أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لجأ كثير من السوريين إلى دخول الأراضي المصرية بطرق “غير شرعية” عبر الصحراء الإفريقية (السودانية – المصرية)، بحثاً عن حياة أفضل رغم ما تحمله تلك الرحلة من مخاطر ربما تودي بحياتهم.
لم يكن قرار الدخول إلى مصر عبر طرق التهريب أمام السوريين اختيارياً، إنما إجباريٌّ وبدأ عندما فرضت السلطات المصرية في الشهر السابع من العام 2013 تأشيرة دخول على السوريين، الذين ضاقت دائرة الخيارات أمامهم أكثر فأكثر، وباتت البلدان التي تستقبلهم دون تأشيرة تحصى على أصابع اليد.
تبدأ خطوات الرحلة الأولى عندما يحط السوري رحاله في مطار الخرطوم الدولي، وهناك يكون أمام خيارين، إما التنسيق المسبق مع “المهرب” الذي يُرسل أشخاصاً لاستقباله بالمطار ونقله فوراً إلى مدينة “بورت سودان” مكان تجمع السوريين، الذين يريدون دخول مصر عبر طرق التهريب، أو أن يستقبله أحد معارفه في الخرطوم وينتقل جواً منها إلى “بورت سودان” على حسابه الخاص.
المهربون ينقسمون إلى قسمين (سوري الجنسية، أو من أبناء السودان)، ويتعاملون جميعاً بالدولار الأميركي، وتختلف المبالغ المالية التي يطلبونها مِن شخص إلى آخر، والتي تبدأ مِن 200 دولار أميركي وتصل إلى ألف.
المحطة الثانية .. مكوث أيام وكأنها سنوات
يصل السوريون إلى مدينة “بورت سودان”، وهناك يقيمون ربما ليوم أو أيام في أماكن لا يمكن تشبيهها بمنازل، وخلال فترة إقامتهم في “بورت سودان”، يحضرون الطعام على حسابهم الخاص، ويبقى كثير منهم حبيس تلك الأماكن، التي يستمر توافد السوريين إليها، وغالبا ما تسمع الصراخ بين بعض الأشخاص والمهرب وإلقاء اللوم عليه بعدم تنسيق المواعيد “ولكن ليس باليد حيلة فالأمر كله بيده”.
المحطة الثالثة .. صحراء شاسعة ولحظات عصيبة
تخرج مجموعة السوريين التي تريد عبور الصحراء من مكان إقامتها في “بورت سودان” بسيارة مغلقة مغطاة بستائر ويطلب إليهم السائق عدم التكلم أو إصدار أي صوت، خوفاً من الأمن السوداني، وبعد ساعة وربما أكثر من المسير يصلون الصحراء وهناك تكون السيارة في انتظارهم.
ويلتحف السوريون الصحراء ليلاً، وظل الشجيرات نهارا للاحتماء من حر الشمس التي تسلب ما في أجسادهم من مخزون المياه.
وهنا يلعب الحظ دوره الرئيسي إما أن تكون الرحلة سريعة وغالباً تستغرق نحو ثلاثين ساعة، أو بطيئة وتستمر لأيام.
نهاية المعاناة لدى البعض وبدايتها للبعض الآخر
بعد تلك الرحلة الشاقة، تنتهي معاناة بعض السوريين بإيصالهم من قبل المهربين إلى أماكن قريبة من محطات قطار رئيسية ويطلبون إليهم تغيير ملابسهم وتنظيفها لكي لا يشك الأمن المصري بأمرهم.
أما البعض الآخر فربما تبدأ معاناته من جديد، عندما يتم إلقاء القبض عليهم ويزجون في السجون المصرية للنظر بأوراقهم، وغالباً ما يسمح للعائلات بالدخول إلى الأراضي المصرية بعد الحصول على ختم رسمي على جوازات سفرهم، وترحيل الشبان والأشخاص الذين ليس لديهم أي أقرباء من الدرجة الأولى، ويكون لهم الخيار بانتقاء دولة تسمح بدخول السوريين لاختيارها والتوجه إليها على حسابهم الخاص.
وتجدر الإشارة إلى ان إحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أفادت أن عدد السوريين المقيمين في مصر والمسجلين لديها يبلغ (130 ألفا)
ورغم مخاطر دخول مصر بطريقة “غير شرعية”، ما يزال السوريون يتوافدون إليها، ولكن بأعداد أقل مِن السنوات الماضية والتي كان التهريب في إحدى فتراتها قد بلغ ذروته، وكان الدخول حينها بشكل شبه يومي بأعداد تتجاوز أكثر من 50 شخصاً، حسب شهادات أشخاص سلكوا طرق الصحراء.
المصدر: شهادات أشخاص + احصائيات + مفوضية اللاجئين
إعداد: ربى نجار