بدأت الإدارة الأميركية، في الثاني من شباط الماضي، عملية واسعة ضد الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق، بعد أن نفذت أكثر من 160 هجوماً ضد أهداف أميركية، وتحديداً بعد مقتل ثلاثة جنود أميركيين.
وفي هذا الإطار، تم تنفيذ هجوم ضد أكثر من 85 هدفًا، بهدف – بحسب الولايات المتحدة – تعطيل سلاسل إمداد الميليشيات بالذخيرة. في الوقت نفسه، واصلت الولايات المتحدة، مع المملكة المتحدة وحلفاء آخرين، حملة مهاجمة الحوثيين في اليمن، بما في ذلك هجمات 3 شباط على عشرات الأهداف في جميع أنحاء اليمن.
وفي إعلان خاص أصدره الرئيس بايدن بعد الهجمات في سوريا والعراق، تم التأكيد على أن هذه هي بداية الرد. وأضاف بايدن أيضًا أن “الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر في العالم”.
ليس لدى إدارة بايدن مصلحة في الانجرار إلى صراع واسع مع إيران، والأهداف المختارة للهجوم تشير إلى ذلك. إيران من جهتها ليست مهتمة بالمواجهة المباشرة، لذلك عندما اتضحت النتائج القاتلة لهجوم الميليشيات، هرع قائد فيلق القدس إلى بغداد، وبعد زيارته قائد إحدى الميليشيات، وأعلنت كتائب حزب الله، التي من المحتمل أنها نفذت الهجوم، أن منظمتها ستتوقف عن مهاجمة الأمريكيين. كما كرر الإيرانيون، على طريقتهم، أنهم رغم أنهم يقدمون المساعدة، إلا أنهم لا يوجهون أنشطة الميليشيات، وبدأوا يهددون واشنطن ويعلنون أن أي هجوم على أراضيهم سيقابل برد مباشر ضد القوات الأمريكية في المنطقة.
ويبدو أن طهران تعتبر لوم واشنطن وكذلك امتناع الأخيرة عن مهاجمة أراضيها واعلانها بأنها غير مهتمة بتوسيع الحرب، إنجازاً. ويقدر الإيرانيون أنهم نجحوا في ردع الولايات المتحدة، وأن إدارة بايدن، غير الراغبة في التصعيد، ستتجنب الهجوم المباشر على إيران، وبالتالي فإن مجال المناورة لديهم كبير نسبياً. لذلك، من المشكوك فيه ما إذا كانت التطورات في هذه المرحلة ستدفع إيران إلى زيادة جهودها لوضع حد لهجمات الميليشيات في العراق وسوريا، وكذلك هجمات الحوثيين في البحر.
ويصبح سيناريو التدهور واسع النطاق ممكناً أكثر فأكثر عندما يعلن الجانبان أنهما لا يعتزمان وقف أعمالهما وردودهما المضادة.
ومن المرجح أن تتأثر طبيعة ونطاق الإجراءات التي ستتخذها الولايات المتحدة في الفترة المقبلة بطبيعة الهجمات ضد الأهداف الأمريكية وقدرة الإدارة على الاستمرار في التمييز بين تصريحاتها المتكررة التي تحمل إيران المسؤولية المباشرة عن تصرفات حلفائها وبين أهداف الهجوم التي سيتم اختيارها.
هناك بالفعل الكثير من الانتقادات داخل الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتناقض بين تصريحات الإدارة وأفعالها، وهو ما يوضح في نظر النقاد أن الإدارة مترددة في تحصيل تكلفة مباشرة من طهران وغير مهتمة بالتعامل مع مصدر هذه الهجمات.
المصدر: معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي
ترجمة: أوغاريت بوست