دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الحكومة بدأت بالترويج لعمليتها العسكرية في إدلب.. وتركيا صامتة، فهل من اتفاق ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي بدأت الحكومة السورية ووسائل إعلامها تسوق إلى بداية الحملة العسكرية على ماتبقى من منقطة “خفض التصعيد” في شمال غرب سوريا، تطفو تساؤلات عدة عن برودة الموقف التركي وعدم توجيه أي انتقاد للدور التصعيدي الحكومي – الروسي في المحافظة، وسط تكهنات من وجود اتفاق بين الأطراف تم خلال آستانا 14.

الحكومة تروج لمعركة إدلب.. وتركيا صامتة

وبدأت وسائل الإعلام الحكومية بالترويج لبداية الحملة العسكرية الحكومية – الروسية على محافظة إدلب، وقالت ان “وحدات الجيش بدأت بتمهيد ناري مكثف على نقاط تجمع الإرهابيين في جنوب إدلب”، وذلك في ظل تجاهل أو ما قال عنه سياسيون أن تجاهل “متعمد” من قبل تركيا، التي لم تنتقد ولو بكلمة ما يحصل في إدلب.

وقالت مصادر محلية في إدلب لشبكة أوغاريت بوست الإخبارية، أن القوات التركية في الريف الجنوبي من إدلب، انسحبت من نقاطها العسكرية بالتزامن مع بدء تنفيذ سلاح الجو الروسي غارات جوية على مدن وبلدات الريف المذكور، مشيرين إلى أن هناك اتفاقاً على “مايبدو لتسليم مناطق للقوات الحكومية وروسيا”، منتقدين الصمت التركي حيال “مجازر النظام وروسيا” في إدلب. حسب وصفهم.

تصعيد عسكري وموجات نزوح

وشهد يوم الخميس، تصعيداً عسكرياً كبيراً من جانب القوات الحكومية وروسيا بقصف جوي وبري على مناطق جنوب وجنوب شرق إدلب، ما أدى إلى نزوح الآلاف من المدنيين من المناطق التي طالها القصف، فيما أشارت المصادر ذاتها لأوغاريت بوست، أن الريف الجنوبي شهد عمليات نزوح جماعية جراء القصف، وتلك المناطق أصبحت شبه خالية من سكانها.

بالتزامن مع ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، إن 50 ألف شخص يفرون حالياً من إدلب إلى تركيا، منتقداً “الدول الإسلامية” على عدم دعمها خططه لإعادة توطين اللاجئين السوريين في مناطق أخرى بشمال سوريا.

ولم يعلن أردوغان، في كلمته التي ألقاها خلال اجتماع لقادة دول إسلامية في ماليزيا، عن حقيقة موقف بلاده من أي عملية عسكرية واسعة في شمال غرب سوريا، وتجاهل التصعيد الجاري في إدلب، موجهاً سهام نقده إلى دول إسلامية وغربية لتحفظها على خططه في شمال شرق سوريا، معاوداً حديثه عن وجود 4 ملايين لاجئ سوري في تركيا ويجب إعادتهم إلى سوريا.

اهتمام أردوغان “بالمنطقة الآمنة”.. وتجاهل التصعيد في إدلب

وقال مراقبون، ان أردوغان تجاهل التصعيد العسكري في شمال غرب سوريا، وأن جل اهتمامه الآن هو إقامة “منطقة آمنة”، في شمال وشرق سوريا، لإعادة توطين “اللاجئين السوريين” فيها، بعد تهجير سكانها الأصليين، وهذا السبب الرئيسي الذي يقف أمام عدم دعم أي طرف إقليمي أو دولي لخطط انقرة في سوريا.

يشار إلى أن أنقرة أعلنت أن خططها في شمال سوريا لإقامة “منطقة آمنة” لم تلقى تأييداً أوروبياً، ويرى محللون أن تصريحات أردوغان التي انحصرت في التسويق للأعباء التي تتحملها بلاده جراء النزوح السوري فيما مر على إدلب بشكل عرضي رغم التصعيد الذي تواجهه المحافظة، تتضمن دلالات عدة، ومنها وجود اتفاق مسبق لحصول هذا، وأكدت تلك الأوساط أن الاتفاق حصل في الجولة الأخيرة من اجتماعات آستانا 14.

ويقول محللون: إن ملف استعادة إدلب محسوم بالنسبة إلى موسكو والحكومة السورية، خصوصاً وأن موسكو أعلنت قبل أيام ان إدلب ستعود إلى الدولة السورية قريباً، لكن لا يمكن التكهن حتى اللحظة بموعدها، وإن كانت طبول الحرب بدأت تدق على الأطراف الجنوبية من المحافظة.

 

إعداد: ربى نجار