أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد نحو أسبوع من الاشتباكات العنيفة والهجمات المتتالية التي قامت بها قوات الحكومة السورية ومسلحي “الدفاع الوطني” إلى جانب المجموعات المسلحة الموالية لإيران على مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور الشرقي، شهدت جبهات القتال على ضفتي نهر الفرات خلال الساعات الـ24 الماضية هدوءً حذراً، وذلك في وقت قامت قوات سوريا الديمقراطية بخطوات أولية لفك الحصار عن المربعين الأمنيين في مدينتي الحسكة والقامشلي وذلك بعد الاتفاق مع الجانب الروسي لوقف التصعيد في المنطقة.
“لم يسيطروا على أي بلدة أو قرية”.. وعودة جزئية للحياة
وخلال 7 أيام من الاشتباكات والزج بمئات من المسلحين واستخدام كافة صنوف الأسلحة، لم تنجح قوات الحكومة السورية والمسلحين الموالين من إيران في السيطرة على أي متر من مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية، بينما كشفت تقارير إعلامية عن خسائر كبيرة في صفوفهم جراء المعارك التي دارت في بلدات ريف دير الزور الشرقي المطلة على ضفة نهر الفرات.
ومع عودة الهدوء إلى جبهات القتال والحديث عن توقف المعارك، بعد محادثات بين قيادة قوات سوريا الديمقراطية وقيادة القوات الروسية في سوريا، شهدت العديد من البلدات والقرى في ريف دير الزور عودة جزئية للعائلات التي نزحت خلال الأيام الماضية وعودة النشاط إلى الأسواق مع حركة ملحوظة للسكان.
وسيرت قوات سوريا الديمقراطية رفقة التحالف الدولي طائرات مسيرة في أجواء ضفتي نهر الفرات بدءاً من بلدة البصيرة وصولاً إلى بلدة جديدة بكارة لمراقبة التحركات تحسباً لأي حالات تسلل جديدة، وذلك بعد أن وصلت تعزيزات عسكرية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة والمسلحين الإيرانيين للهجوم على قسد.
فشل السيطرة على أي منطقة.. والعشائر شاركت قسد في صد الهجمات
وكما العام الماضي، فشلت قوات الحكومة السورية والمجموعات الإيرانية في السيطرة على أي قرية أو بلدة في ريف دير الزور الشرقي، بالرغم من التجهيزات العسكرية الضخمة لهذه العملية، حيث أن هذه التجهيزات العسكرية تم ردها بقدرات عسكرية تم اعتبارها بسيطة بالنسبة لما جهزه مسلحو إيران وقوات الحكومة لهذه المعركة، وذلك قد يعود سببه لدعم العشائر لقوات سوريا الديمقراطية ومشاركة أبناءها في قتال المجموعات المسلحة المهاجمة، وبالتالي رفض وجودهم في هذه المناطق، وهو ما تم تأكيده سواءً في بيانات قسد أو العشائر التي أعلنت دعمها للقوات المحلية.
“45 قتيل خسائر قوات الحكومة ومسلحي إيران”
وكالة الأنباء الكردية “هوار” بدورها نشرت تقريراً مفصلاً حول 7 أيام من الاشتباكات وحصيلة الخسائر البشرية، من بينها مدنيين فقدوا حياتهم جراء هجمات قوات الحكومة السورية.
وجاء في الحصيلة، إن 45 من قوات الحكومة السورية والمسلحين الإيرانيين قتلوا خلال الاشتباكات، بينهم 25 من قوات الحكومة والمسلحين، بعملية وصفها “مجلس دير الزور العسكري” بـ “الانتقامية لشهداء مجزرة قرية الدحلة” التي راح ضحيتها 11 مدنياً نصفهم تقريباً من الأطفال، بقصف نفذته قوات الحكومة السورية على منازل المدنيين بقريتي الدحلة وجديدة بكارة.
“14 مدنياً فقدوا حياتهم بينهم 11 بمجزرة قرية الدحلة”
كما كشفت الحصيلة أن 14 مدنياً فقدوا حياتهم مع إصابة 25 آخرين جراء عمليات قصف لقوات الحكومة على بلدات وقرى ريف دير الزور.
اتفاق بين قسد وروسيا لإنهاء التصعيد.. ورفع الحصار عن “المربعين”
وكردة فعل من قبل قوات سوريا الديمقراطية على ما جرى في دير الزور، فرضت حصاراً على المربعين الأمنيين في مدينتي الحسكة والقامشلي، دام 6 أيام، بينما دخلت ودخلت صهاريج مياه الشرب وسيارات تنقل الطعام إلى المربع الأمني في مدينة الحسكة، كما من المفترض دخول المواد الغذائية المستعجلة إلى المربع الأمني بالقامشلي، وذلك بعد اتفاق بين قيادات قسد وروسيا.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بإن قسد شرعت برفع الحصار عن المربعين “كبادرة حسن نية” بعد أن قدم الجانب الروسي وعوداً بوقف هجمات المجموعات الإيرانية، وإبعاد “الفرقة الرابعة”، عن منطقة ريف دير الزور، ونشر مجموعات بديلة من الحرس الجمهوري، وذلك خلال اجتماع جرى الثلاثاء في مطار القامشلي بريف الحسكة بين وفد روسي ضم عدداً من الضباط والجنود على رأسهم القائد الروسي “كيسلف”، وممثلين عن قوات سوريا الديمقراطية.
“بنود الاتفاق بين قسد وروسيا”
وتضمن الاتفاق أيضاً عقد صفقة لتبادل أسرى، حيث سيتم الإفراج عن عناصر من قوات سوريا الديمقراطية كانوا قد وقعوا أسرى بيد مجموعات “إبراهيم الهفل” المدعوم من إيران، ويقابل ذلك إفراج قوات سوريا الديمقراطية عن 20 من ضباط وعناصر قوات الحكومة بينهم عميد كانت قد اعتقلهم في الحسكة و القامشلي، حيث وافقت “قسد” على فك الحصار في انتظار تنفيذ الشروط المتفق عليها.
إعداد: ربى نجار