دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الدستورية السورية.. الخلافات بين الحكومة والمعارضة والحراك السياسي والشعبي المضاد، هل سيطيح بعمل اللجنة ؟

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – بعد سنوات من المخاض العسير والعديد من المؤتمرات والقمم الدولية الخاصة بسوريا، تشكلت اللجنة الدستورية السورية بمبادرة من الدول الضامنة لمسار آستانا (روسيا وتركيا وإيران)، وجاء إعلان الأمم المتحدة عن نجاح تشكيل اللجنة لتبصر النور أخيراً، بيد أن اختلاف آراء ومواقف السوريين منها تجعل هذه اللجنة وكيفية عملها على المحك.

نــقــاط خـــلاف

ويبدو أن الخلافات بدأت تطفو على السطح منذ الآن بين الطرفين (الحكومة والمعارضة) ضمن اللجنة، حيث كشفت مصادر مطلعة، “أن الحلافات طفت على السطح بين اللجان التابعة لكل من الطرفين المذكورين، حول عدة نقاط”، منها “اسم الجمهورية، وهل سيدرج معها كلمة عربية أم لا، إضافة إلى مصادر التشريع ودين رئيس الجمهورية الذي يسعى البعض أن تكون محصورة بالإسلام، بينما يطالب آخرون أن لا يكون بالضرورة الرئيس مسلماً، وكذلك عن شكل الحكم في البلاد هل يكون رئاسياً أم برلمانياً أو نظام آخر”، وأشاروا إلى ان الأخير لم تحبذه الحكومة السورية كونه “سيحد من صلاحيات الرئيس”.

إضافة إلى ذلك، فإن الحكومة السورية شددت مسبقاً على ان دور الأمم المتحدة سيكون “بالإشراف” ولن تتدخل في جوهر النقاشات رغم أن الأمم المتحدة تمثل القائمة الثالثة التي لها ما للحكومة وعليها ما على الحكومة، بينما المعارضة تطالب أن تكون الأمم المتحدة متواجدة في كل خطوة يخطوها مشكلي الدستوري في اللجان الثلاث، لأنهم “لا يثقون بالحكومة وحلفائها من الروس والإيرانيين”.

وفي السياق وفي دليل على التمسك بالدستور الحالي، (الذي يحصر الصلاحيات المطلقة في الدولة ومؤسساتها بيد الرئيس) كما تصفه المعارضة، دعت الحكومة السورية على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم إلى مناقشة الدستور الحالي قبل وضع دستور جديد للبلاد، حيث وصف المعلم الدستور الحالي “بالمميز”، وأشار إلى أنه في حال لم يتوصلوا مع الطرف الأخرى (المعارضة) إلى اتفاق فلا مانع من مناقشة دستور آخر، مشيراً إلى أن الحكومة السورية “لا تريد مناقشة دستور جاهز بل نضعه بنداً بنداً”.

الولايات المتحدة ترحب باللجنة.. وبيدرسون يؤكد تمثيل الكرد فيها

وبالرغم من أن إدارة شمال وشرق سوريا أكبر الغائبين عن اللجنة الدستورية، ألا ان الولايات المتحدة (الحليف) رحبت باللجنة وإعلان الأمم المتحدة عن تشكيلها، ورغم الشعور بالغضب من الترحيب الأمريكي، ألا أن القوى السياسية في مناطق الإدارة الذاتية أشارت إلى أن ترجيب واشنطن باللجنة جاء فقط نتيجة احترام مكانة الأمين العام للأمم المتحدة، الذي أعلن شخصياً عن تشكيل هذه اللجنة”.

المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، أكد ان اللجنة الدستورية تضم أعضاء من كرد سوريا وكافة مكونات المجتمع السوري، وبيّن “لم أحص عدد أعضاء اللجنة من الناحية الإثنية التي ينتمون إليها، لكن باستطاعتي القول إن هناك أعضاء أكراد في اللجنة”.

وتردد بيدرسون عن الإجابة على سؤال حول ضم اللجنة لعضوين من وحدات حماية الشعب، وقال “كما قلت، لن أتطرق لمثل هذه النقاشات، لن أدخل في تفاصيل مختلفة لمن يمثل من داخل اللجنة”.

اللجنة تعبر “إلى حد ما” عن مكونات الشعب السوري.. ومسد جزء معتبر من المعارضة

وفي تصريحات خاصة لأوغاريت بوست، رأى السياسي المستقل جمال العجلوني، حول سؤال إذا ما كانت اللجنة الدستورية بتشكيلتها الحالية تعبر عن كافة السوريين، أن اللجنة “تعبر الى حد ما عن مكونات الشعب السوري، هذا من الناحية الاثنية، أما في الحالة السياسية جزء كبير محسوب على الدول الضامنة”.

وفي معرض رده على قدرة هذه اللجنة على وضع دستور جديد للبلاد، قال العجلوني، “اللجنة هي شاهد على الوثيقة اكثر من أن تكون صانعاً لها”، مشيراً إلى ان الشهود على العقد الاجتماعي لهم اهمية كبيرة”

وبخصوص التصريحات المتناقضة بمشاركة ممثلي شمال وشرق سوريا من عدمه، أوضح العجلوني، “أن مجلس سوريا الديمقراطية جزء معتبر من المعارضة السورية”، وأشار إلى ان مسد “قدمت مشروع سياسي جدير بقراءته”.

وبين الإعلان عن اللجنة ورفض شريحة واسعة من السوريين لها، هل ستتمكن الأطراف المنخرطة فيها من وضع دستور جديد للبلاد، أم ان الحراك السياسي الشعبي لشريحة لا يستهان بها من السوريين ضد اللجنة سيطيح بها، يتساءل السوريون؟.

إعداد: ربـى نـجـار