بحرية تامّة، تحت سمع وبصر “سوريا” التي تغض الطرف عنهم كليا.

ووصف مماطلة دمشق لهذه المدة بأنها لا تعكس سوى تعنت من الحكومة السورية لا يمكن تفسيره بصورة إيجابية أبدا، وتحديدا بعد تصريحات بشار الأسد لقناة سكاي نيوز، وتأكيده على أن الحرب على المخدرات ليستْ حربَه، مبررا ذلك بأنه لم يوجدها أصلا، وأنّ على من أوجدها تحمّل المسؤولية.

“الحدود الأردنية السورية أصبحت شعلة نار ملتهبة”

وأكّد في مقاله على أن الحدود السورية الأردنية أصبحت اليوم “شُعلة نار ملتهبة”، وأن المملكة تحملت الكثير من الأعباء من أجل ضمان أمن واستقرار الدولة، مشيراً إلى أن ما يجري في الداخل السوري القريب من حدود الأردن يجعل من الصعب جدا الانتظار طويلا حتى تقرر دمشق التحرك، إنْ كانت تفكّر بفعل ذلك أصلا.

ويعتقد الكثير من الخبراء والمتابعون لهذا الملف، أن سبب صمت دمشق وعدم تحركها لمواجهة تهريب المخدرات وتحول هذا النشاط إلى التهريب عبر الطائرات المسيرة كون مصدرها “الحرس الثوري الإيراني و حزب الله اللبناني” بالاشتراك  مع الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق الرئيس بشار الأسد، ماهر الأسد.

وسبق أن أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية شخصيات من عائلة الرئيس السوري، في آذار/مارس الماضي، على قائمة العقوبات، على خلفية دورها في انتاج وتهريب المخدرات.

 

إعداد: رشا إسماعيل