أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي يتم الحديث فيه عن استمرار إحراز المزيد من التقدم في مسألة اللجنة الدستورية السورية، وإعلان روسيا أن الحكومة والمعارضة السورية اتفقا على آلية اتخاذ القرارات ضمن اللجنة، تستمر القوات الحكومية من تصعيدها العسكري بالتعاون مع روسيا في مناطق خفض التصعيد.
تصعيد عسكري في إدلب رغم إعلان تشكيل اللجنة الدستورية بين طرفي الصراع
ورغم ان التوقعات توالت بأن الجبهات في إدلب ستهدأ بمجرد الإعلان عن تشكيل اللجنة الدستورية، والتوصل لتفاهمات بين طرفي الصراع على الأرض، ألا ان هذه التوقعات كلها تبوء بالفشل حتى اللحظة.
حيث يواصل طرفي الصراع في مناطق شمال غرب سوريا، تصعيدهما العسكري، وسط حشودات عسكرية كبيرة للقوات الحكومية على جبهات ريف إدلب الجنوبي الشرقي المتاخم لمدينة معرة النعمان، وأيضاً تعزيزات عسكرية روسية حكومية مشتركة وصلت، مساء الخميس، إلى مناطق شمال غرب مدينة حلب، في محور مدينة تل رفعت والريف الإدلبي الجنوبي الشرقي الملاصق، ما ينذر حسب مراقبين، “ان روسيا والحكومة السورية سوف تفتح جبهات جديدة ضد قوات المعارضة، وقد تهاجم معرة النعمان من الريف الحلبي إضافة للريف الجنوبي من إدلب، أي من محورين”.
تركيا لم تنفذ ما طلبت منها روسيا في إدلب
وإلى الآن وبالرغم من توافق الأطراف الثلاث للدول الضامنة لمسار آستانا، ألا أن الشروط الروسية المطلوبة من تركيا بحل هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة، وفتح الطرق الدولية بين حلب ودمشق وحلب واللاذقية، وإنشاء منطقة عازلة (آمنة) بعمق 32 كم في مناطق خفض التصعيد وخلوها من المسلحين والسلاح، لم تنفذ على الأرض، بل على العكس تماماً، عززت الهيئة من تواجدها العسكري في المناطق المحاذية للقوات الحكومية واستقدمت تعزيزات عسكرية ضخمة تحسباً لأي معركة قادمة.
العمليات العسكرية في إدلب لن تتوقف.. لكن ستكون محدودة
وبين الحرب على الأرض بين طرفي الصراع في إدلب، والعمل على اللجنة الدستورية في المحافل الدولية، قالت مصادر سياسية روسية، “ان العمليات العسكرية في مناطق خفض التصعيد لن تتوقف رغم التوصل إلى اتفاق اللجنة الدستورية، وان الدول الضامنة اتفقت خلال قمة انقرة محاربة الإرهاب في إدلب وخاصة جبهة النصرة”، وأشارت المصادر إلى انه “لا يمكن أن تتوقف العمليات في إدلب، لأن ذلك سيؤدي إلى تقوية الجماعات الإرهابية وتعزز من قوتها وقدرتها الدفاعية في المناطق التي تسيطر عليها”.
وبشأن التحضيرات الروسية في مناطق غرب حلب، واحتمال شن عملية عسكرية كبيرة من تلك المحاور، قالت المصادر، ان روسيا لن تقوم بأي عملية عسكرية كبيرة في الوقت القريب، وأي عملية عسكرية ستتم في تلك المناطق ستكون بالتوافق والتنسيق مع تركيا ومحدودة، مشيراً إلى أن الهدف الأول من هذه العمليات إن حصلت ستكون “جبهة النصرة والذراع العسكري لها حراس الدين والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بها”.
توافق روسي تركي حول قتال جبهة النصرة
وتابعت، ان الجانبين الروسي والتركي اتفقا على تنسيق الجهود لمحاربة هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة بعد عدم موافقتها حل نفسها والاندماج مع الفصائل الأخرى، كما طلبت تركيا، ولذلك فإن تركيا أيضاً توصلت لقناعة أنه لا يمكن حماية مصالحها في إدلب ولا يمكن التوصل إلى صيغة تفاهمية مع روسيا بوجود هيئة تحرير الشام.
ضربات مركزة لشل حركة “التنظيمات الإرهابية”
خبراء عسكريون بدورهم تحدثوا، عن أن روسيا ستقوم بضربات معينة لشل حركة “التنظيمات الإرهابية” ولضمان عدم تحركها عسكرياً والوصول إلى المناطق التي خرجت منها، وتهديد القواعد العسكرية الروسية والحكومية في جنوب إدلب آنياً، وذلك للحفاظ على المسار السياسي في اللجنة الدستورية مع المعارضة، وهذه هي الرؤية الروسية للفترة المقبلة، حيث يتم الحديث عن هدنة طويلة في مناطق خفض التصعيد لفتح المجال أمام سير عمل اللجنة، يمر عبر اتفاق روسي أمريكي إقليمي.
روسيا تسعى لأثبات نجاح رؤيتها للحل السياسي في سوريا للولايات المتحدة
وحول المساعي الروسية للسير بالحل السياسي بالرغم من تبينها للحل العسكري في سوريا وخاصة في إدلب، أشار الخبراء، “روسيا هي التي روجت لفكرة اللجنة الدستورية منذ البداية، وعلى ذلك فإن موسكو من مصلحتها نجاح عمل هذه اللجنة، لأثبات نجاح رؤيتها للحل في سوريا، وتحديداً أمام الولايات المتحدة”
وأنهى الخبراء حديثهم بالقول، “يمكن القول إن إدلب في ظل التوافق على اللجنة الدستورية، والإصرار التركي، باتت بمأمن من تصعيد عسكري شامل، وأن العمليات العسكرية المحدودة، هنا وهناك، وتحديداً في المناطق المحاذية للطريق الدولي حماة-حلب، قد تندلع في أي لحظة لفتحها وتأمينها أمام الحركة التجارية لدعم الاقتصاد الحكومي الشبه منهار”.
إعداد: علي إبراهيم