أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – اعتبرت وسائل إعلامية غربية، بأن تركيا تريد نفوذاً لها في أفغانستان على غرار ما فعلته في سوريا والعراق وليبيا، حيث أن أنقرة ومنذ سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان، فأنها تصيغ تصريحاتها عن الحركة بدقة متناهية وأبدت أكثر من مرة استعدادها للاعتراف والتباحث مع مسؤولي طالبان حتى في مسألة تشغيل مطار كابل.
سرعة سقوط “الدولة” في أفغانستان أربك الحسابات التركية
الانسحاب الامريكي والأجنبي من أفغانستان، وسرعة سيطرة طالبان على البلاد، أغلق الأبواب كلها أمام تركيا لبسط نفوذها في أفغانستان كما يحلو لها، فالحركة نعم تريد من تركيا المجيء والاستثمار واستخراج الثروات، لكنها في الوقت ذاته لا ترغب بتواجد عسكري تركي في أفغانستان كما تراه وتحبذه أنقرة.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يواصل مساعيه الحذرة بالتقرب من مسؤولي طالبان، ومحاولاً استرضائهم وطمأنتهم بشأن الاستثمارات التي يمكنه أن يجلبها لأفغانستان، إضافة إلى ملء الفراغ الذي أحدثه الانسحاب الأجنبي، وما تبعه من فوضى بعد ذلك، ولكن تركيا ترغب بأن يتم هذا الملء كما حصل في سوريا والعراق وليبيا. أي بسيطرة جغرافية و امتيازات سياسية.
أردوغان يلمح لاتفاق مع طالبان مشابه “لاتفاقه مع السراج”
وفي هذا الصدد قال اردوغان أن أنقرة مستعدة لتقديم كافة أنواع الدعم حتى تتعافى أفغانستان من مشاكلها في أسرع وقت. وأضاف بشأن إمكانية عقد اتفاق مع أفغانستان مماثل للاتفاق المبرم مع حكومة السراج في ليبيا، قال أردوغان: “من الممكن عقد اتفاق مماثل، يكفي أن نجد من نتحاور معه، تركيا هدفها الوحيد هو حل المشاكل”.
ولطالما سعت تركيا للمساعدة في تأمين وإدارة مطار العاصمة الأفغانية، لجهة استرضاء حلفائها في حلف شمال الأطلسي، ولعلها ترجع شيئاً من الدفء للعلاقات مع الولايات المتحدة. تلك العلاقات التي تجمدت بعد وصول الرئيس بايدن إلى السلطة،
مغادرة أفغانستان .. واستغلال “ورقة اللاجئين”
وعلقت تقارير إعلامية تركية معارضة، أن إصرار طالبان على عدم وجود أي تواجد عسكري أجنبي في أفغانستان، أزعج أردوغان كثيراً، لذلك أمر بسحب جنود الـ500، الموجودين هناك، مشيرين إلى أن أردوغان يريد بلد آخر تتواجد فيه قواته كما الحال في سوريا وليبيا والعراق وقبرص وقطر والصومال وأذربيجان، مشددين على أن تطور الأوضاع في أفغانستان وسرعة سقوط الدولة والانسحاب الأجنبي دفع بالرئيس التركي للمغادرة خشية من خسائر بشرية في صفوف قواته قد يغضب الاتراك الذين يعتبرون غير موافقين على “مغامرات” حكومة بلادهم بالحروب خارج الحدود.
وتقول تقارير إعلامية تركية، بان أنقرة تريد أن يكون لها كلمة وقرار في تشكيل حكومة أفغانية جديدة، بالتنسيق المباشر مع باكستان وقطر اللتان تعتبران حلفاء لطالبان، إضافة إلى أصحاب المصلحة الأفغانية الآخرين، وأشارت إلى أن المراد التركي في أن يكون لها كلمة في أفغانستان “طالبان”، من الممكن أن تلجأ إلى “ورقة اللاجئين” مرة أخرى، هذه الورقة التي يمكن أن تتيح لتركيا الدخول في أفغانستان، من خلال ابتزاز الأوروبيين بعدم فتح الابواب لهم (اللاجئين)، وبالتالي ممارسة أوروبا للضغوطات على طالبان لسماحها بامتيازات تركية مقابل سماح أنقرة بتواجد لاجئين أفغان على أراضيها.
وهذا بالضبط ما يؤكده تصريحات الرئيس التركي أن “بلاده لن تستطيع استضافة اللاجئين الأفغان”، فمن جهة سيدفع الأوروبيين للضغط على طالبان بتواجد عسكري تركي كما ترغب به أنقرة، ومن جهة أخرى ترسل أنقرة رسائل غير مباشرة إلى أوروبا بضرورة تزويدها بالأموال حتى تستطيع استضافة لاجئين على أراضيها، وهو ما فعلته بعد استضافتها للاجئين السوريين. واعتبرت أوروبا حينها أن تركيا “تبتزها”.
وتعقيباً على كل ما ذكر، فإن تركيا اليوم باستطاعتها فرض تواجد لها في أفغانستان، تكون قادرة من خلاله فرض رؤيتها للحل في البلاد وأن تشارك في تشكيل حكومة انتقالية، إضافة للاستثمارات لدعم اقتصادها الضعيف، وكل ذلك ممكن أن يحدث بضغوطات أوروبية على طالبان الساعية للحصول على اعتراف دولي وتقديم تنازلات لأجل ذلك.
إعداد: علي إبراهيم