دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الواشنطن بوست: بايدن يختبر بوتين… الجواب سيأتي في سوريا

قال الرئيس بايدن الأسبوع الماضي عقب أول اجتماع له (كرئيس) مع فلاديمير بوتين: “سنكتشف خلال الأشهر الستة المقبلة ما إذا كان لدينا بالفعل حوار استراتيجي مهم أم لا”.
في الواقع، قد تكون الإجابة معروفة في وقت أقرب بكثير من ذلك. من بين القضايا التي أثارها السيد بايدن مع الحاكم الروسي هو سوريا، وعلى وجه الخصوص، إعادة تفويض ممر المساعدات الإنسانية الذي تديره الأمم المتحدة والذي يعد حاسمًا لتوفير الغذاء والدواء والتطعيم ضد فيروس كورونا لـ 2.8 مليون شخص، معظمهم من النساء و الاطفال.
وتلمح موسكو إلى أنها قد تمنع قرار مجلس الأمن الدولي اللازم لمواصلة تدفق المساعدات بعد العاشر من تموز، مما قد يتسبب في أزمة إنسانية حادة، حيث يتدفق أكثر من 1000 شاحنة تابعة للأمم المتحدة شهريًا عبر معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وشمال غرب سوريا.
وأبلغ مسؤولون كبار في الأمم المتحدة وممثلو منظمات إغاثة المجلس يوم الأربعاء أنه بدونه، سيفقد 1.4 مليون شخص، كثير منهم لاجئون من أجزاء أخرى من سوريا يعيشون في مخيمات، صناديق الطعام التي يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، سيتوقف برنامج الأمم المتحدة الخاص بتطعيم الناس هناك – بما في ذلك عمال الإغاثة في الخطوط الأمامية – ضد فيروس كورونا، في وقت ترتفع فيه معدلات الإصابة في المنطقة.
النتائج المحتملة ستكون وباء لا يمكن احتواؤه، وانتشار سريع لأمراض أخرى، وربما المجاعة. حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام المجلس(وغالبية أعضاء المجلس) من “عواقب وخيمة” إذا لم يظل المعبر الحدودي مفتوحًا.
ومع ذلك، تسعى روسيا إلى إغلاق ممرات مساعدات الأمم المتحدة في شمال سوريا حتى يتمكن حليفها، نظام بشار الأسد الدموي، من تجويع واخضاع تلك المناطق.
ويشمل ذلك محافظة إدلب، التي لا تزال تسيطر عليها قوات المعارضة السنية، بما في ذلك البعض على صلة بالقاعدة، ومنطقة شمال شرق البلاد التي يسيطر عليها الكرد.
في العام الماضي، نجح الروس في إغلاق ثلاثة من أصل أربعة معابر لإيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، ويجادلون بأن الأمم المتحدة يجب أن تقدم المساعدات فقط تحت رعاية حكومة الأسد.
ومع ذلك، فقد أثبت النظام أنه سيستخدم الغذاء كسلاح. وقد منع في السابق شحنات مساعدات الأمم المتحدة إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون حول دمشق والتي وصلت إلى حد المجاعة. بعد أن رفضت روسيا إعادة تفويض ممر مساعدات للأمم المتحدة إلى شمال شرق سوريا قبل عام، قام النظام مرة أخرى بتقييد بعثات الإغاثة، وارتفعت الاحتياجات الإنسانية بنسبة 38٪، كما يقول المسؤولون.
في حالة إدلب، لا توجد خطة بديلة، كما قالت السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، لمجلس الأمن “بدون الوصول عبر الحدود، سيموت المزيد من السوريين. نحن نعرف ذلك. عمال الخط الأمامي في الأمم المتحدة يعرفون ذلك. المنظمات غير الحكومية تعرف ذلك. الأسد يعرف ذلك”.
ومع ذلك، لم يتأثر سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، وزعم أن ممر الأمم المتحدة كان يستخدم “لصالح الإرهابيين المتحصنين في إدلب” وبأن “الأراضي التي يسيطر عليها الأسد هي الطريقة الشرعية الوحيدة لإيصال المساعدات الإنسانية”. إذا التزمت روسيا بهذا الموقف خلال الأسبوعين المقبلين، فسيحصل بايدن على إجابته بشأن السيد بوتين.
المصدر: صحيفة الواشنطن بوست
ترجمة: أوغاريت بوست