دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

العودة للمحيط العربي واستماتة أنقرة للصلح مع دمشق يضعان الأسد بموقف “المنتصر”.. ولكن كل شيء يمكن أن يتغير فجأة ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – شهد الملف السوري تحركات وتطورات هامة بعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في شباط/فبراير الماضي، من حيث عودة العرب للملف السوري، واستعادة العلاقات فيما بعد بين دمشق وبين العواصم العربية، التي لم يكن لأحد يعتقد أنها ستسير وفق هذه السلاسة والسرعة، وصولاً إلى استعادة دمشق لمقعدها بالجامعة العربية، ودعوة السعودية للرئيس بشار الأسد لحضور القمة العربية المقبلة، إضافة إلى الاجتماع الرباعي الذي عقد بين وزراء خارجية “دول الرباعي” (روسيا وإيران وسوريا وتركيا).

“لا نتائج ملموسة للاجتماع الرباعي”

وبعد اجتماعات عدة على مستوى نواب وزراء الخارجية ووزراء الدفاع “لدول الرباعي”، عقد أخيراً اجتماع وزراء الخارجية، الذي من المفترض أن يمهد لتسريع استعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة ويفتح الباب ربما للقاء قمة بين الرئيسين السوري بشار الأسد و التركي رجب طيب أردوغان.

واستضافت العاصمة الروسية يوم أمس، الأربعاء، “اجتماعاً رباعياً” لوزراء خارجية روسيا وسوريا وإيران وتركيا، واستبقت دمشق الاجتماع بالتأكيد على شروطها للتطبيع مع تركيا، بالانسحاب العسكري ووقف دعم الإرهاب ومكافحته إضافة لعدم تدخل أنقرة في الشؤون الداخلية السورية، وتكررت هذه الشروط على لسان وزير الخارجية فيصل المقداد خلال حديثه للإعلام المحلي عن نتائج الاجتماع وأيضاً خلال كلمته ضمن الاجتماع ذاته.

تركيا بدورها لاتزال ترفض الانصياع إلى مطالب دمشق، التي تعتبرها شروطاً ولا يمكن قبولها في هذه المرحلة التي لاتزال فيها الصراعات المسلحة مستمرة في سوريا، حيث تعتبر أنقرة أن انسحاب قواتها في هذا الوقت يشكل خطراً على أمنها القومي، بحسب إدعاءها، وتقول أن سحب قواتها من سوريا سيكون بعد التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، كما ترغب في أن تكون للمعارضة الموالية لها دور في أي حكومة أو مرحلة انتقالية جديدة، للإبقاء على أجنداتها حتى في حال انسحابها.

“خارطة طريق روسية للصلح بين الأسد وأردوغان”

بدورها قالت روسيا أن الأطراف الأربعة اتفقوا على تكليف نوابهم بإعداد خارطة طريق لتطوير العلاقات بين دمشق وأنقرة، بالتنسيق مع وزارات الدفاع والاستخبارات للدول الأربع. حيث يجب على كل من دمشق وأنقرة تحديد الأولويات بالنسبة لهما في مسار التطبيع. مما سيعني حل مشكلة استعادة سيطرة دمشق على جميع أراضي البلاد، وضمان الأمن الموثوق به للحدود المشتركة بطول 950 كيلومترا مع تركيا، ومنع وقوع هجمات عبر الحدود وتسلل إرهابيين، وتسهيل العودة الآمنة للاجئين السوريين.

كل ماذكر اعتبرته أوساط سياسية ومتابعة “بالنتائج غير الملموسة” مشيرين إلى أن ما تم الاتفاق عليه هو “التنسيق” للاستمرار في الاجتماعات، خاصة في وقت لاتزال تصر دمشق على شروطها وتتمسك أنقرة “باللاشروط”.

عودة سوريا “المشروطة” للجامعة العربية يقوي موقفها أمام تركيا

وكانت سوريا استعادت مقعدها في جامعة الدول العربية، وفق قرار اتفق عليه وزراء خارجية العرب في القاهرة يوم الأحد الماضي، حيث انتهى بذلك قطيعة دامت أكثر من 11 عاماً، وهو ما اعتبرته أوساط سياسية أن دمشق أصبحت في مركز قوة الآن خلال عملية التطبيع مع تركيا، كون دمشق ليست مستعجلة على الإطلاق عكس أنقرة التي تريد أن تستثمر التطبيع ووعود عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في الحملة الانتخابية للرئيس رجب طيب أردوغان والتي باتت على الأبواب.

كما أن لعودة سوريا إلى الجامعة العربية شروطها أيضاً، حيث سبق وأن قال وزير الخارجية المصري أن عودة دمشق للجامعة لا يعني بالضرورة عودة التطبيع الكامل، وكأن في حديث المسؤول المصري رسالة إلى دمشق بأن عليها الالتزام بشروط العرب لإعادة التطبيع بشكل كامل.

الرئيس السوري سيحضر القمة العربية المقبلة.. ودمشق قد تخسر كل شيء فجأة !

بينما تأتي دعوة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى الرئيس بشار الأسد لحضور القمة العربية المقبلة في جدة، بمثابة حسن نية العرب وخطوة لبناء الثقة، بأن ما يقوم به العرب يجب أن يقابل بخطوات من دمشق، وفق ما تم الحديث عنه “خطوة مقابل خطوة”.

وتشدد أوساط سياسية ومتابعة على أن دمشق يجب أن لا تعتبر ما حصل خلال الفترة الماضية من عودة العلاقات مع العرب واستماتة أنقرة للتطبيع “انتصاراً لها في الحرب” وتطبيع كامل، حيث يمكن أن تخسر كل شيء بين ليلة وضحاها وتعود الأمور كما كانت في السابق، في حال عدم التزام دمشق “بالعودة المشروطة للجامعة” و “التكبر والمماطلة” في إعادة العلاقات مع أنقرة، وحتى استمرار رفضها للحلول السياسية للأزمة السورية.

 

إعداد: علي إبراهيم