أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – سلطت تقارير إعلامية الضوء على الدعم الإماراتي لسوريا، خلال الاتصال الهاتفي بين ولي عهد إمارة أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس السوري بشار الأسد، وأشارت إلى أنه في هذه المبادرة تتجسد البعد الإنساني الذي يكون أكبر من الخلافات السياسية بين الدول.
وتحدثت صحيفة “العرب” اللندنية عن المبادرة الإنسانية الإماراتية لسوريا وشعبها، والتي تأتي في وقت تحذر فيها المنظمات الأممية من خطورة الوضع في سوريا في ظل ضعف القطاع الصحي بالبلاد بعد مايقارب 10 سنوات من الحرب والعقوبات الدولية التي أثرت كثيراً في البلاد على جميع الأصعدة.
الإمارات تقف لجانب السوريين ضد كورونا
وتقول الصحيفة، أن الاتصال الذي أجراه ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد مع الرئيس السوري، والذي عرض فيه دعم الإمارات لسوريا لمواجهة وباء كورونا يعكس رؤية إماراتية تقوم على اعتبار أن الهدف من أيّ علاقات هو الشعوب وأن الخلافات السياسية يجب أن توضع جانبا في حال أزمة مثل هذه.
وأجرى ولي العهد الإماراتي اتصالاً هاتفياً مع الرئيس السوري قبل يومين، بحثا فيه مستجدات الأوضاع في سوريا ومساندتها لمنع تفشي وباء كورونا، وأكد ولي عهد أبوظبي للأسد دعم الإمارات ومساندتها لسوريا في هذه الظروف الاستثنائية، مشيراً إلى أن “سوريا لن تبقى وحيدة في هذه الظروف”.
الحكومة تستعد للكشف عن إعداد أخرى لإصابات بالفيروس
وسجلت سوريا 5 إصابات بفيروس كورونا، وذلك منذ إعلان وزارة الصحة السورية الأربعاء الماضي. فيما أشارت تقارير عدة إلى أن الحكومة السورية تستعد للكشف عن أعداد أخرى خلال الأيام القادمة، وهذا ما لمحت إليه بيان وزارة الصحة الأخير حول الوباء والذي قالت فيه “لا يوجد أي دولة سجلت إصابة واحدة بفيروس كورونا، سواء كانت قادمة من الخارج أو الداخل وبقيت حالة واحدة، يجب أن نبقى على أهبة الاستعداد والحذر وأن نتوقع الأسوأ دائماً”.
ويقول متابعون للشأن السوري، أنه في ظل تخلي العالم عن سوريا والسوريين، فإن البلاد وجدت نفسها وحيدة أمام الحرب ضد الفيروس الشرس، ولكن الخطوة الإماراتية من شأنها أن تحد من احتمال حدوث “كارثة إنسانية” التي حذرت منها دول حول العالم ومنظمة الصحة العالمية في سوريا.
مساندة سوريا بدلاً من إطلاق التحذيرات
وأشارت تلك الأوساط إلى أنه كان على العالم اتخاذ خطوات إنسانية أكثر حول سوريا وشعبها، كون البلد منهك بسبب الحرب المستمرة، وانتشار الوباء سيأزم الأوضاع أكثر في هذا البلد، بدلاً من إطلاق التحذيرات والاكتفاء بالقلق والتعبير عن المخاوف.
وبينما يزداد عدد ضحايا فيروس كورونا بشكل متسارع في دول ذات مستوى رعاية صحية متقدمة، يتخوف السوريون من أن يقوم الفيروس بالفتك بهم، بعد تغافل المنظمات الإنسانية وسحب أكثر من 70 بالمئة من عمالها في المناطق السورية، لتضاف معاناة أخرى إلى معاناتهم المستمرة منذ أكثر من 9 سنوات.
واعتبرت منظمات دولية وحقوقية أن مناطق شمال غرب سوريا هي الأكثر عرضة للخطر، واحتمال تفشي الوباء فيها بشكل أكبر من أي منطقة سورية أخرى، كون القطاع الصحي في هذه المناطق شبه منهارة، ولم تسمح الأوضاع العسكرية في تلك المناطق من اتخاذ اجراءات من قبل الجهات المعنية للوقاية من الفيروس، وعبرت المنظمة الدولية عن قلقها من تحول إدلب “لبؤرة تفشي المرض ثانية” لدول العالم، وهذا ما سلطت عليه المواقع الإعلامية الأمريكية الضوء عليه سابقاً.
وأبدت تلك المنظمات مخاوفها من أن مدينة يكتظ فيها 3 ملايين نسمة (إدلب)، يفتقدون اللرعاية الصحية والمستلزمات الوقائية والطبية، ماذا سيحصل لهم إذا تفشى الوباء بينهم، هذا إن لم يكن قد بدأ بالتفشي، في ظل عجز السلطات السورية من الوصول للمعلومات حول ذلك.
إعداد: ربى نجار