أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعدما انتقدت مصادر إعلامية روسية (شبه رسمية) ومقربة من الكرملين، “الفساد في الحكومة السورية وعدم قدرتها على إدارة المرحلة الراهنة”، واعتبار محللين التقارير الروسية التي تخرج من منصات شبه حكومية، أنها بداية “انقلاب روسي على الأسد”، خرجت تقارير جديدة تتحدث عن قرب إقالة الرئيس السوري من منصبه بموافقة روسية.
“أشهر لا أكثر”
حيث وبعد أن نقلت مصادر إعلامية غربية عن أخرى دبلوماسية “بطرح أسماء لخلافة الأسد في الحكم”، تحدث مركز الدراسات الاستراتيجية التركية عن أن تغيير “رأس النظام السوري بشار الأسد” تم الاتفاق عليه بين الدول الكبرى ومنها روسيا، وأنه بات مسألة وقت لا أكثر.
وبحسب التقرير الوارد من مركز الدراسات الاستراتيجية التركية، أن رحيل بشار الأسد عن الحكم يحتاج لأشهر لا أكثر إلا أن وباء “كورونا” أطالت بقاءه، ونقل المركز عن محللين سياسيين، بأن روسيا حالياً تعمل على “تهيئة الوضع الداخلي لدى موالي الأسد للتغيير”، وأشارت في الوقت ذاته إلى أنها “لا تحتاج لذرائع ومقدمات في حال أرادت إسقاط الحكم في سوريا”.
الأسد يتسلم قرار إقالته
وفي تصريح آخر جديد مثير للجدل أعلن المحلل الإسرائيلي “إيدي كوهين” الذي تنبأ سابقاً بتوتر العلاقات بين موسكو ودمشق، وأن بوتين سيوافق على تنحية الأسد، قال “أن بشار الأسد استلم قراراً دولياً عاجلاً بإقالته”، وأكد “أن القوى الدولية أبلغت بشار الأسد بقرارها إقالته عن السلطة بشكل قسري”. وذلك بحسب موقع إيدي ليكس الإسرائيلي.
وكتب كوهين في موقعه على تويتر نقلاً عن “إيدي ليكس”، “عاجل للغاية، أبلغت القوى الدولية بشار الأسد قرارها بإقالته قسرًا، والآن هو يقوم بالتحضير للفرار والاختفاء ولا يفكر بإعلان الاستقالة”، وأضاف، “تذكروا أيها السوريون ما قلته لكم أنه يفكر بالفرار والهرب فلا تدعوه يهرب وحاسبوه من أجل مستقبل أولادكم وبلدكم”.
وأشار إلى أن روسيا “وافقت على إزاحة الأسد بعد أن سحبت واشنطن الضوء الأخضر من تركيا من وصول قواتها إلى دمشق”، وتابع “سيصحو السوريون قريباً على نبأ ولغز اختفاء الأسد الذي سيهرب بدلًاً من اعلان الاستقالة والتنازل عن السلطة لمجلس الحكمة كما كان مقرراً”.
مخلوف يسابق الزمن
وقالت مصادر إعلامية أخرى، أن رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، أدرك أن البساط يسحب من تحت أقدام الرئيس السوري، وأن قرار إقالته بات أمراً واقعاً، لذلك بدأ بالعمل على القفز من السفينة التي “بدأت بالغرق”، وبدأ بإظهار ملفات الخلاف مع الرئيس السوري، لعله يحصل على موقع في نظام الحكم الجديد الذي ترسمه روسيا والدول الكبرى لسوريا.
ولفتت المصادر إلى أن قرار عزل الرئيس السوري بشار الأسد، تم الاتفاق عليه في الاجتماع الأمني في القدس الذي جرى في 24 و25 من تموز/يوليو 2019، بين مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون وأمين مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات.
الاتفاق على حل القضية السورية
كما أشارت المصادر إلى أن واشنطن تلمست وجود دافع ورغبة لدى موسكو بإعادة تقييم العلاقة مع الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد، وبالتالي الذهاب نحو العملية السياسية وفق القرار الأممي 2254. وهذا ما أشارت إليه وسائل إعلام روسية قبل أيام بأن بشار الأسد وأفراد حكومته “غير قادرين على قيادة المرحلة المقبلة بسبب الفساد”
وكان المجلس الروسي للشؤون الدولية استعرض خلال تحليل له السيناريوهات المتوقعة لسوريا خلال الفترة المقبلة، وقال المجلس أن هناك توافق دولي، على تنحية الرئيس السوري وتشكيل حكومة انتقالية تضم الأطراف السورية كافة، وتوحيد البلاد والعمل على تشكيل حكومة انتقالية بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254، وانسحاب القوات الأجنبية من سوريا ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد.
إعداد: رشا إسماعيل