أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – خلال الفترة الماضية بدأ الحديث عن “مخطط تركي” بنقل عوائل حركة حماس وقياداتها من قطاع غزة إلى الشمال السوري، الذي تسيطر عليه أنقرة مع جماعات مسلحة موالية لها، وأن تركيا ستسعى في المرحلة التالية محاولة إقناع الدول العربية والولايات المتحدة بذلك، فيما اعتبرته مصادر سورية أنه “مخطط خطير” يهدف لسلخ الشمال السوري وتغيير ديمغرافيته وربما سلخه فيما بعد.
مخطط تركي ومقترح أمريكي.. الهدف “تغيير ديمغرافية الشمال السوري”
وخلال فترة سيطرتها على الشمال السوري، منذ بداية تدخلها العسكري، جلبت تركيا العشرات من العوائل الفلسطينية إلى مناطق سيطرتها في الشمال، وخاصة المناطق الكردية منها، التي هجرت أنقرة أغلب سكانها الأصليين بفعل العمليات العسكرية، وقامت بإسكانهم في قرى سكنية/مستوطنات، أو منازل أصحابها مهجرين.
كذلك كشفت تقارير إعلامية عن “مقترح أمريكي” هذه المرة، بتوزيع العوائل الفلسطينية التي تسكن قطاع غزة على أربعة دول، من بينها الشمال السوري ضمن مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها، وسط تأكيد عربي برفض تهجير سكان القطاع تحت أي مسمى أو ذريعة.
“النواب والشيوخ” يقدمون مقترحاً بترحيل سكان غزة
وبحسب ما نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” فإن تفاصيل المقترح أو الخطة التي تقدم بها أعضاء كبار في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي، وعلى رأسهم عضو مجلس النواب جوي ويسلون، فإن خطة ترحيل سكان غزة سيكون إلى دول “مصر والعراق واليمن وتركيا”، على أن يتم تخصيص مساعدات مالية لهذه الدول بهدف استقبال سكان القطاع.
ووفق ما نشرت الصحيفة الإسرائيلية، فإن الخطة الامريكية تقترح على أن تستقبل تركيا وحدها، نصف مليون شخص من أهالي غزة، مقابل مساعدات مالية قالت أنها تصل لـ150 مليون دولار أمريكي، إضافة إلى إرسال مليون فلسطيني إلى مصر وتخصيص ملياري دولار للقاهرة كمساعدات.
فيما سيتم توزيع 250 ألف شخص على كل من العراق واليمن على حدى، على أن يتم تخصيص ملياري دولار أمريكي كمساعدات من الخارجية الأمريكية، وفق ما أكدت الصحيفة.
ووفق المعلومات فإن النصف مليون شخص من قطاع غزة الذين من المفترض نقلهم إلى تركيا، سيتم إعادة توطينهم في المناطق الشمالية التي تسيطر عليها أنقرة في سوريا، وخاصة المناطق الكردية منها، كعفرين ورأس العين وتل أبيض. والتي سبق وأن بنت تركيا فيها العشرات من القرى السكنية/المستوطنات، بأموال منظمات فلسطينية كويتية قطرية.
“نقل عشرات العوائل الفلسطينية للشمال السوري”
مع التأكيد على أن تركيا بدأت فعلياً بنقل عشرات العوائل من قطاع غزة إلى منطقة عفرين، التي سيطرت عليها أنقرة برفقة فصائل “الجيش الوطني” في آذار/مارس 2018، وهجرت منها أكثر من 350 ألف من سكانها الأصليين.
وتتزامن هذه المعلومات مع ما تم نشره على شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، قبل أسبوع من الآن، والتي تحدثت فيها مصادر خاصة للشبكة عن وجود، مخطط “تركي” برعاية قطرية يهدف لإعادة توطين العائلات الفلسطينية ومنها حركة حماس ومقاتلوها في عفرين ومناطق أخرى من الشمال السوري، وذلك بالاتفاق مع إسرائيل وبدعم مالي قطري كامل، حيث أن المخطط يهدف في مرحلته الأولى إلى إعادة توطين 3 آلاف عائلة فلسطينية تحت مسمى “الحالة الإنسانية” وبحجة تدمير منازلهم ومناطق إقامتهم خلال الحرب على القطاع.
موقف الإدارة الذاتية والأطراف الدولية الأخرى
الإدارة الذاتية بدورها علقت على هذه التقارير والمعلومات التي تؤكد “توطين” العائلات الفلسطينية من قبل تركيا في عفرين شمال البلاد، حيث دانت هذا المخطط واعتبرته “يصب في إطار مساعي تركيا لتغيير ديمغرافية المناطق المحتلة”.
واستنكرت الإدارة الذاتية صمت القوى والجهات الدولية والأممية حيال ما تريد تركيا القيام به بتغيير ديمغرافية المناطق التي هجر منها أهلها، بدعم قطري وفصائل فلسطينية، وأشارت إلى أن على هذه الجهات دعم عودة السكان الأصليين إلى مناطقهم وإنهاء معاناتهم في مخيمات النزوح.
وتؤكد المصادر التي تحدثت سابقاً لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية أن هناك توافق أمريكي إسرائيلي عربي حول المخطط التركي الذي سبق الاقتراح الأمريكي في مجلسي النواب والشيوخ، حيث أن إفراغ قطاع غزة من سكانها وقادة حماس ومقاتليها يصب بالدرجة الأولى في مصلحة إسرائيل؛ الساعية بدورها إلى إفراغ غزة من سكانها.
“نقل كتائب القسام ودمجها مع الفصائل لقتال قسد”
وكانت إسرائيل أعلنت في وقت سابق من يوم السبت، نيتها إقامة “منطقة عازلة” في شمال قطاع غزة، على الجانب الفلسطيني، لمنع أي هجمات مستقبلية عليها، وفق ما أفادت “وكالة رويترز”.
ووفق “رويترز” فإن تل أبيب أبلغت بهذه المساعي كل من مصر والأردن والإمارات والسعودية وتركيا.
وكانت المصادر التي تحدثت “لأوغاريت بوست” كشفت أيضاً، بأن تركيا ستسعى لنقل عناصر “كتائب القسام” الجناح العسكري “لحركة حماس إلى المناطق التي تسيطر عليها في سوريا، وذلك بهدف دمجها مع فصائل “الجيش الوطني” التركمانية، و “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”، وبالتالي استخدامهم في أي معارك ضمن الأراضي السورية، وعلى رأسها قوات سوريا الديمقراطية.
وفتحت تركيا قبل أسبوعين من الآن، وفق المعلومات، مكاتب عدة في مناطق عفرين والباب وجرابلس وإدلب، لتسجيل أسماء الراغبين بالقتال مقابل مبالغ مالية، كذلك تم تجهيز مراكز تدريب في ريف عفرين والباب وإعزاز لتدريب العناصر المنضمة حديثاً، وبالتالي تشكيل قوة عسكرية جديدة و إلحاقها “بوزارة الدفاع الجديدة” التي تعمل أنقرة على تشكيلها ضمن “الحكومة السورية المؤقتة”.
إعداد: ربى نجار