دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد فشل المفاوضات مع دمشق.. اجتماع بين الإدارة الذاتية والسعودية والإمارات والأردن لمكافحة المخدرات

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كشفت تقارير إعلامية عن أن الدول العربية أوقفت أعمال اللجنة الوزارية المسؤولة عن ملف التطبيع مع الحكومة السورية ومكافحة تجارة المخدرات العابرة للحدود، فيما لفتت المصادر إلى أن العرب بدؤوا بالتنسيق مع الإدارة الذاتية، وهي حليف لقوات التحالف الدولي على الأرض بجيشها “سوريا الديمقراطية” ضد الإرهاب، لمحاربة المخدرات وتبادل المعلومات الاستخباراتية في هذا الصدد.

وكشف تقارير إعلامية عن “اجتماع رباعي” في عمان، ضم مسؤولين من الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا مع مسؤولين آخرين أردنيين وسعوديين وإماراتيين.

الاجتماع الرباعي ناقش كيفية محاربة المخدرات

وبحسب “مصادر مقربة من الإدارة الذاتية” فإن الاجتماع الرباعي عقد في العاصمة الأردنية عمان، وضم وفداً من القامشلي والرياض وأبو ظبي وعمان، وتم مناقشة ملف الأزمة السورية بشكل عام، وسط التركيز على ملف المخدرات وحبوب الكبتاغون التي يجري تصنيعها في مناطق سيطرة الحكومة السورية ويتم تهريبها إلى الأردن ودول الخليج.

وبحسب المصادر المقربة من الإدارة الذاتية، فإن الاجتماع جاء بعد “فشل” المفاوضات التي جرت مؤخراً بين الدول العربية والحكومة السورية حول ملف المخدرات وإيقاف تهريبها.

دمشق لم تفي بوعودها بمكافحة المخدرات للعرب

وبدأت الدول العربية مؤخراً اجتماعات رباعية في الأردن مع الحكومة السورية بهدف إيقاف تدفق المخدرات، التي تتهم فيه الدول العربية جهات تابعة لدمشق وإيران وحزب الله بصناعتها، وتمويل نقلها إلى الخارج إلى الأردن ومنها إلى دول الخليج، حتى وصل الأمر لاستخدام الطائرات المسيرة في تهريب المخدرات والأسلحة عبر الحدود.

ورغم وعود دمشق بإيقاف ومكافحة هذه التجارة، إلا أن الدول العربية لم ترى أي تطور إيجابي بهذا الملف، خصوصاً أن دمشق تعاني أزمة اقتصادية خانقة وتعتمد على الكبتاغون كمصدر أساسي للتمويل، وهذا ما أجبر الأردن مؤخراً على شن غارات استهدفت تجار للمخدرات في الجنوب السوري. بحسب المصادر ذاتها.

الدول الثلاث العربية تجمعها علاقات فعالة مع الإدارة الذاتية

ومن الملفت للانتباه أن الدول الثلاثة التي اجتمعت مع الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، هي السعودية، الإمارات والأردن، وهي دول فعالة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، وهي على تنسيق عسكري مع قوات سوريا الديمقراطية عبر خبراءها الذين شاركوا على الأرض في المعارك على أراضي شمال وشرق سوريا وتجمعهم علاقات طيبة مع قادة قسد.

وبحسب المصادر، فأن الاجتماع ركز على ضرورة التنسيق بين الدول الثلاث والإدارة الذاتية وتبادل المعلومات حول ملف المخدرات التي يجري صناعتها في سوريا، بهدف منع تهريبها إلى الدول العربية.

الدول العربية تؤكد على دعم القامشلي في مكافحة المخدرات

وخلال الاجتماع تم التأكيد على ضرورة الاستفادة من قانون الكبتاغون الذي أصدره الكونغرس الأمريكي نهاية عام 2022، والذي يستهدف تعطيل وتفكيك شبكات إنتاج وتهريب المخدرات، المتصلة بالحكومة السورية وحزب الله اللبناني.

وأكد المجتمعون على ضرورة دعم قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي بالاستناد إلى هذا القانون وتدريب فرق خاصة وتبادل الخبرات والمعلومات حول مراكز انتاج المخدرات في سوريا، حيث يتركز الإنتاج في كل من حمص واللاذقية والجنوب السوري.

الاجتماع الرباعي جاء بناءاً على طلب أمريكي

وبحسب المصادر، فأن الاجتماع جاء بناء على طلب من الولايات المتحدة الأمريكية، إذ طالبت واشنطن من الدول العربية الثلاث التنسيق مع قسد كقوة على الأرض أثبتت فعاليتها في الحرب ضد الإرهاب، وتقديم الدعم لها من أجل التخلص من خطر المخدرات والكبتاغون الذي يهدد مجتمعات الدول الثلاث وغيرها من الدول العربية وخصوصاً الخليجية منها.

وأوضحت المصادر، أن الاجتماع خلص أيضاً إلى ضرورة تشكيل مكتب تنسيق في العاصمة الأردنية عمان، يضم ممثلين عن الإدارة الذاتية والأردن والإمارات والسعودية إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل تنسيق الخطوات حول مكافحة إنتاج وتهريب المخدرات في سوريا.

الدول العربية تشترط للتطبيع مع دمشق مكافحة المخدرات

والملفت للانتباه أن هذه الخطوة تأتي بعد فشل التطبيع العربي مع الحكومة السورية في إيقاف تدفق الكبتاغون للدول العربية، إذ اشترطت الدول العربية على الحكومة السورية إيقاف تهريب المخدرات إليها مقابل إعادة عضويتها في الجامعة العربية، ولكن رغم موافقة دمشق إلا أنها لم تبتعد عن محور طهران وظلت متمسكة به، ما أدى إلى فشل التطبيع العربي في الوصول إلى هدفه الأساسي والمتمثل بإيقاف تدفق الكبتاغون.

وبسبب هذا الفشل، ترفض الولايات المتحدة الأمريكية تخفيف العقوبات على الحكومة السورية ومسؤوليها، بل على العكس، ستبدأ خلال الفترة القادمة، محاكمات في كل من فرنسا وأمريكا، تستهدف مسؤولين أمنيين رفيعين لدى الحكومة السورية، وفي مقدمتهم مدير مكتب الأمن الوطني علي مملوك ورئيس جهاز الاستخبارات.

 

إعداد: ربى نجار