أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – شهدت العاصمة السورية دمشق انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري – السوري في سابقة هي الأولى من نوعها بحضور مئات الشخصيات المعارضة في الداخل السوري والتي مثلت عدد كبير من الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني إضافة إلى رجال الدين من كافة الطوائف السورية وشيوخ القبائل وشخصيات مستقلة وإعلامية. كل هؤلاء استطاعوا أن يعقدوا يوم السبت الماضي مؤتمر الحوار الوطني السوري – السوري في العاصمة دمشق.
المؤتمر تضمن حضور ممثل عن الادارة الذاتية في شمال شرق سوريا، كما حضرت شخصيات كردية أخرى مثلت قوى وطنية سورية مثل التجمع الأهلي للكرد السوريين، فيما كانت الحكومة السورية أبرز الغائبين عن المؤتمر بالإضافة لممثلين عن “حزب البعث” وكافة وسائل الإعلام الحكومية على الرغم من توجيه الدعوة للجميع.
هذا وقد أرسلت الجبهة الوطنية الديمقراطية المعارضة “جود” رسالة للمؤتمر عبرت عن تمنياتها بنجاحه بما يخدم سوريا والسوريين إلى جانب رسالة من الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا.
وخلال حديث خاص مع بروين إبراهيم أمين عام حزب الشباب للبناء والتغيير، طرحت شبكة أوغاريت بوست العديد من التساؤلات حول الغاية من عقد المؤتمر وكيف سهلت الحكومة انعقاده، وهل هناك مساعي لتشكيل منصة جامعة للمعارضة الداخلية وغير ذلك من التساؤلات.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع أمين عام حزب الشباب للبناء والتغيير، بروين إبراهيم:
ما الغاية من عقد المؤتمر وكيف سهلت الحكومة انعقاده ؟
المسألة ليست بالمؤتمر ذاته، إنما بضرورات الحوار السوري – السوري، وبمشاركة كل أطراف الانقسام الوطني في المعارضة السياسية و السلطة و المجتمع المدني، للتوصل إلى خارطة طريق داخلية توافقية تقدم رؤى و بوابات حلول لكل ملفات الأزمة، وعدم ترك الأمور فقط لتوافقات دولية يغيب عنها السوريون.
اما عن الشق الثاني من السؤال كيف سهلت الحكومة انعقاده.. الحكومة ليست صاحبة قرار فيما يتعلق بالنشاط السياسي للأحزاب المرخصة، وفقا لقانون الأحزاب السوري، فنحن كأحزاب مرخصة لا نأخذ موافقة أو ايعاز من الحكومة لكي نعمل و المؤتمر عقد بناء على توافق الأحزاب المرخصة المشاركة و بالتوافق مع قوى سياسية سورية أخرى.
ماهي الأهداف التي يسعى المؤتمر لتحقيقها خلال الفترة القادمة؟
نحن نسعى من خلال كل نشاطنا إلى إنتاج وطن تشاركي قادر من خلال امكاناته الذاتية على تجاوز ما يعانيه السوريون، فلم يعد من مجال أو فرصة لاستمرار الوضع الحالي و تفاقمه في ظل عطالة حكومية واضحة في رسم الحلول و تنفيذها، ولا سبيل إلى ذلك الا من خلال توافق القوى السورية مجتمعة من خلال ممثليها و بدء العمل الفوري لبناء دولة القانون الكفيلة بمعالجة كل ما نعانيه في سوريا.
هل هناك مساعي لتشكيل منصة جامعة للمعارضة الداخلية ؟
المؤتمر بذاته شكل هذه المنصة، حينما ابتعدت القوى الحكومية عنه، و نحن حينما نوجه دعواتنا للحكومة، فإننا لا نبحث عن تشكيل مثل تلك المنصة، إنما نبحث بجدية عن التئام حوار سوري – سوري يشارك به الجميع.
هل عدم مشاركة ممثلين عن الحكومة في المؤتمر يعتبر مؤشر لرفض الحوار مع المعارضة الداخلية ؟
ربما نقرأ تغيب الحكومة عن متابعة مؤتمر تمثلت فيه أغلب القوى السورية بأكثر من 500 شخصية سورية، على أنه خواء حكومي، بمعنى أن الحكومة لا تملك أجوبة على آلاف التساؤلات التي يطرحها الشعب، وبالتالي فإن بمشاركتها سينكشف ذاك الخواء، فالحكومة بالنتيجة لن تقرر و لا يمكن لها أن تقرر وجود أو عدم وجود معارضة داخلية، نحن موجودون أن قبلتنا الحكومة أو رفضت، و سيتكثف وجودنا أكثر في القادم و السبب هو غياب الحكومة عن أروقة الحلول.
من هي الأحزاب والتكتلات المعارضة في الداخل السوري التي لم تشارك في المؤتمر ولماذا ؟
ربما غاب البعض لأسباب خاصة، نحن وجهنا الدعوى لكل القوى الوطنية الفاعلة على الأرض و التي تملك رؤى حلول لما يعانيه السوريون، و من تغيب لا يمكن أن نسأله عن السبب.
هل هناك اتصالات مع المعارضة الخارجية ضمن مساعي لتوحيد صفوف المعارضة الداخلية والخارجية ؟
نحن فيما يتعلق بالمسألة الوطنية، لا نقرأ الآخر من خلال أمس، فالمواقف تغيرت بتغير الأيام، و ما يهمنا هو التوافق الوطني على الحلول، فأي طرف معارض داخلي ام خارجي، يتوافق معنا على جملة الحلول التي تحتاجها ملفات الأزمة السورية فيا مرحبا به، نحن نسعى لحل سوري سوري، يتنفس من الرئة السورية الواحدة و يبني سوريا وطن كل أبناءها بموجب دستور توافقي علماني مدني حضاري يحقق للجميع السوريين عيشه الكريم .
وهنا و بهذه النقطة بالذات، لا يهم من تواصل مع من، المهم المسعى الصادق دون مواربات ونحن صادقون و جاهزون للجلوس وفق ما أسلفت.
إعداد: يعقوب سليمان