أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – حصل الاستهداف الذي طال القوات التركية من قبل الطائرات الحكومية السورية في إدلب قبل يومين، وأدى لمقتل أكثر من 30 جندياً تركياً، على اهتمام واسع في الإعلام العالمي، والذي قالت أن أنقرة تستعد لصراع واسع وطويل مع روسيا في سوريا”.
تصعيد عسكري مع انتهاء المهلة
وانتهت المهلة التي أعطاها الرئيس التركي للحكومة السورية بسحب قواتها من محيط نقاط المراقبة التركية المنتشرة في مناطق “خفض التصعيد”، ومنذ بداية اليوم الاول من شهر إذار/مارس الجاري، كثفت القوات التركية قصفها على نقاط تمركز القوات الحكومية في إدلب وحلب وعلى الطريق الدولي M-5، بالتزامن مع توجه وزير الدفاع وكبار قادة الجيش التركي للحدود مع سوريا، في إشارة إلى احتمال تصعيد عسكري قادم، وتنفيذ أنقرة لتهديداتها في سوريا.
بدورها أفادت مصادر ميدانية أن القوات الحكومية السورية قصفت بالمدفعية الثقيلة نقطة المراقبة التركية المحاصرة في مدينة مورك بريف حماة الشمالي، بالتزامن مع تحليق طائرات روسية وتركية في أجواء مناطق “خفض التصعيد”.
أردوغان هو المذنب بمقتل جنوده في سوريا
وبالعودة للاستهداف الحكومي للقوات التركية، وفي إطار تحليلها لمقتل الجنود الأتراك، قالت مجلة “واشنطن إكزامينر” الأميركية الأسبوعية، “إذا كان هناك مذنبًا فهو الرئيس رجب طيب أردوغان، فقد قضى السنوات الثلاث الأخيرة في تملق بوتين”، وفقًا لتعبيرها.
وبحسب التحليل الذي نشرته المجلة في عددها الصادر هذا الأسبوع، والذي حمل عنوان “تركيا تستعد للصراع مع روسيا في سوريا”، وأشارت إلى أن الرئيس التركي أهدر آخر سنواته الثلاث في سبيل تملق نظيره الروسي فلاديمير بوتين أملاً في عقد شراكة إستراتيجية معه، واصفة هذا الأمل بحلم ووهم لا يمكن تحققه.
وحول الرد المحتمل على حادثة الاستهداف قبل يومين، أشارت المجلة الأمريكية إلى أن تركيا قد تتجه إلى شنّ هجوم مضاد للهجمات السورية الروسية، وتضعَ نقطة النهاية لتحالفها مع روسيا، محذرة من أن هذا الأمر قد يتسبّب في إراقة مزيد من الدماء.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد اعلنت السبت، ان موسكو وأنقرة اتفقتا على خفض التوتر في إدلب، وذلك بعد مشاورات ثنائية استمرت لعدة أيام في العاصمة التركية أنقرة.
الغرب يستغل التوتر الروسي التركي لإعادة الأخير لصفه
وتحدثت المجلة عن الغضب وعدم الموافقة الغربية على العلاقات الروسية التركية، والتي تطورت كثيراً خلال الأزمة السورية، وأدت إلى شراء أنقرة للمنظومة الصاروخية الروسية إس-400، والتي تعتبرها الناتو مصدراً خطراً عليها، مشدّدة على أن الإدارة الأميركية ترى في توتر العلاقات التركية الروسية فرصة سانحة لإعادة بناء شراكتها الإستراتيجية مع أنقرة، ولهذا فأن التصريحات الغربية والامريكية تصب في خانة أنقرة الآن.
وقالت المجلة أن الرئيس الروسي حشر أردوغان في زاوية ضيقة بالخطوة الأخيرة، وأضافت، “لا يهم ما إذا كان الطيارون الروس أو السوريون أو طيارو البلدين معًا قد نفذوا هذا الهجوم على الأتراك، حيث إن بشار الأسد ينفذ أوامر روسيا فقط، وهي من تقرر الهجوم وتحدد الأهداف، بل إن روسيا تقدم للأسد الدعم اللوجستي والاستخباراتي لضرب القوات التركية التي تريد مهاجمتها”. بحسب ما قالته الصحيفة
أردوغان سيرد.. ويعيد علاقاته مع الغرب
وتوقعت المجلة الأميركية أن أردوغان، الذي بات في زاوية ضيقة، لن يترك الهجوم السوري الروسي، الذي استهدف نظامه وشعبه، دون رد ومقابل، واعتبرت انطلاقًا من ذلك أن بوتين هو الآخر يلعب مقامرة كبيرة.
وفيما يتعلق بمستقبل العلاقات بين أنقرة وواشنطن، أشارت مجلة “واشنطن إكزامينر” إلى أن أردوغان يرغب في إعادة بناء علاقاته مع الولايات المتحدة، مردفة بأن إدارة ترامب هي الأخرى تأمل أن تكون التطورات الأخيرة وسيلة لمحو الآثار السيئة في العلاقات الثنائية خلال السنوات القليلة الماضية وإعادة تأسيس التحالف الإستراتيجي بين الطرفين مجددًا.
وطالبت مجلة “واشنطن إكزامينر” الولايات المتحدة بدعم تأسيس أنظمة صواريخ باتريوت الدفاعية على الحدود التركية السورية من قبل الناتو، وتقديم الدعم الاستخباراتي لتركيا في مدينة إدلب، شريطة أن يتخذ الأخير قراراً حاسماً بخصوص التخلي عن شراء صواريخ إس – 400 الروسية.
إعداد: علي إبراهيم