دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد تراجع عن خطط الحرب.. أردوغان يهدد شمال وشرق سوريا من جديد

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – بعد اجتماع مجلس الأمن القومي التركي، أشارت تقارير إعلامية أن حدة التهديدات التركية لمناطق الشمال السوري انخفضت، خصوصاً وأن المدة الزمنية التي حددها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للولايات المتحدة الامريكية، بضرورة تنفيذ خطوات ملموسة على الأرض بخصوص “المنطقة الآمنة” قد انتهت.

تصعيد جديد من الرئيس التركي لمناطق الشمال السوري

لكن الرئيس التركي رجب طيب أدروغان عاود تهديداته مجدداً لشرقي الفرات، وقال، “ان بلاده لم يعد بمقدورها الانتظار “ولو ليوم واحد”، في إشارة لإقامة “المنطقة الآمنة”، وأشار أردوغان، إلى ان قواتهم جاهزة على الحدود، وقد “ننفذ خططنا في أي وقت، وتحت جنح الظلام”.

وجدد أردوغان رغبته في توطين ما يقارب 3 ملايين سوري في “المنطقة الآمنة” المزمع إنشاؤها، مشدداً أن “تركيا لن تستطيع استضافة السوريين للأبد، لأنهم يمثلون تحديات اقتصادية واجتماعية وثقافية”.

تناقضات بين تصريحات اليوم والأمس

أوساط سياسية مطلعة لاحظت تناقضاً في تصريحات أردوغان ما بين اجتماعه مع مجلس الأمن القومي التركي، الاثنين الماضي الذي أكد استمرار المساعي لإنشاء “الآمنة”، وما بين التصعيد الجديد أمس الثلاثاء، وقالوا، “يبدو ان تناقضات وخلافات جديدة حدثت بين أنقرة وواشنطن على صعيد إنشاء المنطقة الآمنة”، مشيرين إلى أن “تركيا تعي جيداً أن واشنطن لن تسمح لها بشن أي عمل عسكري في تلك المناطق، خصوصاً مع زيادة مخاطر عودة تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة، واحتمال إحداث فراغ أمني يؤدي إلى هروب آلاف العناصر من داعش”.

خلل أمني.. وترحيب بعودة  اللاجئين السوريين من أبناء المنطقة

يذكر أن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي كان قد أكد لوسائل إعلام أمريكية سابقاً، “أن أي عمل عسكري تركي ضد المناطق المحاذية للحدود، سيؤدي إلى سحب كافة القوات العسكرية سواءً الأمنية أو قسد، وهذا سيؤدي إلى حدوث خلل أمني سيستثمره عناصر داعش، ويهربون من المخيمات”، داعياً “التحالف الدولي وعلى رأسهم الولايات المتحدة منع تركيا من تنفيذ تهديداتها”.

الإدارة السياسية في مناطق شمال وشرق سوريا، أكدت مسبقاً أنها ليست ضد عودة اللاجئين السوريين من “أبناء المنطقة” إلى ديارهم، وأبدت استعدادها للتعاون في هذا الشأن، وأوضحت، ان أي “عملية توطين يسبقها عمل عسكري ضد المنطقة سيؤدي إلى نزوح أكثر من 5 ملايين شخص من السكان الأصليين”، مشيرة إلى ان تركيا لديها “نوايا لإنشاء حزام عربي موالي لها على الحدود السورية التركية الشمالية، وتهجير الكرد وباقي المكونات من المنطقة”.

وسائل الإعلام التركية تحدثت عن تراجع تركي عن غزو شمال سوريا

وسائل إعلام تركية تحدثت عند عودة الرئيس التركي من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ولقاءه الرئيس الأمريكي، ان تركيا تراجعت عن خططها “الخاصة”، لغزو شمال سوريا، وأشارت إلى حديث وزير الدفاع التركي بخصوص الأمر الذي قال أن لدى الجانب التركي والأمريكي خطتين “ب – ج” بخصوص إنشاء “المنطقة الآمنة” للمرة الاولى، ولكن بعد التصريحات الجديدة، قالت يبدو “ان الرئيس عازم على حل ملف اللاجئين السوريين، من خلال إعادتهم إلى سوريا، حتى ولو أقدمت تركيا على الانتحار” في إشارة منها إلى العملية العسكرية التي إذ اندلعت فإن عواقبها ستكون وخيمة على تركيا وسوريا والمنطقة، حسب خبراء أتراك معارضين.

وعلى صعيد متصل حذر المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، الجمعة الماضية، تركيا من أي عمل أحادي في شمال شرقي سوريا، مؤكداً أن واشنطن مستمرة في العمل مع تركيا بخصوص “الآلية الأمنية” في المنطقة.

تهديد شمال وشرق سوريا والحصول على تنازلات

ويقول مراقبون، ان تركيا بعد أن عادت خالية الوفاض من الاجتماع مع الرئيس الأمريكي ترامب، وإمكانية تراجع الأخيرة عن العقوبات المزمع فرضها لشراء أنقرة الصواريخ الروسية إس-400، وإخراجها من برنامج الطائرات الامريكية إف-35، عاودت الضغط على الأخيرة بورقة تهديد الشمال السوري لعلها تحصل على تنازلات بشان الملفات المذكورة، وأشاروا، ان تركيا تعلم جيداً ان أي عمل عسكري في شمال سوريا ترفضه واشنطن خصوصاً وان قواتها تتواجد على الأرض، وذلك حتماً سيؤدي إلى تدهور العلاقات الثنائية بين البلدين، وتركيا لاتحبذ ذلك على الإطلاق.

وبين هذا وذاك، يبقى الباب مفتوحاً أمام كل الاحتمالات بين شن عمل عسكري أو تهدئة وفرض خطة سلام بين الأطراف على الأرض.

 

إعداد: علي إبراهيم