أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بدأت الولايات المتحدة تشعر أن الملف الليبي يتجه ليتشابه مع نظيره السوري، من حيث الاستفراد الروسي والتركي فيه، حيث يتفاقم القلق الأمريكي من تكرار السيناريو السوري في ليبيا، فيما تحاول واشنطن منع حدوث ذلك بالتنسيق مع الدول الغربية.
التصريحات الأمريكية الجديدة القادمة من القادة العسكريين في أفريقيا، تعبر عن قلق حقيقي متصاعد لدى إدارة ترامب من تكرار سيناريوهات أوكرانيا وسوريا في ليبيا، حيث روسيا تكون المسيطرة الأولى على تلك الملفات.
روسيا وقلب الموازين في ليبيا
ونقلت مصادر إعلامية أمريكية عن الجنرال في الجيش الأميركي “ستيفن تاونسند”، (قائد القيادة الأميركية الأفريقية)، قوله “من الواضح أن روسيا تحاول قلب الموازين لصالحها في ليبيا مثلما رأيتها تفعل في سوريا”.
بينما أكد الجنزال جيف هاريجان (قائد القوات الجوية الأميركية في القوات الجوية الأوروبية)، “إذا استولت روسيا على قاعدة على الساحل الليبي، فإن الخطوة المنطقية التالية هي نشر قدرات دائمة بعيدة المدى لمنع الوصول إلى أفريقيا”، مضيفاً “أن ذلك سيخلق مخاوف أمنية حقيقية لدى الدول الغربية،” مشيراً إلى أن “إجراءات روسيا المزعزعة للاستقرار في ليبيا ستؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار الإقليمي”.
حث الناتو على التحرك
محللون سياسيون رأوا في التصريحات الأمريكية من قادة رفيعي المستوى، على أنه “رسائل جدية” لحلف شمال الأطلسي للتحرك وعدم السماح لروسيا ببناء قواعد عسكرية لها في الساحل الغربي لليبيا.
خاصة وأن الدول الغربية أطلقت سابقاً عملية “لمراقبة وقف تدفق الأسلحة والمسلحين إلى ليبيا” المسماة بـ “إيريني”، والتي نص عليها مقررات مؤتمر برلين حول ليبيا، وبالرغم من العملية الأوروبية فإن تدفق الأسلحة والمسلحين لايزال مستمراً إلى ليبيا، وذلك من قبل تركيا وروسيا أيضاً.
وفي تصريحات إعلامية أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية، أن المعلومات المفصلة التي نشرتها القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا “أفريكوم” تبرهن كيف أن روسيا لا تزود الجيش الليبي بالأسلحة المتطورة فقط، ولكن تسعى كذلك إلى إخفاء تدخلها في ذلك البلد.
وقال المتحدث “لسوء حظ الكرملين فإن طلاء الأعلام على المقاتلات الروسية لا يخفي الحقيقة، لأن أعمال روسيا المزعزعة للاستقرار في ليبيا واضحة للعيان”، مضيفاً إن “الولايات المتحدة ستعمل مع حكومة الوفاق في ليبيا ومع كل المستعدين فعلياً لرمي السلاح والتفاوض على حل سياسي للصراع في ليبيا”.
وقال قائد أفريكوم، الجنرال ستيفن تاونسند، في بيان “لطالما نفت روسيا مدى تورطها في النزاع الليبي المستمر. لا يمكنها إنكار ذلك الآن”، مضيفا أن “روسيا تحاول بشكل واضح قلب الميزان لصالحها في ليبيا”.
مقاتلات روسية تصل إلى ليبيا
وفاقمت التطورات الأخيرة من القلق الأمريكي عند وصول طائرات مقاتلة روسية مكنت الجيش الليبي خلال الأيام الماضية من استعادة السيطرة على الأجواء الليبية، بعدما شلت أجهزة التشويش ونظام الدفاع التركي لحركة الطيران المسير الذي كان يعول عليه في المعركة الجوية.
ويلفت متابعون للشأن الليبي، أن الأمريكيين يحاولون منع الاستحواذ والاستفراد الروسي والتركي على الملف الليبي، كما يحصل في سوريا، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة بعدما أنذرت أوروبا سيكون هناك خطوات من جانب الدول الغربية للحد من الإجراءات الروسية والتركية في ليبيا، كون واشنطن جعلت أوروبا تقتنع أن خروج الملف الليبي من سيطرتهم سيعرض أمنهم القومي للخطر من خلال فتح الحدود للهجرة غير الشرعية سواءً من الليبيين والأفارقة وحتى “المرتزقة السوريين” إليها.
إعداد: علي إبراهيم