أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – “أينما كانوا يدركهم الموت”.. هذا حال السوريين سواءً الذين هم داخل البلاد أم لاجئين في دول الشتات أم هاجروا إلى أوروبا هرباً من الحرب المستمرة في بلادهم منذ أكثر من عقد من الزمن، حيث وبعد فاجعة “قارب الموت” قبالة السواحل السورية قبل أيام والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص من بينهم سوريون، يطارد شبح الموت السوريين بين الجزائر وليبيا عبر “عصابات الإتجار بالبشر” الذين يرسلونهم في رحلة الموت إلى أوروبا.
“بعضهم من كوباني ومنبج”.. عصابات “للإتجار بالبشر” في الجزائر وليبيا
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تفاصيل شبكة “تجار البشر” و “قوارب الموت” التي تستهدف اللاجئين السوريين ورحلة هجرتهم إلى أوروبا.
وأشار المرصد أن بعد الحرب السورية كانت الجزائر ملجأ للكثير من السوريين وبعدها باتت نقطة للهجرة إلى أوروبا، حيث نشطت حركة التهريب عبر البحار وتصدر العديد من الأشخاص الذين باتوا معروفين بعملهم في الإتجار بالبشر” وتهريبهم رغم المخاطر المحدقة.
ونقل المرصد عن “مصادر محلية من الجزائر”، عن هويات العديد من الأشخاص المتورطين في تهريب السوريين عبر طرق بحرية وبرية مستغلين حاجتهم للهجرة، ومن بين هؤلاء شخص يعد من أشهر المهربين، وينحدر من منطقة عين العرب (كوباني)، حيث يعمل معه قرابة الـ 200 شخص في منطقتي وهران وعين ترك، ويأخذ من كل شخص يرغب بالهجرة مبلغ يتراوح ما بين 7500 إلى 10 آلاف دولار أمريكي، ومما يساعده في عمله هو علاقات تربطه ببعض الضباط في “الأمن الجزائري”.
وزادت المصادر أن من بين المهربين أيضاً شخص آخر ينحدر من مدينة منبج بريف حلب، ويعمل لديه نحو 150 شخص، حيث قام مؤخراً بإرسال 15 مهاجراً على متن قارب في إحدى الرحلات، ومتهم بسرقة مبالغ مالية من العديد من الأشخاص المقيمين في الجزائر، إضافة لشخص آخر من مدينة دمشق ويعمل معه أكثر من 400 شخص في سوريا ويعمل في “مستغانم” الجزائرية ويقيم حالياً في إسبانيا.
استغلال السوريين.. وغرق مركب قبالة السواحل الجزائرية
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن “أحد الأشخاص في الجزائر” قوله أن ما يقارب 1000 لاجئ سوري يقطنون في الجزائر وتلمسان ومستغانم، غالبيتهم من الأكراد السوريين، ويتواجد في هذه المناطق نحو 7 مهربين هم أشبه بالعصابات، إذ يفرضون مبالغ طائلة على من يريد الهجرة خارج الجزائر.
ويضيف المصدر أن القارب الأخير الذي غرق قبالة السواحل الجزائرية كان على متنه مهاجرين وكان يقوده شخصين سوريين بعد أن تم تعليمهم قيادة القارب علماً أنهم لا يجيدون ذلك جيداً، ما أدى لسقوط القارب ووفاة نحو 15 شخصاً، ونجاة شخص واحد ممن كانوا على متن القارب.
وبحسب المصادر فإن أبرز الأسباب التي تدفع بالسوريين إلى الهجرة من الجزائر هو عدم وجود احترام لحقوق اللاجئين، فأي لاجئ سوري يتم الإمساك به من قبل السلطات الجزائرية يتم ترحيله إلى النيجر.
حال السوريين في ليبيا كارثي
وفي ليبيا أيضاً لا يختلف حال اللاجئين السوريين كثيراً، حيث يوصف حالة السوريين هناك “بالكارثي”، وفيما يخص عمليات التهريب “الإتجار بالبشر”، قالت مصادر أن مهربين يعملون على إرسال مئات اللاجئين السوريين عبر “قوارب الموت” بأسعار تعد مناسبة بعض الشيء حيث تصل لحد 4500 دولار أمريكي.
وبعد إرسال هذه القوارب لا يهم المهربين إن كان هؤلاء قد وصلوا بخير أم لا ولا يعنيهم ذلك، ولا تختلف الأسباب التي تدفع السوريين لمغادرة ليبيا عن الجزائر، حيث يتم ترحيل أي سوري هناك من قبل السلطات في حكومة الوفاق الليبية.
وكان أربعة من أبناء مدينة عين العرب/كوباني قد فقدوا حياتهم يوم الأربعاء، وذلك بعد أن غرق بهم قارب قبالة السواحل الجزائرية كان على متنه 14 مهاجراً بينهم 7 سوريين، حيث كانت وجهته دول الاتحاد الأوروبي.
وتؤكد المصادر أن جميع من كانوا على متن “قارب الموت” غرقوا واستطاع البعض منهم النجاة عبر السباحة وبعد وصول فرق إنقاذ لمساعدتهم، في حين توفي 4 من السوريين الذين كانوا على متن القارب.
وخلال الأسبوعين الماضيين، غرق مركب يحمل أكثر من 160 شخصاً من بينهم سوريون قبالة السواحل السورية، ما أسفر عن وفاة 101 شخص غرقاً ونجاة آخرين، وهؤلاء انطلقوا من ميناء في شمال لبنان في رحلة اللجوء إلى أوروبا.
إعداد: ربى نجار