أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يسعى مجلس سوريا الديمقراطية إلى استقطاب القوى وشخصيات المعارضة السورية المشتتة خارج الأطر والمنصات المعلنة، فبعد عقد ملتقيات حوارية في الداخل السوري، باسم الحوار السوري ـ السوري، نظم المجلس ورشات حوارية لشخصيات معارضة في عدد من مدن أوروبا، آخرها؛ وهي الرابعة، كانت في مدينة “بوخوم” الألمانية يوم السبت، ويقول القائمون على هذه الورشات أنها تهدف إلى عقد مؤتمر عام لقوى المعارضة السورية الديمقراطية.
مجلس سوريا الديمقراطية ينظم ورشات حوارية في مدن أوروبية للمعارضة
في إطار مساعيه إلى عقد مؤتمر عام لقوى وشخصيات من المعارضة السورية، ينظم مجلس سوريا الديمقراطية؛ وهي المظلة السياسية للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، سلسلة لقاءات في الداخل والخارج بين قوى وشخصيات معارضة.
فبعد عقد ملتقيات حوارية، باسم الحوار السوري ـ السوري، في شرق الفرات، نظم المجلس سلسلة ورشات حوارية في عدد من المدن الأوروبية، لشخصيات وقوى المعارضة السورية التي لم تتمكن من حضور اللقاءات الحوارية في الداخل.
وانطلقت أعمال الورشة الحوارية الرابعة على مستوى أوروبا في مدينة بوخوم الألمانية، يوم السبت ليومين متتاليين، والتي سبقتها بأسبوعين الورشة الثالثة في العاصمة برلين، بعد ورشتي فيينا وباريس.
مشاركون: الغاية من اللقاءات ليست تشكيل كيان جديد
وتهدف تلك اللقاءات إلى الانفتاح على الشخصيات والقوى الوطنية الديمقراطية السورية، للتوصل إلى توافقات وعمل مشترك لتحقيق عقد مؤتمر عام للمعارضة الديمقراطية داخل سوريا، لتوحيد جهودها ورؤاها، للوصول إلى سوريا موحدة ديمقراطية لامركزية، حسب ما وصفها د. غياث نعيسة؛ أحد المشاركين في الورشات الحوارية، لأوغاريت بوست.
ويضيف نعيسة أن الغاية من هذه اللقاءات ليست تشكيل كيان جديد بل تجميع الكيانات والشخصيات الديمقراطية والاجتماعية العديدة التي تعاني أغلبيتها اليوم من التشتت والتفتت، على أرضية مبادئ وآليات عمل متفق عليها، تسمح لنا جميعاً بمواجهة كل الاستحقاقات والتحديات، وإعطاء أهلنا وشعبنا بارقة أمل ملموسة وعملية بمستقبل أفضل، من خلال عقد مؤتمر وطني للسوريين، يقرر ما يريدونه.
مسد: الورشات الحوارية تهدف لعقد مؤتمر وطني عام للمعارضة الديمقراطية
أما القائمون على هذه اللقاءات، فيقولون أن القوى وشخصيات المعارضة الديمقراطية هُجرت أغلبها إلى خارج سوريا، ولم تتمكن من حضور ملتقيات الداخل لعدة أسباب، لذلك كان لا بد من السعي للقاء هذه القوى والشخصيات، في أماكن تواجدها، لمناقشة تصوراتهم للحل السوري يتجاوز الفشل والعجز الذي حل بالمعارضة والأفق المسدود الذي وصلت إليه من ترهل وانكماش، بعد ضياع الفرص وتفرق الصفوف، وذلك حسب تصريحات سابقة لرياض درار، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية.
ويضيف درار أن التوجه للمعارضة الديمقراطية هو لتحميلها المسؤولية لتمارس دورها على الساحة السياسية، وتجاوز تحالفاتها التي قامت مع قوى ثبت ولاؤها لغير سوريا.
ويتم مناقشة 3 نقاط محورية في الورشات الحوارية التي ينظمها مجلس سوريا الديمقراطية. الأول تجربة الإدارة الذاتية، والثاني دراسة خارطة طريق لحل الأزمة السورية، أما الثالث فهو آليات عقد مؤتمر وطني عام للمعارضة الديمقراطية.
مراقبون: الفيتو التركي ورفض الحكومة لتمثيل مسد في المفاوضات دفعته للمواجهة السياسية المباشرة
وعلى الرغم من الانفتاح الدولي على الإدارة الذاتية عموماً ومظلتها السياسية التي تتمثل بمجلس سوريا الديمقراطية، إلا أن تركيا المجاورة التي باتت لها نفوذ كبير في سوريا عبر فصائل المعارضة، والائتلاف السوري المعارض، فضلاً عن الحكومة السورية، ترفضان التعامل مع الإدارة ومسد.
ويرى مراقبون أنه مع استمرار الفيتو التركي الذي يمنع مشاركة ممثلي مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية في المفاوضات الجارية حول حل الأزمة السورية، وتمثيلهم في اللجنة الدستورية، إضافة إلى انتهاء انشغال الإدارة الذاتية بالحرب المباشرة مع تنظيم داعش الإرهابي، أتاح له الوقت للتوجه السياسي والإعلامي، وإلى المواجهة المباشرة، والانفتاح على قوى المعارضة والأطراف السياسية الأخرى. خصوصاً بعد الحديث عن فشل محاولات ضم ممثليها إلى الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للائتلاف الوطني السوري، والتي تنظر إلى مشروع الإدارة الذاتية على أنه مشروع انفصالي، وتتوافق في ذلك مع رؤية الحكومة السورية وتركيا إلى الإدارة الذاتية في شرق الفرات، لكن مجلس سوريا الديمقراطية يرفض هذه الاتهامات وتؤكد أنه يحمل مشروع ديمقراطي لسوريا المستقبل، ووضعت لبنته الأولى في شرق الفرات عبر مشروع الإدارات الذاتية السبعة التي تدار من خلالها نحو ثلث مساحة سوريا.
إعداد: سمير الحمصي