أفادت تقارير أن الفيلق الثالث التابع للجيش السوري الحر يمنع وصول الوقود إلى إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، بعد القتال الأخير بين الطرفين.
تعاني محافظة إدلب شمال غرب سوريا من نقص حاد في الوقود وسط تقارير تفيد بأن فصائل الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا تمنع ناقلات الوقود من دخول المنطقة.
وقالت مصادر في إدلب لـ “المونيتور” إن الفيلق الثالث التابع للجيش السوري الحر منع ناقلات الديزل من العبور إلى عفرين عبر أعزاز وفرض رسومًا على المركبات الأخرى.
أفادت تقارير أن الفيلق الثالث أوقف ناقلات النفط الخام المتجهة إلى إدلب ليتم تكريره في منشآت تديرها وتد بتروليوم، وهي شركة مقرها إدلب تابعة لهيئة تحرير الشام.
كما منع الفيلق الثالث الوقود القادم من مناطقه من الوصول إلى إدلب، ما تسبب في ارتفاع كبير في أسعار المحروقات نتيجة النفص، حيث اصطف المواطنون في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام عند محطات الوقود.
وقال هشام السكيف، المسؤول في الفيلق الثالث والمقيم في ريف حلب الشمالي، لـ “المونيتور”: “لا يوجد حظر على توجّه الوقود إلى إدلب. تعتمد هيئة تحرير الشام بشكل أساسي على الوقود القادم من تركيا عبر معبر باب الهوى التجاري. فقط حوالي 10٪ من وارداتها تأتي من مناطقنا”.
وأضاف: “نحن ندرك مدى تأثير دعاية هيئة تحرير الشام التي تحاول إخبار المدنيين في إدلب بأن الكيان الذي يحرمهم من الوقود هو الفيلق الثالث. تحاول هيئة تحرير الشام فقط إثارة الفتنة بيننا وبين المدنيين في إدلب، الذين نعاملهم مثل المدنيين في مناطقنا. إنها ليست طريقة الجيش السوري الحر للانتقام”.
في غضون ذلك، قال ماجد عبد الرحمن، صحفي مقيم في إدلب ومقرّب من هيئة تحرير الشام، لـ “المونيتور”: “تزداد الحاجة إلى الوقود لملايين سكان إدلب والنازحين خلال فصل الشتاء. ومع ذلك، يسعى الفيلق الثالث إلى فرض ضرائب جديدة على تجارة الوقود”.
في منتصف تشرين الأول، اندلعت اشتباكات بين هيئة تحرير الشام والفيلق الثالث في مدينة الباب قرب حلب. سيطرت هيئة تحرير الشام على مدينة عفرين ذات الأغلبية الكردية وجندريس، وكلاهما كان تحت سيطرة الفيلق الثالث. لكن بعد التوصل إلى هدنة برعاية تركية، انسحبت هيئة تحرير الشام من معظم المناطق التي استولت عليها خلال الاشتباكات.
واتفق الطرفان على تشكيل إدارة موحدة لإدارة المناطق التي تسيطر عليها فصائل الجيش السوري الحر، لكن الفيلق الثالث انسحب لاحقًا من الاتفاقية.
وأوضح عبد الرحمن: “يبدو أن تجارة المخدرات لم تعد مربحة. وبالتالي يريد الفيلق الثالث توسيع دائرة نهب واستغلال المدنيين سواء في مناطق سيطرته أو في مناطق هيئة تحرير الشام. يريد الفيلق الثالث الانتقام من هيئة تحرير الشام لعدم قدرتها على هزيمتها في ساحة المعركة. وبالتالي لجأت إلى معاقبة المدنيين في إدلب من أجل الضغط على هيئة تحرير الشام لتقديم تنازلات في حال تفاوض الطرفان مرة أخرى”.
وتابع عبد الرحمن: “الفيلق الثالث يبتز هيئة تحرير الشام وهذا خطير. يجب حل الفصائل. ما تفعله الآن سيقود هيئة تحرير الشام إلى حلها، ربما بالقوة”.
قال عامر حسن، وهو مدني من إدلب، لـ “المونيتور” إن المدنيين هم من يدفعون ثمن الخلافات بين الفيلق الثالث وهيئة تحرير الشام.
وأعرب حسن عن أسفه قائلاً “كل الفصائل، بما في ذلك هيئة تحرير الشام، جشعة والمدنيون هم الوحيدون الذين يعانون من حظر الوقود وزيادة الأسعار في السوق السوداء. استفادت شركة وتد التابعة لهيئة تحرير الشام من الحظر المفروض على الوقود من أجل مضاعفة الأسعار. حتى أسطوانات الغاز المنزلي لم تعد متوفرة، رغم أنها لم تأتي من مناطق سيطرة الفيلق الثالث، بل من تركيا عبر باب الهوى”.
المصدر: موقع المونتيور
ترجمة: أوغاريت بوست