أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – اعتبرت بروين ابراهيم الأمين العام لحزب الشباب للبناء والتغيير إن “الصراع في سوريا هو صراع على سوريا عبر التصارع على السلطة”، وأكدت أن الوضع يحتاج إلى “إعادة ترتيب كل أوراق الداخل للخروج من تداعيات الأزمة وليس من الأزمة التي تسير في طريق النهايات”، مشيرة إلى أن “أي خطوة تتعلق بمستقبل سوريا يجب أن ينتجها السوريون بعيداً عن الاملاءات والتدخلات الخارجية والقوالب المعلبة”.
وأكدت السياسية السورية بروين ابراهيم “عدم تمثيل (ممثلي اللجنة الدستورية السورية) لكل القوى السورية الموجودة بالداخل، ووجود مسميات غير آهلة أساساً للخوض في ترتيبات الإعداد لدستور لوطن كسوريا، إضافة الى أن من اختار بعض المسميات لم يضع معاييراً وطنية موضوعية للاختيار”.
هذه التصريحات أدلت بها الأمين العام لحزب الشباب للبناء والتغيير بروين ابراهيم خلال حوار خاص مع شبكة أوغاريت بوست بخصوص تطورات الأزمة السورية والمراحل التي مرت بها، وفيما يلي نص الحوار:
1- بعد ثمان سنوات من الأزمة، كيف يمكن وصف المشهد في سوريا، وهل تعتقدين أن مطالب السوريين كانت محقة عندما انتفضوا مطالبين بالتغيير ؟
بالنسبة للشق الأول من السؤال، اعتقد ان المشهد السوري يضم الآن لوحتين متباينتين الاولى تمثل بوادر واضحة لأفول قوى الارهاب التي قاتلت في سوريا، وبالتالي وضوح الانتصار العسكري للقوى الحكومية السورية والمحور المناصر للدولة السورية، والثانية تمثل مشهداً فيه الكثير من الجهالات ما يوسع دائرة الاستقراء والاستنباط باتجاه الخطط البديلة التي نعتقد أن بعض القوى الدولية الممولة والداعمة للفصائل المسلحة، باتت تعدها في جولة ثانية لا عسكرية في محاولة لإعادة بعثرة الأوراق والاتجاه لتحقيق ما تريده تلك الدول في المنطقة عبر الورقة السورية.
أما ما يتعلق بالشق الثاني من السؤال، فأنا اعتقد أن الإجابة عليه تحتاج مسبقاً للاتفاق على عنونة ما جرى في سوريا، هل هو فعلاً مطالب شعبية أدت وبشكل مستغرب سريع متسارع إلى ظهور كل تلك القوى الارهابية المسلحة، أم أنه فعلاً مخطط جرى الإعداد له بشكل مسبق ومتقن عبر فلول مسلحة للانقضاض على المنطقة من خلال سوريا وتحت عنوان ثورة مطالب شعبية.
أنا أرجح القراءة الثانية لأني مؤمنة بأن الجينات السورية التشاركية لا تميل للقتل لتحصيل أي حق.
2- ما هي الظروف التي أدت إلى تحول سوريا إلى ساحة صراع على السلطة، وكيف تقيمين دور الدول المتدخلة في الأزمة السورية ؟
قبل الإجابة .. دعني أؤكد لكم بأن الصراع في سوريا هو صراع على سوريا عبر التصارع على السلطة، وبهذا نختلف كثيراً مع من يعتبر أن أساس الصراع هو صراع سياسي على السلطة بين مجموعة من القوى السورية المتعارضة.
هو برأينا صراع لإعادة تشكيل المنطقة، حاولت بعض القوى الداعمة لهذا التوجه، بعثرة سوريا للانقضاض على السلطة وبالتالي تحقيق مشروعها الشرق أوسطي التي باتت ملامح محاولات تحقيقه واضحة.
وهذا يقودنا إلى تقييم دور الدول المتدخلة في الصراع على سوريا، فهناك فارق كبير بين دولة جاءت بناءً على طلب من الحكومة السورية الشرعية وبين دولة تدخلت بشكل قرصنة في محاولة لتكريس المخطط الذي خُلقت الأزمة اساساً لتمهيد سبل تحقيقه.
وبالتالي لا يمكن وضع كل تلك الدول في ميزان واحد فالأولى جاءت للمحافظة على الدولة السورية لأن مشروعها يتحقق من خلال السلم والسلام بالمنطقة أما الثانية وهي في محور نقيض للأولى فلن تحقق مخططها في ظل وجود هكذا نظام حكم في سوريا ينتمي إلى محور مقاوم للهيمنة الامريكية بالمنطقة.
3- هل يمكن القول أن الحكومة السورية انتصرت في الصراع ؟
من الواضح أن مشاهد الانتصارات العسكرية الحكومية باتت واضحة بإطلاق وبات قوى الارهاب مندحرة أو آيلة للاندحار في أغلب معاقلها السابقة.
ويبقى علينا في سوريا لكي نحقق الانتصار المطلق أن نعد العدة للمرحلة القادمة بالتزامن مع انتصاراتنا العسكرية وإلا فإننا لم نستلهم من البارحة عِبر.
4- ما هو السبيل للخروج من هذه الأزمة ؟
أعتقد أن سؤالكم يحتاج لتساؤلات .. أية أزمة ؟ فقد تحدثت بمعرض إجاباتي عما مضى من أسئلة عما يفيد بهذا. ومع ذلك، نحن وكما أسلفت نحتاج إلى إعادة ترتيب كل أوراق الداخل للخروج من تداعيات الأزمة وليس من الأزمة التي تسير في طريق النهايات.
5- بالنسبة للجنة الدستورية هل تعتقدين أنه يمكن تعديل الدستور الحالي، أم أن سوريا بحاجة لدستور جديد ؟
نحن في حزب الشباب للبناء والتغيير، أبدينا جملة من التحفظات على (تعيين) اللجنة الدستورية التي إن صحت التسريبات، لم توفق الأطراف التي قامت بتعيينها بغالب الأسماء المعينة لاعتبارات كثيرة أهمها عدم تمثيل تلك اللجنة لكل القوى السورية الموجودة بالداخل، ووجود مسميات غير آهلة أساساً للخوض في ترتيبات الإعداد لدستور لوطن كسوريا، إضافة الى أن من اختار بعض المسميات لم يضع معاييراً وطنية موضوعية للاختيار وإنما جاء ذلك بمحض رؤى ذاتية بعضها يعاني من قصور في النظرة.
ونحن في حزبنا ومنذ بدايات الأزمة ندعو ودعينا وعقدنا عدد كبير من ملتقيات الحوار السوري – السوري متفقين نحن ومجموعة من القوى السياسية والمدنية السورية على أن أي خطوة تتعلق بمستقبل السوريين يجب أن ينتجها السوريون بعيداً عن الاملاءات والتدخلات والقوالب المعلبة.
الدستور المزمع كتابته، يجب أن يلبي حاجات السوريين جميعاً لذا فإننا نعتقد بأن هذه الخطوة لن تكلل بالنجاح بالنهاية. وهنا ينتهي الفارق بين الحفاظ على دستورنا المعمول به وتعديله، وبين كتابة دستور جديد.
6- ما هو شكل نظام الحكم الامثل لسوريا المستقبل ؟
نحن في حزبنا نعتقد أن الشكل الامثل لسوريا المستقبل، هو خيار شعبي توافقي لا يصح أن يحدده حزب أو كتلة أو طيف.
و باعتقادنا، إن عدنا لسوريا منذ بدايات الاستقلال ولتاريخه فإن شكل الحكم لم تتغير ملامحه كثيراً، وإنما تغيرت آليات التعاطي السياسي مع تلك الملامح والمهم باعتقادنا أن يكون النهج الحكومي نهج شفاف ديمقراطي شعبي يعتمد اللامركزية الادارية واقتصاد السوق الاجتماعي ويحترم تكافؤ الفرص، وتكون السلطة التشريعية سلطة منتخبة ديمقراطياً وفاعلة في عملية الرقابة على الحكومة وتتمثل فيها كل القوى السورية بدون استئثار طرف أو جهة أو تيار بمقدرات الوطن، بما يحقق شعارنا سوريا وطن كل أبنائها.
حوار: علي ابراهيم