دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تأسيس حزب جديد في سوريا بدعم من بهتشلي

أوغاريت بوست (مركز الأخبار)- تشهد الساحة السياسية السورية انقساماً جديداً بعد الحديث عن تشكيل حزب سياسي مدعوم من أحد أبرز “المنظّرين للقومية التركية”، فبعد أن ظهرت إلى السطح انقسامات سياسية واجتماعية في الأوساط السورية بعد أيام قليلة من الإطاحة بنظام بشار الأسد، يأتي الحزب الجديد ليضيف خلافاً آخر ما بين مؤيد ومعارض.
ووفقاً لصحيفة “ناغيهان ألجي” التركية، فقد أثارت معلومات عن تأسيس حزب سياسي سوري جديد، مدعوم من زعيم الحركة القومية التركية، دولت بهشتلي، انقساماً في الأوساط السورية، بين مرحب بالحزب باعتبار أن الدولة الجديدة بحاجة إلى أحزاب سياسية جديدة، وآخرون عبروا عن توجسهم من أن يكون تأسيس الحزب على أساس عرقي “تركماني” كما رشح من معلومات، مؤشراً على مدى التوغل التركي وسيطرة أنقرة على مفاصل القرار في “سوريا الجديدة”، بحسب موقع “إرم نيوز”.
وكانت الصحفية التركية قد كشفت عن تحضيرات تجري في سوريا لتأسيس حزب جديد يحمل اسم “حزب الحياة الجديدة”، وهو الاسم الذي اقترحه زعيم حزب الحركة القومية التركي، دولت باهتشلي.
وأشارت الصحفية، في مقال لها نشرته صحيفة “خبر تورك”، إلى أن مصادر من حزب الحركة القومية التركي، أرسلت لها نسخة من مسودة الدستور السوري الجديد، وزعمت ألجي أن المسودة “تتم صياغتها بمساهمة تركية واضحة”.
حزب “تركماني”
وأكدت مصادر سورية خاصة لـ”إرم نيوز” صحة المعلومات عن تسارع الخطى نحو تأسيس حزب بمرجعية تركية، باقتراح من زعيم الحركة القومية دولت باهتشلي.
وأفادت المصادر بأن “الحزب الجديد يُنظر إليه على أنه مشروع سياسي يضم بشكل أساس التركمان وهدفه تمثيل تركمان سوريا، وتمكينهم من المشاركة في إدارة سوريا الجديدة”، مؤكدة أن “باهتشلي دائم الاهتمام بالمكون التركماني في سوريا”.
وقالت المصادر إنه “من المؤكد أن الحزب الجديد سيكون بدعم تركي واضح، وليس من المستبعد أن يكون الغرض من تشكيله المشاركة في المرحلة الانتقالية، بعد تفويض الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع بتشكيل مجلس تشريعي، عقب حل مجلس الشعب، وإلغاء الدستور”.
ودلّلت المصادر على ذلك باستعجال باهتشلي بالدفع نحو تأسيس الحزب، حتى قبل صدور قانون الأحزاب السوري الجديد.
ووفقاً للمعلومات المتوفرة، يتضمن الشعار الذي تم اعتماده للحزب الجديد مجموعة من الرموز، يحمل كل منها دلالات سياسية واجتماعية.
وتمت تسمية الحزب “الحياة الجديدة”، وشُكل بتوصية من باهتشلي المعروف بأنه “أبو التيار القومي التركي”، ويحمل شعار الحزب رمز “الهلال الأزرق”، وهو شعار “التركمان”، إلى جانب غصن الزيتون، و3 نجوم حمراء، تحاكي العلم السوري الجديد، وفق المصادر.
وتجمع باهتشلي علاقات “وطيدة” مع تركمان سوريا، حيث استقبل في مكتبه بالعاصمة التركية أنقرة، قائد لواء “السلطان مراد” فهيم عيسى (التركماني)، في العام 2023، وأهداه نص قصيدة للكاتب القومي التركي ضياء غوك ألب، الذي يعرف بـ”أبو القومية التركية”.
وقالت الصحافية التركية ناغيهان ألجي، في مقالها بصحيفة “خبر تورك”، إنه “يمكن القول إن تركيا هي المهندس الأساسي للحزب، مضيفة أنه “إذا تبعت هذه الخطوة خطوات مماثلة من أحزاب أخرى، وتوسعت ساحة العمل السياسي، فإن سوريا قد تحقق تقدماً كبيراً في طريق الديمقراطية” وفق تعبيرها.
انتقادات سورية للحزب
عقب الإعلان عن تشكيل الحزب “التركماني”، انتقد سوريون تأسيس حزب سوري بتوصية من سياسي أجنبي، وعبروا عن استغرابهم من اختيار صحيفة تركية للحديث عن تأسيس “حزب سوري”، فيما تخوف كثيرون من أن تكون هذه الخطوة مقدمة لتأسيس المزيد من الأحزاب على أساس طائفي أو عرقي، وهو ما يزيد من انقسام السوريين، كما قالوا.
ومنح سقوط نظام الأسد، وتولي الفصائل السورية المتحالفة مع أنقرة السلطة، تركيا قوة إضافية في سوريا، بحيث تحولت إلى أكبر الفاعلين في الملف السوري، وتجلى ذلك من خلال زيارات الوفود التركية المتكررة إلى دمشق بعد سقوط الأسد.
نفوذ وأجندة تركية
الكاتب والمحلل السوري المتخصص بالشأن التركي، سركيس قصارجيان، قال في تعليق لـ “إرم نيوز”، إن هذا الحزب تم الإعلان عن تأسيسه بشكل غير رسمي، ولكن قانونياً لا توجد حتى الآن قوانين ناظمة لتأسيس الأحزاب، مشيرا إلى أنه “حتى دون الإعلان الواضح والعلني والصريح سيكون هناك تشكيلات سياسية موالية لتركيا، وستسير وفق الهوى والمزاج التركي.
وحول محاولة تركيا تعويم المكون التركماني في سوريا، يلفت قصارجيان إلى أن العامل التركماني قوي جداً في أجندات تركيا الحالية والمقبلة.
ولكنه يشير أيضاً إلى أنه “في الوضع السوري الداخلي المتخلخل، الكل سيحاول الاحتماء أو الانطواء تحت مظلة دولة أو قوة تحميها وتدفع بها وتساندها، وتركيا دولة إقليمية كبيرة جداً ومؤثرة وفاعلة، وبالتالي ستزداد الجهود السياسية للحصول على المدد السياسي واللوجيستي من تركيا في الأيام القادمة” وفق تعبيره.
ويقول الخبير المتخصص في الشأن التركي، إن التأثير التركي في سوريا الجديدة متوقع بقوة لعدة أسباب، وأولها نتيجة العلاقة الوثيقة جدا بين “هيئة تحرير الشام” وتركيا، وتأثير تركيا من خلال فصائل “الجيش الوطني” في الشمال، إضافة إلى عامل ثالث وهو موضوع اللاجئين، عبر وجود كتلة بشرية سورية كبيرة جدا كانت وما زالت تقيم في تركيا، ودرست وتخرجت من الجامعات التركية، وعلى رأسهم مثلا وزير الخارجية الحالي أسعد الشيباني الذي أكمل دراساته العليا في تركيا.