أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قالت صحيفة الغارديان البريطانية، أن توصل بوتين إلى اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية وتركيا سيكون بمثابة “صفقة القرن” الحقيقة، وإذا فشل فسيتفق الزعيم الروسي مع ترامب أن الشرق الأوسط تجلب “الموت والدمار”.
الضوء الأخضر الأمريكي.. ومنافسة بوتين للولايات المتحدة
وتشير الصحيفة إلى ان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا، وإعطاء “الضوء الأخضر” لتركيا “لغزو” المنطقة، أدى لموجة انتقادات واسعة من الحلفاء الغربيين، الذين أشاروا إلى ان خطوة أنقرة “ستحيي تنظيم داعش”، فضلاً عن الإساءة لسمعة للولايات المتحدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط “كحليف غير موثوق به”.
وتقول الصحيفة، ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (الذي يسعى إلى ترسيخ نفوذ روسيا عبر الشرق الأوسط) سيستغل ما يُنظر إليه الآن من ناحية “خيانة ترامب للكرد”، إلى جانب أنه سيشهد رؤية الولايات المتحدة في حربها ضد “داعش”، الدرس واضح للجانب الروسي الآن، وهو عندما يكون هناك أزمة، فلن تسند الولايات المتحدة أي طرف، وعليه سيبدأ “بوتين” في المنافسة.
انتزاع الحل السياسي في سوريا من الغرب.. وأفكار بوتين تسري في سوريا
وأضافت الصحيفة، أن مع مغادرة الولايات المتحدة للمشهد في سوريا، ونهاية الحرب “الأهلية” فيها، سيحاول الرئيس الروسي صياغة “صفقة القرن” الخاصة به بين أردوغان والنظام السوري والكرد. ويمكن النظر إلى أنه منذ توجيه القوات الروسية إلى سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد في عام 2015، كانت “موسكو” تعمل على انتزاع العملية السياسية ببطء بعيدًا عن الغرب.
ومن ناحية أخرى، أدى مسار آستانا (التي تضم إيران وتركيا وروسيا) على نحو متعثر بإنشاء لجنة دستورية سورية تدعمها الأمم المتحدة الآن، وهي الفكرة التي اقترحها “بوتين” في المرة الأولى في كانون الثاني/يناير 2018. والهدف منها كان “صياغة دستور جديد لسوريا والإعداد للانتخابات”.
ورغم ذلك، فإن هذه العملية يُمكن أن تنتهي، حيث إن “الممثلين الكرد” المرتبطين بالمعارضة هم جزء من هذه اللجنة، لكن الممثلين السياسيين “للقوات الكردية السورية المقاتلة”، قد تم تجاهلهم، وهذا الاقصاء أدى إلى احتجاجات خارج مكاتب الأمم المتحدة في مدينة “القامشلي”. كما تقول الصحيفة.
في الوقت ذاته، قالت الصحيفة، تعد لجنة الدستور نتاج أفكار “بوتين”، ولن يرغب في رؤيتها مهددة بالقتال في شمال شرق سوريا. وبدلاً من ذلك، سيرى ما إذا كان “الغزو التركي” فرصة لهندسة وإدارة الوفاق “غير المحتمل” بين الكرد والنظام السوري. وطالما يرى بعض الكرد السوريين مؤشرات متضاربة، يجادلون بأن “ترامب” غير قادر على منحهم أمنهم مستقبلاً من أجل الوصول إلى شكل من أشكال المصالحة مع “دمشق” على أساس فيدرالية سوريا، لذا يفكر قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، في شراكة مع الرئيس السوري بشار الأسد، بهدف محاربة القوات التركية.
اتفاقية أضنة.. والشرق الأوسط يجلب “الخراب والدمار”
وبشان “اتفاقية أضنة” التي قالت روسيا أنها الأفضل لحل المشاكل الحدودية بين سوريا وتركيا، قالت الصحيفة، أن اقتراح “بوتين” مدعوم من الرئيس الإيراني حسن روحاني، من أجل إحياء “اتفاقية أضنة” 1998، هذه الفكرة كان بوتين يسعى لها منذ 3 سنوات. ومن هنا يُعترف بأن لدى تركيا “مخاوف مشروعة” بشأن “حزب العمال الكردستاني”، لكن الحل ليس في “منطقة آمنة” تديرها الدولة التركية داخل سوريا، بل الحل يعتمد على ضمانات أمنية من الحكومة السورية للسيطرة على هذا الحزب.
وعلى نفس المنوال، فإن معالجة مسألة اللاجئين السوريين داخل تركيا لا تتمثل في نقلهم قسرًا إلى شمال شرق سوريا للتعايش فقط في بيئة معادية، ولكن لإنهاء الحرب الأهلية. لكن في قلب المعضلة يبحث “بوتين” عن اتفاق بين الكرد و”الأسد” والأتراك، وإذا كان “بوتين” يستطيع إنجازه، فستكون هذه هي “صفقة القرن” الحقيقية، وإذا لم يستطع، فقد ينتهي به المطاف في اتفاق مع “ترامب” بأن الشرق الأوسط لا يجلب سوى الموت والدمار.