دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

باحثة سياسية لأوغاريت بوست: وقف إطلاق النار في إدلب جاء نتيجة توافقات بين الدول الضامنة، ونقاط المراقبة التركية ليست دائمة وستنسحب

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – ساعات قليلة وتدخل الهدنة الروسية في مناطق خفض التصعيد يومها الخامس، حيث يستمر الهدوء النسبي في كامل مناطق خفض التصعيد، يتخلله في بعض الأحيان خروقات من قبل القوات الحكومية والمعارضة السورية بقصف متبادل بين الطرفين.

حميميم تتعرض لهجوم

وفي السياق هاجمت طائرات مسيرة قاعدة حميميم الروسية قرب اللاذقية، الثلاثاء، حيث تصدت الدفاعات الجوية الروسية لها، وقال مصدر عسكري تابع للقوات الحكومية السورية، “ان الطائرات جاءت من ناحية المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة في منطقة خفض التصعيد”. كما سمع انفجارات عدة في محيط المنطقة، دون ورود معلومات عن ماهية هذه الانفجارات.
يشار إلى أن القاعدة الروسية حميميم تعرضت في بداية آب/أغسطس المنصرم، لهجوم من قبل اسراب من الطائرات المسيرة، وبعدها أعلنت القيادة العامة للقوات الحكومية استئنافها للعملية العسكرية في إدلب، واتخذت من هجوم حميميم “ذريعة لها” حسب المعارضة السورية.
ويقول مراقبون، لعل هذا الهجوم هو رسالة لتركيا، كي تفي بوعودها بشأن حل هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة قبل نهاية مهلة وقف إطلاق النار، إضافة إلى بنود الاتفاق الذي تم خلال الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لروسيا.

وقف إطلاق النار في إدلب جاء نتيجة توافقات بين ضامني آستانا

وحول هذا الموضوع حصلت شبكة اوغاريت بوست الإخبارية على تصريح من الباحثة والسياسية، د. سميرة المبيض، حيث أشارت إلى أن وقف إطلاق النار في ادلب جاء نتيجة توافقات سياسية بين الدول الضامنة التي تتفاوض على مناطق الشمال السوري، روسيا وتركيا بشكل رئيسي، وأضافت، “وان كانت اتفاقات غير معلنة، لكن رسم خرائط النفوذ الجديدة في المنطقة يوضحها وعلى الاخص ارتباط التحركات العسكرية بفتح الطرق الدولية المرتبطة بدورها بمصالح اقتصادية للدول المعنية والتي تقع على رأس سلم أولوياتها.
وقالت أيضاً، “بينما تبقى مصلحة سوريا مغيبة بغياب أي تمثيل ضامن لمصالح السوريين في هذه الاتفاقيات والمفاوضات في ظل ارتهان وتبعيتها المعارضة من جهة وتمسك الأسد ببقائه في السلطة بأي ثمن من جهة أخرى”.

 

تركيا قادرة على حل هيئة تحرير الشام

وعن مقدرة تركيا حل هيئة تحرير الشام أجابت المبيض، “أخذت تركيا فرصاً عديدة منذ ما يزيد على عام لحل الفصائل المتطرفة وكان الأمر يخضع للتسويف أو لتغييرات هامشية بأسماء هذه الفصائل وتوضعها وهيكليتها دون اي خطوات عملية وجدية لحلها، وأكملت”، “رغم اعتقادي ان تركيا قادرة على تفكيك هذه الفصائل عندما يُتخذ اقرار بذلك بحكم أنها المسيطر على التمويل والتسليح بشكل رئيسي، لكن استخدام وجود هذه الفصائل مستمر مقابل مقايضات سياسية مع الأطراف الأخرى المتحكمة في الوضع العسكري في الشمال السوري وستنتهي بمجرد الاتفاق على خطوات الحل السياسي الشامل”.
وتابعت، “لكن ذلك لا يعني أن انتهاء خطر مثل هذه التوجهات قد ينتهي بانتهائها بل يتطلب عمل سوري من أجل النهوض بالوعي ومحاربة أي فكر متطرف ظلامي يسمح أو يؤدي الى اعادة ظهور مثل هذه التشكيلات مستقبلاً وتلك مسؤولية سوريّة تقع على عاتق السوريين بعد استعادة زمام المبادرة على وطنهم وأراضيهم”.

نقاط المراقبة التركية ليست دائمة.. وستتراجع

وعن مصير نقاط المراقبة التركية رأت سميرة المبيض، “النقاط التركية ليست دائمة بل أوجدت لأهداف عسكرية محددة وأعتقد انها ستتراجع بانتهاء الظروف العسكرية المرادفة لانشائها وهي نقاط تقنية تدخل ضمن الاتفاقات السياسية التي تمت وتترجم بالتدريج على ارض الواقع، وتبقى آثارها السياسية باقية والتي تعبر عن سعي جميع الأطراف لتحقيق مصالحها، بينما أظهرت الأطراف السورية، نظاماً ومعارضة، خللاً وطنياً عميقاً تجلى بالتخلي عن ثوابت السيادة واستقلال القرار السوري والتمسك بالأهداف الضيقة السلطوية، الحزبية او المذهبية على حساب سوريا وأهلها جميعاً”.

إعداد: ربى نجار