أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ما حصل خلال الأشهر الماضية من موجة إعادة العلاقات بين سوريا والدول العربية، واستعادة دمشق لمقعدها في الجامعة العربية، واستئناف مشاركاتها في اجتماعاتها ودوراتها، وحضور الرئيس السوري بشار الأسد لأول قمة عربية في العاصمة السعودية الرياض بعد عام 2011، كل ذلك قد يكون “كالهباء المنثور”، خاصة بعد تأكيدات دبلوماسية عربية بتوقف عمل “لجنة الاتصال العربية”.
“اللجنة العربية توقف اتصالاتها مع دمشق”
وقبل أيام، نشرت شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، نقلاً عن مصادر، بأن “لجنة الاتصال العربية” علقت الاتصال والاجتماعات مع دمشق، وذلك لعدم تنفيذها أي من المطالب والشروط العربية الخاصة للتطبيع، والتي أعادت دمشق للجامعة العربية مجدداً، حيث تعهدت دمشق للعرب بتنفيذ ما يرغبون به في سبيل مشاركة عربية فعالة لحل الأزمة السورية.
المسار العربي أو المبادرة العربية لحل الأزمة في سوريا، والتي تقودها المملكة الأردنية الهاشمية، قد تذهب نحو الفشل كغيرها من المسارات التي مرت على السوريين والحرب في بلادهم، كمسار جنيف وآستانا وغيرها، وذلك في وقت لايملك السوريون أنفسهم على ما يبدو، زمام الحل في بلادهم في ظل وجود داعمين لايزالون يصرون على العسكرة وتوسيع النفوذ على حساب الآخر.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر دبلوماسية عربية، أن لجنة الاتصال العربية أبلغت الحكومة السورية بإيقاف الاتصال معها إلى حين تقديمها رداً على المبادرة العربية للحل في سوريا.
عقد اجتماع للجنة العربية بدون حضور المقداد
وأضافت المصادر أن توقف الاتصالات مع دمشق لا يعني قطع العلاقات معها، وإنما توقف مسار الحل المقترح من الجامعة العربية، التي تقودها المملكة الأردنية. الدولة الأكثر تضرراً مما يجري في سوريا من حيث تجارة المخدرات والأسلحة العابرة للحدود، والتي تهدد الأمن في الدولة بشكل خطير.
وبالعودة إلى تصريحات المصادر الدبلوماسية العربية، فقد أشارت أيضاً إلى أن اللجنة قد تعقد اجتماعا لتقييم عملها خلال الفترة المقبلة دون مشاركة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الذي سبق وأن شارك مرات عدة فيها، وأن إعلان فشل المبادرة العربية للحل في سوريا ليس مطروحاً الآن.
“الفرصة الأخيرة أمام دمشق”
ويبدو أن هذا الكلام بحسب متابعين، يضع دمشق أمام فرصة قد تكون الأخيرة ولن تتكرر مرة أخرى للإصغاء إلى العرب وإعطائهم الدور الريادي في حل الأزمة السورية وذلك بشكل يكون فيه مصلحة العرب ودول الجوار السوري، وليس الأطراف الإقليمية والدولية التي لا تهمها سوى مصالحها، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن العرب “وضعوا الكرة في ملعب دمشق الآن”.
وتأكيداً على المعلومات التي تم نشرها في وقت سابق، كانت صحيفة “الشرق الأوسط” أكدت في تقرير سابق لها، أن “اللجنة الوزارية العربية” قررت تجميد اجتماعاتها مع الحكومة السورية، نظرا لعدم تجاوبها مع خريطة الطريق التي رسمتها لإعادة تطبيع العلاقات العربية – السورية.
وأضافت أن دمشق لم تقدم التسهيلات الأمنية والسياسية المطلوبة لوقف تصدير الممنوعات، وعلى رأسها المخدرات إلى دول الجوار، كاشفة عن تجميد اللجنة الوزارة العربية اجتماعاتها مع الحكومة السورية.
“توتر بين عمان ودمشق” والسبب “تجارة المخدرات والتواصل مع قيادات سورية معارضة”
حديث المصادر الدبلوماسية العربية جاءت بعد أيام من تقارير حول وجود “توتر بين عمان ودمشق”، خاصة بعد حديث العاهل الأردني عبدالله الثاني، عن مدى سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد على البلاد، وذلك في تلميح إلى قدرته على عدم قدرته في مكافحة ومحاربة تجارة المخدرات العابرة للحدود.
بينما تحدثت مصادر دبلوماسية أخرى عن انزعاج من السلطة في دمشق من عمان بعد تواصلها مع قادة في فصائل المعارضة في درعا وقيادات الاحتجاجات الشعبية في السويداء، وهو ما اعتبرته دمشق تدخلاً في شؤونها ويجب على الأردن إيقاف هذه التصرفات.
وكان ملحوظاً في الفترة الماضية تباطؤ خطوات التطبيع بين دمشق والدول العربية، وذلك بعد ما وصف “بموجة عودة العلاقات بين سوريا والعرب”.
فيما تريثت الكثير من الدول العربية على استعادة كامل علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق بسبب عدم حدوث أي تقدم في مسألة
سبق أن كشف مصدر دبلوماسي عربي، أن سبب تريث السعودية في استعادة كامل العلاقات الدبلوماسية مع دمشق يعود إلى “عدم حدوث أي تقدم في مسألة المباحثات المتعلقة بانسحاب حزب الله اللبناني من سوريا واندماجه داخل مؤسسات الدولة في لبنان، حيث كانت السعودية تحرض على إنهاء نشاط الحزب العابر للحدود والذي يضر بالمصالح السعودية في كل من اليمن وسوريا.
إعداد: ربى نجار