دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بالرغم من قلة الإصابات بفيروس كورونا في سوريا.. منظمات ودول حول العالم تحذر من “وضع خطير وكارثي” ينتظر السوريين

 

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لاتزال التحذيرات العالمية من خطورة الوضع في سوريا واحتمال تفشي وباء كورونا تتوالى، حيث تعرب منظمات إنسانية وحقوقية ودول كثيرة عن قلقها إزاء وضع القطاع الصحي شبه المنهار في البلاد، إضافة إلى الإجراءات المتخذة من قبل الجهات التي تتشارك السيطرة على الأراضي السورية، والتي تتفاوت درجة صرامتها بالنسبة للمناطق التي تسيطر عليها الحكومة والإدارة الذاتية والمعارضة.

الأوضاع في السجون السورية “مقلقة”

إضافة إلى ذلك فإن منظمات حقوقية وأخرى معنية بحقوق الإنسان، أبدت مخاوفها الكبيرة إزاء وضع المعتقلات والسجون في سوريا، والتي تحتجز مئات الآلاف من المدنيين، واعتبارها مراكز مناسبة لانتشار الفيروس، وتحول الوضع إلى “كارثة إنسانية” إن لم تتخذ الحكومة السورية إجراءات للحد من الأمر.

وفي ظل بداية ظهور إصابات بالفيروس في سوريا، والتي أعلنت عنها وزارة الصحة، عزز ذلك المخاوف لدى الشعب السوري من تطور الفيروس في البلاد، في ظل عدم ارتقاء الإجراءات المتخذة لمواجهته.

مناطق المعارضة في موقع الخطر

وحذر ناشطون سوريون من خطورة الوضع في البلاد وخاصة في مناطق سيطرة المعارضة، لافتقارها إلى أبسط المعدات الطبية اللازمة، ولقلة المشافي والكادر الطبي، علاوة على ذلك التطورات العسكرية في تلك المنطقة والتي من المحتمل أن يعود التصعيد العسكري إليها في أي لحظة.

إضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بمستوى الرعاية الصحية والاكتظاظ السكاني، ووجود نازحين في البرية والذين يعانون من نقص في أبسط مقومات الحياة، والوعي لهذا الوباء والخطورة الذي يشكلها.

تواجد الإيرانيين يرعب السوريين

أما في مناطق سيطرة الحكومة السورية، فقط أعرب الكثير من الأوساط الشعبية والسياسية عن مخاوفهم من مواصلة قدوم العناصر الإيرانية إلى البلاد، والتقارير التي تتحدث عن وجود إصابات بين تلك العناصر كونهم يأتون من بلد ينتشر فيه الفيروس دون توقف.

كذلك فإن الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة والمتمثلة بحظر تجول جزئي، لا يكفي للحد من انتشار الوباء، كون بعد ساعات حظر التجول تشهد تلك المناطق حركة ولو كانت ضعيفة، في الأسواق وأمام مراكز توزيع الخبز (التي يتجمع أمامها المئات من الناس).

قلق من المخيمات وانقطاع المياه

وفيما يخص مناطق الإدارة الذاتية، فإن الهاجس الأكبر للأهالي وجود عدد كبير من النازحين والمهجرين وعناصر وعائلات تنظيم داعش الإرهابي في المخيمات، التي ينقصها المستلزمات الطبية والوقائية، بعد إغلاق المعابر الحدودية التي كانت تستخدمها الأمم المتحدة لعبور قوافل المساعدات الإنسانية إلى تلك المناطق.

إضافة إلى ذلك، قطع القوات التركية المياه عن مدينة الحسكة لليوم السادس على التوالي، وعدم سماحه لفرق تشغيل محطة المياه في قرية علوك برأس العين، من الدخول والعمل على ضخ المياه للمحافظة التي يعتمد أغلب سكانها على هذا المصدر للتزود بالمياه، ما يشكل خطراً كبيراً لاحتمال انتشار الوباء في ظل الحاجة الماسة للمياه، واضطرار الأهالي إلى اللجوء لمصادر غير آمنة من المياه قد تكون ملوثة بالفيروسات والأمراض. وهذا ما حذرت منه المنظمات الدولية.

السبب الأخطر ” لامبالاة السوريين”

والأهم من ذلك كله، نظرة اللامبالاة التي يتخذها الشعب السوري لخطورة الوباء عليهم، حيث يقول خبراء في مجال الأوبئة والفيروسات، إن “اللامبالاة هي الطريق الأكثر سهولة للفيروس في الانتشار في أي منطقة، وكون الحالة الصحية في سوريا يرثى لها بعد سنوات من الحرب فلا بد للمواطنين الالتزام بالإجراءات المتخذة والبقاء في المنازل خاصة في هذه الظروف”.

وفي ظل هذه المعطيات يبقى الشعب السوري في خطر كبير في حربه هذه المرة ضد فيروس كورونا، والخوف الأكبر من تستر الحكومة السورية على الأعداد الحقيقة للمصابين، الطريق نفسه الذي سلكته بعض البلدان، وبعدها جاءت الكارثة.

إعداد: علي إبراهيم