أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع تصاعد الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، وما تلاها من مرحلة عنف طالت دول الجوار الفلسطيني، وتبادل لعمليات القصف ما بين فصائل مسلحة موالية لإيران وأخرى عاملة مع حزب الله، إضافة إلى عملية اغتيال المسؤول في حركة حماس صالح العاروري، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بتحركات مكثفة لإدراك التطورات الأخيرة والتي تضع منطقة الشرق الأوسط أمام حرب شاملة أكثر من أي وقت مضى.
بعد اغتيال العاروري.. المخاوف تتصاعد من اتساع الحرب
واغتالت إسرائيل قبل يومين بضربة جوية من طائرة مسيرة، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، مع 6 أشخاص آخرين، بينهم قياديين اثنين من الجناح العسكري لكتائب القسام.
ومنذ حينها تصاعدت المخاوف الإقليمية والدولية بشكل كبير من أن تؤثر عملية اغتيال العاروري على تفاقم الصراع والحرب في غزة وامتداده إلى سوريا ولبنان، خاصة وأن الدولتان تشهدان توتراً وعمليات قصف متبادلة بين مجموعات مسلحة تطلق على نفسها اسم “المقاومة” و الجيش الإسرائيلي، والتهديدات الإسرائيلية المستمرة بقدرتها على مد الصراع إلى هذه الجبهات وجعلها غزة ثانية.
واشنطن ترسل وزير خارجيتها لمنع توسع الحرب لسوريا ولبنان
الولايات المتحدة التي أعلنت في وقت لاحق من عملية اغتيال العاروري، أن إسرائيل لم تخبرها أو تعلمها بعملية اغتيال المسؤول في حركة حماس، أرسلت وزير خارجيتها انتوني بلينكن إلى منطقة الشرق الأوسط، اليوم الخميس، وذلك في لقيادة مساعي دبلوماسية مكثفة لمنع امتداد الحرب إلى سوريا ولبنان، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وخلال الأيام الماضية ازدادت التوترات بين حزب الله والمجموعات المسلحة الموالية لها مع إسرائيل، خاصة وأن حزب الله سبق وأن هدد بأن أي عملية اغتيال أو استهداف تطال قادة حماس في لبنان أو سوريا سيكون الرد قاسياً على إسرائيل.
ويعلن “حزب الله” بشكل يومي عن استهداف نقاط وقواعد وتمركزات للقوات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان، ويقول في بياناته أن عمليات الاستهداف هذه تأتي “نصرة لأهل غزة”.
أما بالعودة لزيارة بلينكن للشرق الأوسط، نقلت وكالة “رويترز” عن “مسؤول أمريكي كبير” (لم تذكر أسمه)، أن “بلينكن سيغادر متوجها إلى الشرق الأوسط، وتشمل رحلته التوقف في إسرائيل”.
وأضافت أن عاموس هوشستاين، أحد كبار مستشاري الرئيس جو بايدن، سيسافر إلى إسرائيل للعمل على تهدئة التوترات بين إسرائيل وحزب الله.
بلينكن يتوجه لأنقرة.. وواشنطن قلقة من انتشار الحرب على جبهات أخرى
ومن المفترض أن تكون إحدى محطات بلينكن، تركيا، حيث قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن بلينكن سيعقد اجتماعات مع مسؤولين أتراك يوم السبت المقبل، دون الكشف عن أي تفاصيل أخرى، حيث أن هذه الاجتماعات بحسب وسائل إعلامية تركية تصب في مصلحة خفض التصعيد في الشرق الأوسط واحتمالية نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقاً ومنع انتشار الحرب.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة لا تزال “قلقة للغاية” بشأن خطر انتشار الصراع إلى جبهات أخرى، بعد مقتل المسؤول في حماس صالح العاروري في بيروت.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه دخل حالة التأهب القصوى تحسباً لهجمات حزب الله اللبناني، وأنهم مستعدون لأي طارئ على الجبهات الشمالية سواءً من سوريا ولبنان.
نصر الله يهدد “الرد سيكون قاسياً”وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قال في خطاب متلفز، أن الرد سيكون “عقابياً وقاسياً” على إسرائيل، إلا أنه لم يشير صراحة إلى أن مقاتلو حزبه سيصعدون ضد إسرائيل.
جاء ذلك مع ما نقلته وسائل إعلامية نقلاً عن مصادر دبلوماسية مطلعة، بأن الولايات المتحدة أرسلت رسائل مباشرة لحزب الله اللبناني والجماعات المرتبطة والعاملة معها، بعد اغتيال العاروري مفادها “الآن ليس الوقت المناسب للتفكير في التصعيد أكثر.
قلق أممي ودعوات لتجنب التصعيد
الأمم المتحدة بدورها جددت قلقها إزاء ما تشهده مناطق جنوب لبنان وسوريا من تصاعد لعمليات الاستهداف والتوتر الأمني، مشيرة إلى أنه على كل الأطراف ضبط النفس وتجنب التصعيد العسكري، فيما أعربت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) عن قلقها العميق إزاء أي احتمال للتصعيد، بينما حثت جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس.
وطالبت العديد من الدول من بينها فرنسا، من رعاياها مغادرة لبنان على وجه السرعة، وذلك بعد اغتيال العاروري، وسط مخاوف جدية من أن تكون هذه العملية بداية لمرحلة جديدة من الصراع تنجر إليها لبنان وسوريا إلى مواجهات أشمل وأوسع، خاصة وأن إسرائيل بدأت توسع من عمليات الاستهداف في الجنوب السوري ولبنان.
عمليات قصف ورد بين التحالف ومسلحين إيرانيين
ومنذ بداية الحرب في غزة، استهدفت المجموعات المسلحة الموالية لإيران، 72 مرة قواعد أمريكية في سوريا، بينما ردت الأخيرة بـ9 عمليات استهداف جوية على مواقع إيرانية بمختلف المناطق السورية، أسفرت عن مقتل 17 من العسكريين وإصابة 10 آخرين منهم على الأقل، فضلاً عن تدمير وإصابة سلاح وذخائر وآليات، وذلك فيما يخص الجانب الإيراني.
فيما شنت إسرائيل منذ بداية حربها على غزة، 47 هجوماً على المجموعات الإيرانية والعاملة مع “حزب الله” اللبناني، فيما ردت الأخيرة بـ17 هجوماً طالت مواقع عسكرية هضبة الجولان السوري المحتل، أسفرت عن مقتل 80 عنصراً عسكريا، و 5 مدنيين بينهم سيدة وطفل، نتيجة الضربات الإسرائيلية.
إعداد: علي إبراهيم