أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تزايد نشاط تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة خلال الفترة الماضية بشكل كبير ولافت، خاصة بعد استئناف الحرب في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، وتداعياتها على سوريا من حيث قيام مجموعات مسلحة موالية لإيران وأخرى عاملة مع “حزب الله” اللبناني من استهداف قواعد التحالف الدولي، وهو الأمر الذي أدى عرقلة وتوقف شبه تام للحرب ضد الإرهاب.
الصراع في غزة يعرقل الحرب ضد داعش في سوريا
ومنذ الـ17 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي تعرضت قواعد التحالف الدولي لعشرات الهجمات من الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة التي أطلقتها مجموعات مسلحة عراقية وأخرى عاملة مع حزب الله اللبناني تطلق على نفسها أسم “المقاومة”، حيث طالت هذه الهجمات قواعد التحالف المنتشرة في مختلف الأراضي السورية، أكثرها قاعدتي حقل العمر النفطي وكونيكو للغاز بريف دير الزور، وخراب الجير بريف الحسكة.
عمليات الاستهداف هذه أدت لعرقلة وتوقف شبه تام للعمليات العسكرية والحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، والذي استغل ذلك بشكل كبير من حيث زيادة نشاطه في مناطق الشمال الشرقي والبادية السورية، وتسببه بخسائر كبيرة في صفوف القوات العسكرية بمختلفها، ومهاجمة المدنيين في البوادي واختطافهم.
نشاط متزايد لداعش.. وخسائر كبيرة بصفوف القوات العسكرية
وخلال الأيام الماضية، شهدت مختلف المناطق السورية في الشمال الشرقي والبادية نشاط كبير لخلايا تنظيم داعش الإرهابي، حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، بأن عنصران من قوات سوريا الديمقراطية فارقا الحياة إثر الهجوم المباغت من قبل خلايا تنظيم داعش الإرهابي على سيارة لـ”قسد” في سوق بلدة الحوايج شرقي دير الزور، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى 4 من القوات العسكرية بالإضافة لمقتل مدني وإصابة آخر بجروح بليغة.
واختطفت عناصر التنظيم 3 رعاة مع عدد من رؤوس الأغنام، في بادية السبخة بريف الرقة الجنوبي الشرقي، يوم الثلاثاء، وذلك أثناء رعيهم للأغنام في ساعات الفجر الأولى بالقرب من قرية الشريدة الغربية بريف الرقة الجنوبي الشرقي، فيما انطلق عناصر الدفاع على متن سيارتين برفقة بعض من أهالي القرية للبحث عن المختطفين.
كذلك قتل وأصيب نحو 20 عنصراً من قوات الحكومة السورية في البادية نتيجة استهداف من قبل التنظيم، حيث انفجر لغم أرضي زرعته خلايا التنظيم الإرهابي بالقرب من المحطة الثالثة “T3” بالبادية السورية، بباص مبيت عسكري بالتزامن مع مروره، ما أدى لمقتل 7 عناصر وإصابة 10 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، جرى نقلهم لمشافي تدمر لتلقي العلاج.
وسبق أن قتل عنصرين من “الدفاع الوطني” وأصيب 3 آخرون بجراح متفاوتة، جراء اندلاع اشتباكات مسلحة مع عناصر التنظيم وخلاياه الإرهابية في بادية السخنة، استخدمت خلال الأسلحة الرشاشة، كذلك أسفرت الاشتباكات عن مقتل مسلحين من التنظيم.
وفي ريف محافظة الحسكة، قتل عنصر من قوى الأمن الداخلي ”الأسايش”، نتيجة استهدافه بالرصاص من قبل مسلحي لخلايا التنظيم يستقلون دراجة نارية في قرية عجاجة التابعة لبلدة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي.
164 عملية لداعش بمناطق “الإقليم”.. وأكثر من 400 قتيل لقوات الحكومة وإيران
وأحصى المرصد السوري 164 عملية قامت بها خلايا تنظيم داعش الإرهابي ضمن مناطق نفوذ “إقليم الإدارة الذاتية” منذ مطلع العام 2023، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، وبلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر 120 قتيلا، هم: 26 مدنيين و89 من قوات سوريا الديمقراطية ومن قوى الأمن الداخلي وتشكيلات عسكرية أخرى عاملة في مناطق الإدارة الذاتية، وشخص مجهول الهوية، و4 عناصر من “التنظيم”.
أما فيما يخص قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لإيران، فقد قتل 406 أشخاص، ضمنهم 61 من المسلحين الموالين لإيران من جنسيات سورية وغير سورية، قتلوا في 167 عملية لعناصر التنظيم.
وتقول المجموعات والفصائل المسلحة التي تطلق على نفسها اسم “المقاومة” بأن عمليات استهدافها هي “نصرة لأهل غزة” وانتقاماً للدول الغربية التي تدعم إسرائيل في حربها ضد القطاع، والتي هي مشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي.
أكثر من 60 هجوم على قواعد التحالف
وتعرضت قواعد التحالف الدولي منذ تاريخ الـ19 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 59 هجوماً من قبل المجموعات الموالية لإيران، منها “13 على حقل العمر النفطي – 12 على قاعدة حقل كونيكو – 11 على قاعدة الشدادي بريف الحسكة – 10 على قاعدة خراب الجير برميلان – 8 على قاعدة التنف”.
وتقوم القوات الأمريكية وقوات أخرى تعمل في إطار التحالف الدولي بتعزيز تواجدهم العسكري في القواعد المنتشرة في سوريا، عبر إرسال تعزيزات عسكرية وأنظمة صاروخية ودفاعية براً عبر الأرتال التي تدخل معبر الوليد من إقليم كردستان العراق، وجواً عبر طائرات شحن تهبط في مطار “قاعدة خراب الجير” بريف الحسكة، كان آخرها التي هبطت ظهر الأربعاء.
وكانت وسائل إعلامية تداولت أخباراً تتحدث عن أوامر من القيادة المركزية الأمريكية باستعداد الجيش الأمريكي لشن ضربات عسكرية ضد أهداف إيرانية في سوريا، وذلك بعد أيام من كشف القيادة الأمريكية عن زيارة لقائدها مايكل كوريلا للقواعد المنتشرة في شمال شرقي سوريا والعراق.
إعداد: ربى نجار