أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – توجد في مناطق الإدارة الذاتية في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا عشرات الآلاف من الرعايا لدول أجنبية قاتلت إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي خلال سنوات سيطرته على الحغرافيا السورية، وذلك منهم ضمن المخيمات أكبرها مخيمي، الهول وروج، وهم نساء وأطفال من عوائل التنظيم و عناصر التنظيم في مراكز احتجاز تنتشر في اكثر من مدينة في الشمال الشرقي.
لماذا لا تستعيد الدول الغربية رعاياها من شمال سوريا ؟
وخلال السنوات الماضية دعت السلطات المحلية التابعة للإدارة الذاتية مراراً، الدول التي لها رعايا قاتلوا إلى جانب التنظيم باستعادتهم، والمساعدة في تشكيل “محكمة دولية” لمقاضاة العناصر الإرهابية التي ارتكبت الجرائم بحق السوريين او إعادة هؤلاء إلى بلدانهم الأصلية ومحاكمتهم من قبل حكوماتهم، التي لا تزال ترفض ذلك بحجة أنهم “يشكلون خطراً على أمنها القومي”.
وعملت بعض الدول الغربية، من بينها أمريكا و بريطانيا و فرنسا وألمانيا وغيرها من الدول الآسيوية أيضاً، على إعادة بعض من رعاياها من النساء والأطفال من عوائل التنظيم شملت العشرات منهم، فيما تؤكد “الإدارة الذاتية” إن مستوى عمليات الإعادة من قبل هذه الدول لا تكفي كون لايزال الآلاف من رعاياها متواجدين في المخيمات ومراكز الاحتجاز، وتتهم القامشلي، المجتمع الدولي، بالتقصير في التعامل مع هذا الملف.
واشنطن تعيد 11 من مواطنيها من شمال شرق سوريا
وفي جديد عمليات إعادة الدول الغربية لمواطنيها من مخيمات شمال شرقي سوريا، أعلنت الخارجية الأمريكية إعادة 11 مواطنا أمريكياً من مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أن عملية الإعادة هذه بأنها “أكبر عملية إعادة فردية حتى الآن”.
وجاء في بيان الخارجية الأمريكية، الذي زار وفد لها مناطق شمال شرق سوريا، بأن المواطنين الأمريكيين تمت إعادتهم من بينهم 5 قاصرين، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن بأن هذه الخطوة هي
“أكبر عملية إعادة فردية من إقليم شمال وشرق سوريا حتى الآن”.
“أكبر عملية من نوعها.. و30 ألفاً لايزالون في المخيمات”
ولفت بلينكن في بيان الوزارة بأنهم قاموا بإعادة التوطين في الولايات المتحدة لمواطن غير أمريكي يبلغ من العمر 9 سنوات وهو شقيق لأحد المواطنين الأمريكيين القاصرين من عوائل تنظيم داعش الإرهابي.
ولفت بلينكن إلى أنه خلال العملية سهلت واشنطن إعادة 6 مواطنين كنديين و4 مواطنين هولنديين ومواطن فنلندي من بينهم 8 أطفال.
وتحدث وزير الخارجية الأمريكي أنه “لا يزال نحو 30 ألف فرد من عوائل تنظيم داعش الإرهابي من أكثر من 60 دولة خارج سوريا في مخيمي الهول (أخطر مخيمات العالم التي تضم عوائل لداعش) وروج غالبيتهم من الأطفال”.
وأضاف: بينما تقوم الحكومات بإعادة مواطنيها إلى وطنهم، فإننا نحث على التفكير والمرونة لضمان بقاء الوحدات العائلية سليمة إلى أقصى حد ممكن.
“كندا وفرنسا توقفان عمليات إعادة مواطنيها”
وجاء حديث بلينكن في وقت توقفت الحكومة الكندية التي كان لها رعايا تمت إعادتهم من مخيمات شمال سوريا، بالعمل على إعادة رعاياها من هذه المناطق الذين قاتلوا مع داعش في سوريا، وهم في مخيم الهول أقصى شرق مدينة الحسكة، كما أكدت مصادر دبلوماسية عن إنّ فرنسا ستوقف عمليات الإعادة الجماعية لرعاياها من عوائل تنظيم داعش الإرهابي من مخيم الهول.
“الحل أن تقوم الدول باستعادة رعاياها”
وفي سياق حديثه، قال وزير الخارجية الأمريكي، بلينكن، أن الحل الدائم الوحيد للأزمة الإنسانية والأمنية في مخيمات النازحين ومراكز الاحتجاز في شمال شرق سوريا ضمن مناطق الإدارة الذاتية هو أن تقوم الدول بإعادة اللاجئين إلى أوطانهم وإعادة تأهيلهم وإدماجهم، وضمان المساءلة عن الأخطاء عندما يكون ذلك مناسبا، وأكد أن بلاده لا تزال تصر على حل الأزمة والصراع المسلح على السلطة في سوريا وفق القرارات الأممية ذات الصلو وعلى رأسها 2254.
وأضاف بلينكن: الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة تلك الدول التي تسعى إلى إعادة مواطنيها من مناطق الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، وإيجاد الحلول، بما في ذلك إعادة التوطين، لأولئك الذين لا يستطيعون العودة إلى مجتمعاتهم أو بلدانهم الأصلية”.
“القامشلي سلمت وفود غربية 22 شخصاً من عوائل داعش”
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بأن دائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” سلمت 22 فردا من جنسيات مختلفة من عوائل التنظيم، في مخيمي روج والهول بريف الحسكة، وهم: امرأة و10 أطفال أميركيين، وامرأة و3 أطفال هولنديين، و6 أطفال كنديين، وطفل فنلندي، وفق وثيقة رسمية.
وحضر التسليم وفد أمريكي ترأسته مديرة مكتب مراكز احتجاز الإرهابيين في الخارجية الأمريكية، وعدة وفود أوربية، وضمت الوفود الأوروبية كل من هولندا ترأسه المبعوث الخاص إلى سوريا في وزارة الخارجية الهولندية، والوفد المرافق له، وكندا برئاسة المدير العام لمكتب العمليات القنصلية في وزارة الخارجية الكندية والوفد المرافق له، وفنلندا برئاسة مدير عام الشؤون القنصلية بوزارة الشؤون الخارجية الوفد المرافق له.
ويأتي ذلك، تماشيا مع الاتفاقيات الموقعة بين دائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” مع الدول الذين لديهم رعايا في مخيمات ضمن مناطق “الإدارة”.
إعداد: علي إبراهيم