أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن عمليات تهريب لزيت الزيتون الخاص بمنطقة عفرين تحت إشراف فصائل المعارضة الموالية لتركيا إلى لبنان، ومن هناك يتم تصديره إلى دول الخليج عبر التنسيق مع “حزب الله” اللبناني، وذلك في استمرار لتصدير الموارد الطبيعية السورية على إنها تركية لأوروبا أيضاً.
“زيت الزيتون العفريني يتصدر واجهة أسواق حمص”
ووفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الزيت العفريني يتصدر واجهات المحلات التجارية التي تبيع المواد الغذائية في أسواق مدينة حمص، والتي يرجع معظمها بملكيته لتجار مقربين من رؤساء الأفرع الأمنية التابعة للحكومة السورية، برغم ارتفاع تكلفة نقله من عفرين إلى المحافظات السورية.
ونقل المرصد السوري عن “نشطاء” بأن صفائح زيت الزيتون القادم من ريف حلب على الرغم من ارتفاع سعره مقارنة مع زيت الزيتون الذي تنتجه محافظات حمص وحماة بنسبة مقدارها 400 ألف ليرة للصفيحة الواحدة، إلا أن بعض الأهالي يقبلون على شراءها، نظراً للمذاق المميز والجودة التي يتمتع بها الزيت القادم من عفرين مقارنة بباقي الزيوت.
وبلغ سعر صفيحة الزيت العفريني 16 كيلوغرام صافي ضمن أسواق مدينة حمص سعر مليون و 800 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 120 دولار أمريكي.
بينما سعر صفيحة زيت الزيتون الذي تنتجه محافظات الداخل والساحل مادون المليون و400 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 100 دولار أمريكي. وفق المرصد السوري.
ومع ارتفاع سعر الزيت التاريخي، فتح المجال أما ضعفاء النفوس لغش المادة بخلطه بزيت من نوع آخر كزيت دوار الشمس والذرة، ليباع بسعر أقل من التسعيرة المتعارف عليها.
بالتعاون مع “حزب الله”.. زيت الزيتون العفريني يصدر إلى لبنان
ويقول أحد تجار المدينة للمرصد السوري فضل عدم الكشف عن أسمه لأسباب تتعلق بالأمن والسلامة، بأن تجار معينين من مدينة حمص يقومون بإدخال صفائح الزيت العفريني من المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل العسكرية الموالية لتركيا إلى مناطق سيطرة الحكومة، بتنسيق مسبق مع الحواجز العسكرية لدى الطرفين قبل أن يتمّ طرحه ضمن أسواق المدينة عبر معتمدين مخصصين لهذا الغرض.
ولفت المرصد إلى وجود شحن لزيت الزيتون القادم من عفرين بين متعاونين مع “حزب الله” و الفصائل الموالية لأنقرة، حيث أن عمليات التهريب تتم بشكل شبه يومي منذ مطلع شهر رمضان الحالي، وذلك عبر شاحنات، التي يتم أيضاً إدخالها إلى لبنان الأمر الذي لاقى إقبالاً لافتاً من قبل اللبنانيين لتتزايد يوماً بعد يوم الكميات التي يتم شحنها من ريف حمص الغربي إلى داخل الأراضي اللبنانية عبر منافذ حدودية غير شرعية تخضع لهيمنة حزب الله اللبناني.
وأشار المرصد إلى أنه من الصعب تقدير الكمية التي تم ويتم إدخالها بشكل منظم إلى محافظة حلب على وجه الخصوص، وذلك على الرغم من من استمرار عملية إدخال زيت الزيتون من مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا إلى مناطق سيطرة الحكومة، فيما فتح خط مؤخراً لإيصال الصفائح على مدينة حمص ومنها إلى لبنان “بحسب ذات المصدر”.
تركيا تنهب الموارد الطبيعية السورية
ونقل المرصد السوري عن “لاجئ سوري” في فرنسا وهو أحد أهالي ناحية المعبطلي التابعة لمدينة عفرين أن مدينته تتصدر لائحة أكبر المدن السورية بإنتاج الزيتون واستخراج الزيت باعتبارها تضم ما يقارب 11 مليون شجرة زيتون ضمن نواحيها السبعة (بلبل – شران – شيراوا – المعبطلي – راجو – جنديرس- الشيخ حديد).
ويضيف اللاجئ السوري، أن مدينة عفرين تعرضت لأبشع الجرائم خلال فترة الحرب التي شهدتها سوريا على مختلف الأصعدة، إذّ لم تقتصر الجرائم على القتل والاعتقال من قبل قوات الحكومة، قبل أن تليها الانتهاكات من قبل فصائل “الجيش الوطني”، المدعوم تركياً، قبل أن تطال الأهالي الجريمة الأشنع المتمثلة بقطع عشرات آلاف الأشجار من الزيتون المعمّر بهدف بيعه للتدفئة، حيث كانت تلك الأشجار بمثابة أفراد العائلة بالنسبة لأبناء المكون الكردي الذي لم يبخل يوماً على باقي المكونات بتزويد أبناء سوريا بالزيت والزيتون ذو الجودة العالية التي اكتسبوها على مرّ السنين.
نهب الآثار السورية.. وتصدير زيت الزيتون العفريني لأوروبا
ومنذ سيطرتها على منطقة عفرين في آذار/مارس 2018، تستفيد تركيا من موارد عفرين الطبيعية خاصة من زيت الزيتون، إضافة إلى استفادة الفصائل من عمليات الحفر التي تطال المواقع الأثرية من حيث استخراج اللقى الأثرية التي تعود عمرها لآلاف السنوات، عبر التنسيق المباشر مع السلطات التركية وتجار يأتون من تركيا، ومن ثم يتم بيعها في السوق السوداء.
كما أن تركيا قامت خلال السنوات الماضية بتصدير زيت الزيتون العفريني إلى دول الاتحاد الأوروبي بالتنسيق مع فصائل المعارضة المسلحة، وذلك بعد الاستيلاء على عشرات الآلاف من الدونمات من الأراضي الزراعية العائدة للمواطنين المحليين ومن الذين تم تهجيريهم بفعل العمليات العسكرية وممارسات الفصائل.
“1101 عملية قطع للأشجار في عفرين منذ سيطرة تركيا عليها في 2018”
وخلال موسم الزيتون واستخراج زيته، تستفيد تركيا من هذه المادة بجني ملايين الدولارات، بعد حرمان المواطنين المحليين من الاستفادة من أراضيهم والتضييق على من تبقى ويعمل في أرضه، عبر فرض الإتاوات على محاصيلهم الزراعية وتقاسم الأرباح التي يجنونها بنسب تصل للنصف وأحيانا أكثر من ذلك.
وفي حصيلة للمرصد السوري، فإنه منذ السيطرة على عفرين 1101 عملية قطع للأشجار المثمرة من قبل فصائل الجيش الوطني شملت قطع آلاف الأشجار المثمرة إن لم يكن عشرات الآلاف منها، لبيعها واستخدامها كوسيلة للتدفئة.
إعداد: رشا إسماعيل