دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الرئيس التركي يعلن امكانية عودة العلاقات مع دمشق.. والهدف “محاربة قسد” عبر اتفاقية جديدة “أضنة 2”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد تصريحات لوزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو عن الاستعداد لدعم الحكومة السورية في قتالها ضد التنظيمات الإرهابية، جاءت المواقف ذاتها من رأس الهرم التركي؛ الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي أشار إلى أن روسيا طلبت ضرورة إعادة العلاقات مع الحكومة السورية، وذلك بعد عودته من قمة “سوتشي” التي عقدت يوم الجمعة الفائت.

موسكو ترفض العملية العسكرية مجدداً.. والحل مع دمشق

وبعدما قيل أنه “رفض روسي جديد للعملية العسكرية التركية شمال سوريا”، قال الرئيس التركي إن بوتين أخبره بأن حل الأزمة السورية سيكون أفضل بالتعاون مع نظام بشار الأسد، وأنه رد بأن جهاز المخابرات التركية يتعامل بالفعل مع هذه القضايا مع المخابرات السورية، وأضاف “نريد نتائج”.

ولفت الرئيس التركي أن نظيره الروسي يحافظ على نهج عادل تجاه تركيا بشأن هذه القضية، ويذكر على وجه التحديد، أنه سيكون معهم دائماً في الحرب ضد الإرهاب، وأنه ما دامت المخابرات التركية تتعامل مع السورية فإن هناك حاجة لدعم روسي، وأشار إلى وجود اتفاقات وتفاهمات بين البلدين في هذا الصدد.

اتفاقية أضنة 1998.. هل هي شرعية ؟

يشار إلى أن هناك اتفاق يعود لعقود مضت بين تركيا وسوريا خاصة بمحاربة الإرهاب، وتعطي الحق لتركيا بالتوغل لمسافة 5 كيلومترات فقط في الأراضي السورية، ويسمى هذا الاتفاق باتفاقية أضنة لعام 1998.

بينما تقول أوساط سياسية سورية أن هذه الاتفاقية “غير شرعية”، كونها جاءت مع ضغوطات عسكرية تركية على سوريا وتهديدات باجتياح البلاد حينها بسبب ملف “حزب العمال الكردستاني”، حيث أن الجيش التركي حينها كان على الحدود ويهدد باحتلال البلاد.

محاربة قسد عبر “أضنة 2”.. وعلى ماذا اتفق بوتين وأردوغان ؟

رغبة الرئيس التركي لعودة العلاقات مع الحكومة السورية في هذه المرحلة تصب في مصلحة قتالها لقوات سوريا الديمقراطية، حيث أنها لن تستطيع بمفردها فعل ذلك بعد الرفض القطعي الروسي الأمريكي الإيراني لهذه العملية، كذلك تعزيز روسيا والحكومة السورية وإيران لتواجدها العسكري في المناطق التي يهدد الرئيس التركي باجتياحها، فكان لا بد منه التعاون مع هذه الأطراف للوصول إلى مساعيه، وكون إضعاف قسد أو القضاء عليها وعودة الدولة السورية لمناطق “شرق الفرات” هو هدف مشترك لكل من أنقرة وموسكو ودمشق وطهران.

ومن الممكن أن تقترح تركيا إعادة تفعيل اتفاقية “أضنة” مع الحكومة السورية، وبالتالي سيكون لها الحق في التوغل داخل الأراضي السورية لمسافات أكبر من التي كان متفق عليها في 1998.

وأشارت تقارير إعلامية، أن هناك بعض النقاط التي تم التوافق عليها بين الزعيمين حيال الملف السوري، ومنها “اتفاقية أضنة 2″، حيث سيتم وضع الاتفاق على مائدة التفاوض، وإمكانية توقيع اتفاقية أشمل بما يعكس الواقع السوري الجديد، حيث التواجد التركي في 7 مدن رئيسية، ويسمح للتنسيق بين الطرفين لضمان أمن الحدود ومحاربة الإرهاب، وتعاون سياسي مستقبلي.

كذلك سيتم السماح لتركيا بشن ضربات عبر طائرات مسيرة ضد قياديين من قوات سوريا الديمقراطية (تدعي أنقرة أنهم من حزب العمال الكردستاني)، بدلاً من التوغل العسكري.

ومنذ أسبوعين كثفت القوات التركية من استهدافاتها لقادة في قسد إضافة لمناطق مدنية، كان آخرها فقدان 4 أشخاص لحياتهم وإصابة آخرين بقصف لمسيرة تركية بمدينة القامشلي.

أردوغان يوافق على تكرار “التسويات” في الشمال

أما من الجانب التركي، فبحسب المعلومات، هناك موافقة تركية بسيطرة الدولة السورية على كامل التراب، حتى إدلب ومناطق سيطرة فصائل المعارضة الموالية لها، وذلك إما عبر “التسويات والمصالحات” أو عبر العمليات العسكرية لمن يرفض تسليم السلاح، وتعهد الرئيس التركي بعدم التدخل في حال شن عمل عسكري ضد من يرفض الاتفاقات الثنائية.

ولوحت تركيا لأول مرة منذ 3 سنوات بشن عملية عسكرية جديدة ضد قوات سوريا الديمقراطية في أيار/مايو الماضي، إلا أنها لم تستطع القيام بأي تحرك على الأرض رغم كل المساعي السياسية التركية لإقناع المجتمع الدولي بذلك، بينما تواصل قصفها العنيف على مناطق شمال البلاد ضمن النفوذ الروسي والإيراني والأمريكي.

وكانت القاعدة العسكرية التركية في “كلجبرين” بريف حلب تعرضت للمرة الثانية في أقل من أسبوعين لاستهداف، حيث سقطت قذائف صاروخية عليها ما تسبب بإصابة 6 جنود، مع استهداف طائرة مسيرة إيرانية انتحارية لمحيط القاعدة قبل ذلك. ما اعتبرته أوساط سياسية ومتابعة أنها رسالة إيرانية بضرورة عدم استفراد موسكو وأنقرة بالملف السوري كونها متواجدة في الشمال أيضاً.

إعداد: ربى نجار