دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد دعوة أردوغان للأسد للقاء.. دمشق تؤكد تمسكها “بالانسحاب العسكري” وعودة الأمور إلى ما قبل 2011

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد صمت دام أيام، وتصريحات من الجانب التركي والدعوة بشكل رسمي على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خرجت دمشق بموقفها من عودة تطبيع العلاقات مع أنقرة، وذلك بالتمسك بالمطالب والشروط السابقة، والتي ترتكز على “الانسحاب العسكري من كامل الأراضي السورية” و “احترام السيادة ووحدة الأراضي السورية”، مع حديث عن شرط جديد لم تذكره دمشق قبل الآن.

أردوغان دعا الأسد لزيارة تركيا

وكان الرئيس التركي قد أعلن خلال مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” إنه كلف وزير الخارجية في حكومته، هاكان فيدان، الذي كان يشغل سابقاً رئيس الاستخبارات التركية، بالعمل وترتيب الأمور اللازمة لعقد اللقاء بينه وبين الرئيس السوري، بعد قطيعة سياسية دامت 13 عاماً، وذلك بسبب الدعم التركي السخي للمعارضة التي قاتلت الدولة السورية وكادت تطيح بالنظام الحاكم في البلاد لولا التدخل الإيراني والروسي.

دمشق مصرة على الانسحاب وعودة الأوضاع لما قبل 2011

وبعد صمت طويل، أصدرت وزارة الخارجية في الحكومة السورية بياناً أوضحت فيه موقفها من عودة العلاقات مع تركيا، مجددة تأكيدها على انسحاب القوات التركية المتواجدة في شمالي البلاد كأساس للاستجابة لأي مبادرة تسعى لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.

ويبدو أن دمشق وضعت شرطاً جديداً لم تكن تذكره في الأوقات السابقة، وهو “عودة الأوضاع على ما كانت عليه قبل عام 2011” في مناطق سيطرة القوات التركية بالشمال السوري، وذكر البيان، “ترى سوريا أن نتيجة تلك المبادرات ليست غايةً إعلامية، وإنما مسار هادفٌ يستند إلى حقائق قائمة، ويبنى على مبادئ محددة تحكم العلاقة بين الدولتين، أساسها احترام السيادة والاستقلال ووحدة الأراضي ومواجهة كل ما يهدد أمنهما واستقرارهما، ويخدم المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين”.

وأضافت البيان “لقد كانت سوريا وما زالت تنطلق من القناعة الراسخة بأن مصلحة الدول تُبنى على العلاقة السليمة فيما بينها وليس على التصادم أو العِدائية، وانطلاقاً من ذلك حرصت سوريا على التعامل بإيجابية مع مختلف المبادرات التي طُرحت لتحسين العلاقات بينها وبين تلك الدول، وفي ذات الإطار تعاملت سوريا مع المبادرات الخاصة بتصحيح العلاقة السورية التركية”.

وأكد البيان: أن “سوريا تؤكد أن أي مبادرة في هذا الصدد يجب أن تبنى على أسسٍ واضحةٍ ضماناً للوصول إلى النتائج المرجوّة والمتمثلة بعودة العلاقات بين البلدين إلى حالتها الطبيعية، وفي مقدمة تلك الأسس انسحاب القوات المتواجدة بشكل غير شرعي من الأراضي السورية”.

وأعربت الخارجية في بيانها، عن شكرها للدول التي تسعى لإعادة العلاقات، وأكدت أن عودة العلاقة الطبيعية بين البلدين تقوم على عودة الوضع الذي كان سائداً قبل العام 2011، وهو الأساس لأمن وسلامة واستقرار البلدين.

أردوغان كلف فيدان للعمل على ترتيب لقاء مع الأسد

وكان الرئيس التركي قال “”قبل أسبوعين دعوت الأسد لعقد لقاء في بلادي أو في دولة ثالثة، وتم تكليف وزير خارجيتنا العمل على هذه القضية”.

سبق ذلك حدث آخر لأردوغان، الأحد الماضي، إن تركيا تنتظر اتخاذ الأسد خطوة لتحسين العلاقات معها، حتى تستجيب “بالشكل المناسب”، وأضاف “دعوتنا للأسد قد تحدث في أي وقت”.

بغداد دخلت على خط الوساطة.. وأنقرة تدعو واشنطن وطهران للمساندة

وعاد الحديث عن التطبيع بين دمشق وأنقرة بعد جمود في المساعي دام لأكثر من عام، بعد دخول بغداد على خط الوساطة، وما تلا ذلك من حديث عن أن بغداد ستستضيف اجتماعاً لمسؤولين سوريين وأتراك لتقريب وجهات النظر وحل الخلافات، بينما أكدت تقارير إعلامية عن عدم ترحيب روسيا بهذه الخطوة، وإمكانية أن يكون اللقاء بين الأسد وأردوغان في العاصمة العراقية، وتفضيله عقد اللقاء في تركيا، وهو ما حمل أردوغان لتكرار تصريحاته ودعوته أكثر من مرة وفي “أية لحظة”.

وكان الرئيس التركي دعا في تصريحات أخرى الولايات المتحدة وإيران للمساهمة في تطبيع العلاقات مع دمشق، وقال أنه يجب على طهران وواشنطن أن تكونا سعيدتين بهذه التطورات التي وصفها “بالإيجابية”، وتدعمان العملية الرامية لإنهاء الأزمة السورية.

ترحيب روسي.. ومخاوف في الشمال

وكانت روسيا رحبت على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، بالجهود المبذولة في إطار الصلح بين أنقرة ودمشق، وقالت تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا يحظى بأهمية حيوية فيما يتعلق بالتوصل إلى حل شامل في سوريا وتعزيز الأمن الإقليمي، ولفتت إلى أن موسكو تشجع الشركاء على مواصلة الاتصالات بكل الوسائل الممكنة”.

وتابعت زاخاروفا “تركيا اتخذت خطوات مهمة في الفترة الأخيرة فيما يتعلق بمسار التطبيع، هناك إشارات، بما في ذلك من الرئيس إردوغان، حول استعدادهم لتطبيع العلاقات، ونحن نرحب بهذا الاتجاه، ونثق بأنه سيجري اتخاذ خطوات عملية من الجانبين”.

وخرجت تظاهرات جديدة في الشمال السوري ضمن مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة رفضاً للتطبيع والعنصرية الممارسة بحق السوريين داخل تركيا، مع مخاوف من تخلي أنقرة عن هذه المناطق وتسليمها لدمشق، كما حصل في السنوات الماضية في إطار “مسار آستانا”.

وترغب تركيا في الدرجة الأولى من مسألة التطبيع مع الحكومة السورية، بإن تغير دمشق نظرتها للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية ومن بينها وحدات حماية الشعب YPG، مع تعديل الاتفاقات الأمنية أو عقد اتفاقات جديدة تسمح لتركيا بالتوغل بشكل قانوني وشرعي ضمن الأراضي السورية لمحاربة السلطات في “الإقليم” الشمالي الشرقي، وقد يكون ثمن ذلك في حال موافقة دمشق، تسليم الشمال الغربي بشكل كامل، وفق ما يعتقد خبراء ومحليين سياسيين.

إعداد: ربى نجار