أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً بتكليف وزارتي الخارجية والدفاع في الحكومية الروسية بالاتفاق مع الحكومة السورية لتوسيع النقاط العسكرية في سوريا، ليكون وجود دائم للقوات الروسية على الأراضي السورية.
وأكدت تقارير إعلامية أن من بين المواقع الجديدة التي تسعى روسيا لتوسيع وجودها العسكري فيها “مطار القامشلي الدولي” ومناطق أخرى حيث تكون ملكيتها لروسيا بشكل مباشر، وهذه الملكية قابلة للتعديل (أي تزايد المساحة وبناء منشآت جديدة داخل كل منطقة يتم الاتفاق عليها مع الحكومة السورية)، وأشارت إلى أن هذه التحركات الروسية الجديدة تأتي بالتنسيق الكامل مع تركيا وإسرائيل.
قواعد استراتيجية على المتوسط
وبحسب مصادر روسية، فإن تعزيز روسيا تواجدها العسكري في سوريا، لن يكون فقط لأجل وجود دائم على أراضيها، بل لإنشاء قواعد استراتيجية على البحر المتوسط لأجل الحرب في ليبيا، وامكانية استخدام تلك القواعد مستقبلاً لنقل الأسلحة والمسلحين إلى ليبيا، كما تفعل تركيا بالضبط.
التحركات الروسية الجديدة، جاءت بعد يومين من تعيين بوتين مبعوثاً خاصاً له لدى سوريا “سيرغي يفيموف” والذي سيكون بيده صلاحيات التصرف دون الرجوع لموسكو. هذه التحركات حسب محللين، تأتي في إطار مساعي موسكو لبسط نفوذها في سوريا بشكل أكبر وعلى المدى البعيد، إضافة لإمداد وجودها العسكري في البحر المتوسط في سياق سباق دولي متسارع بعد اكتشاف فرص واعدة للغاز في هذه المنطقة البحرية، قد يتم الاتفاق مع تركيا لتقاسمها في أي عملية اتفاق مستقبلي مع تركيا.
أوامر يجب تنفيذها من قبل دمشق
وأمر الرئيس الروسي وزيري الخارجية والدفاع في حكومته بإجراء محادثات مع الحكومة السورية، بشأن تسليم القوات الروسية منشآت إضافية وتوسيع قواعدهم للوصول إلى الساحل السوري بشكل أكبر. حيث قال محللون روس أن المنشآت الجديدة تم تحديدها من قبل الحكومة الروسية ولن يتم إجراء أي تفاوض مع حكومة دمشق، والبروتوكول الموقع سيكون بمثابة أوامر يجب تنفيذها من قبل دمشق.
وشدد مراقبون للوضع في سوريا، أن روسيا تقوم بكل هذه الخطوات بالتنسيق الكامل مع إسرائيل التي ترغب في الحد من النشاط والوجود الإيراني في سوريا، وتركيا التي ترى في تنسيقها مع روسيا ضمان وجودها في الأراضي السورية. أي أن لتلك الأطراف مصالح مشتركة في توسيع روسيا لقواعدها العسكرية في سوريا.
سوريا بوابة روسيا على المتوسط
ويقول خبراء عسكريون، أن سوريا بالنسبة لروسيا هي بوابة البحر الأبيض المتوسط، ولموقعها الاستراتيجي (سوريا) على الساحل الشرقي للمتوسط فإن روسيا تعمل لتحويل سوريا لقاعدة عسكرية روسية لضمان الحصول على قسم من الغاز والنفط في المتوسط والتي ستقوم تركيا بالتنقيب عنها خلال 3 أو 4 أشهر.
وتتخوف الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة من تعاظم النفوذ الروسي في المتوسط وليبيا، كذلك فإن السباق الروسي الأمريكي لبسط النفوذ في شمال وشرق سوريا مستمر، لذلك تقوم واشنطن بتحريض عواصم الغرب للمساندة في الحد من التوسع الروسي في المنطقة.
استثمارات روسية
ويقول معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن شركات الطاقة الروسية تتطلع إلى تجديد استثماراتها في قطاع الطاقة السوري وتوسيعها، لكنها لا تسعى إلى التنقيب عن احتياطيات النفط السورية المحدودة واستخراجها، فهي تختزن كميات هائلة، بل تحاول الاضطلاع بدور فاعل في إعادة إعمار البنية التحتية للنفط والغاز في سوريا وتشغيلها.
وبحسب تقارير إعلامية غربية، فإن إسرائيل لا مشكلة لديها في توسيع روسيا لقواعدها في سوريا، كون الهدف من ذلك سيكون الحد من النشاط والتواجد الإيراني، كما أن الدولتين (حسب تلك التقارير)، يعملان على طرد إيران من سوريا وإفشال مشروع طريق طهران – بيروت الذي يمر عبر سوريا.
إعداد: علي إبراهيم