أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – معادلة جديدة بدأت تظهر في مناطق شمال شرق سوريا مع تكرار الضربات الجوية التي تنفذها القوات التركية على مدن وقرى واقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية مستهدفة بحسب وسائل إعلام محلية أبنية ومنازل وليس مقرات ومواقع وضحيتها بالدرجة الأولى مدنيين فيما تتحدث تركيا عن استهداف قيادات في “قسد” ومواقع عسكرية تقول انها تهدد أمنها وأراضيها.
تركيا تستخدم طريقة جديدة ليست فعالة
اللافت للنظر خلال الفترة الماضية هي الطريقة الجديدة التي استخدمتها القوات التركية بضرب الاهداف في شمال شرق سوريا والمتمثل في سلاح المسيرات بعيدا عن العمليات العسكرية المحدودة أو واسعة النطاق.. الأمر الذي يظهر ويبرز الخلاف الحاصل مع الدول الفاعلة على المشهد السوري والمقصود هنا الولايات المتحدة وروسيا وبالتالي عدم إعطاء الضوء الاخضر لتركيا للقيام بعملية عسكرية جديدة في مناطق شمال شرق سوريا كما حدث سابقا خلال السنوات القليلة الماضية ما أسفر عن سيطرة القوات التركية على مدن وبلدات عدة على الشريط الحدودي تحديدا بريفي الحسكة والرقة.
الأمر الذي قد يكشف أيضاً عدم قدرة أنقرة على اقناع واشنطن وموسكو بأهمية القيام بعملية عسكرية جديدة ضد قوات سوريا الديمقراطية كما يعكس اتساع حجم الخلافات مع الدول الكبرى بقضايا اخرى لا تتعلق بالأزمة السورية ولكنها ترمي بظلالها على توافق بعيد المنال تسعى له أنقرة حيث إن أي عملية أحادية الجانب من قبل تركيا في شمال شرق سوريا، ستؤدي إلى الاشتباك مع القوات الأميركية، وليس هذا فقط، بل القوات الروسية الموجودة في مناطق التماس مع القوات التركية وهذا يمثل تعقيدا خطيرا آخر وخاصة أن الولايات المتحدة المتواجدة في المنطقة لا يمكن أن تتخلى عن شراكتها مع قوات سوريا الديمقراطية لأنها فعالة جدا ضد تنظيم داعش الارهابي الذين لا يزال يشكل تهديدا حقيقيا بحسب تصريحات مسؤولين في التحالف الدولي.
تركيا لم تنفذ تهديداتها هذه المرة
الاسطوانة القديمة والمتجددة التي أخذت تركيا على عاتقها تكرارها مع تبرير هجومها على شمال شرق سوريا والخاصة في تهديد امنها القومي من خلال القذائف التي تقول بانها تتساقط على مدن وبلدات تركية ومصدرها قوات سوريا الديمقراطية، يبدو انها أصبحت من الماضي مع قدرة “قسد” على احترام تعهداتها وضمان عدم اطلاق قذائف من المناطق التي تسيطر عليها وهو ما أكدته الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة، حيث حذر الرئيس الامريكي جو بايدن نظيره التركي رجب طيب أردوغان من أن أي عملية عسكرية تركية في مناطق شمال شرق سوريا ستعقد الأوضاع وهو ما ظهر بشكل واضح مع تراجع تركيا عن تهديداتها بعد حشد قوات المعارضة الموالية لها والتهديدات التي أطلقتها على لسان مسؤولين عسكريين أتراك على رأسهم وزير الدفاع بضرورة العمل على اجتياح عسكري جديد ولكن كل ذلك بقي ضمن التصريحات الإعلامية فقط.
ويرى مراقبون أن استخدام تركيا لسلاح المسيرات في قصف أهداف بمناطق شمال شرق سوريا وعدم قدرتها على شن عملية عسكرية مشابهة لما فعلته سابقاً يؤكد بانها تعيش حالة بعيدة عن ما كانت عليه في عام 2019، وبالتالي أصبحت مهددة من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بإجراءات وأفعال قد تتخذ ضدها، لذا فان هناك صعوبة كبيرة في الوقت الحالي على تنفيذ مخططاتها من خلال تواجد كل من القوات الأميركية و الروسية شرق وغرب القوات التركية التي تحتاج الأن إلى إذن للعمل في هذه المناطق من قبل الروس أيضاً، يضاف إلى ذلك اعتبار قوات سوريا الديموقراطية شريكا حقيقيا للولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي وأن واشنطن تأخذ هذه الشراكة على محمل الجد الأمر الذي يعتبر أمر بالغ التعقيد ويطرح سؤال حول مستقبل التواجد التركي في سوريا؟؟
إعداد: يعقوب سليمان