دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الحكومة السورية تروج عبر إعلامها لإظهار البلاد “كوجهة سياحية آمنة”.. فهل حقاً سوريا آمنة ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت تشهد سوريا موجة هجرة جديدة تعتبر أكبر من تلك التي حصلت في 2015 و 2017، بسبب الأوضاع المأساوية التي يعشيها السوريون، تحاول الحكومة في دمشق إظهار والترويج للبلاد “كوجهة سياحية” وكأنه ليس هناك حرب مستمرة في سوريا وفلتان أمني وأزمة انسانية فاقمها انهيار الاقتصاد إضافة لعودة نشاط الإرهاب من جديد.

ومنذ بداية الأزمة السورية في آذار 2011، والإعلام التابع للحكومة السورية؛ والحكومة بنفسها تعتبر سوريا من أكثر البلدان أمناً على وجه الآرض، في وقت كانت المدن تدك بالصواريخ والمدافع وعبر الطائرات، ويفقد السوريون حياتهم في السجون تحت التعذيب وبسبب الجوع والعطش والأمرض والأوبئة، ولا يمكن للسوريين نسيان الكلمة الشهيرة التي لطالما سمعناها على القنوات السورية “خلصت” وذلك في إشارة إلى الأزمة.

“سوريا الوجهة السياحية التي يهرب منها شعبها”

11 عاماً مرت على المآساة أو الحرب أو النزاع أو الصراع في سوريا، (وهي مصطلحات يتم استخدامها لوصف ما يجري في البلاد)، والحكومة السورية لاتزال تروج عبر إعلامها على أن البلاد “آمنة” وأن هناك سياح من كل أنحاء العالم يأتون للسياحة في البلاد وأن هذا ذلك دليل جديد على “فوز سوريا (الحكومة) على الحرب الكونية” وأن “المقاومة انتصرت” وما إلى ذلك.

ومن المستغرب أن هناك البعض يصدق هذه الادعاءات، أو لا يريد على الأقل أن يرى الحقيقة.. حقيقة أن البلاد أصبحت على حافة الهاوية وينتظرها مصير مجهول، في ظل التدخلات الخارجية واحتلال مساحات واسعة منها، وانتقال صراعات إقليمية ودولية على أراضيها، والفقر المدقع الذي بات عليه أكثر من 85 بالمئة من السوريين، وعودة نشاط الإرهاب وانهيار الاقتصاد.

ويتساءل متابعون للشأن السوري أنه في حال كانت البلاد كما تصفها وتروج لها الحكومة، فلماذا يهاجر ويحلم السوري اليوم بالهجرة وانقاذ ما تبقى من حياته التي دمرت في هذا البلد، مع وجود نظام سياسي لايهمه سوى البقاء في السلطة، ومعارضة مرتهنة للخارج فشلت في مجاراة هذه السلطة في المحافل الدولية وأعطته كل المبررات للبقاء، وبالتالي استمرار معاناة الشعب السوري الذي دفع الثمن الأكبر في هذه الحرب.

“سوريا ليست آمنة”

ومع العلم أن الشعب السوري يدرك حقيقة الأوضاع في بلاده، إلا أن ذلك لم يمنع صحيفة “الغارديان” من تسليط الضوء على “ادعاءات الحكومة السورية في الترويج لسوريا آمنة وكوجهة سياحية”، وشددت في تقرير لها أن سوريا “غير آمنة”.

وتقول الصحيفة في تقريرها أن “السياحة في سوريا غير آمنة وتتعارض مع سجل حقوق الإنسان للبلد الذي مزقته الحرب منذ 11 عاماً”، ويضيف التقرير أن “مدونو الفيديو يزورون سوريا لإنشاء محتوى يعزز الجمهور” لكن “النقاد يقولون إن نظام الأسد يستخدمهم بشكل مثير للسخرية”.

وأكد تقرير الصحيفة البريطانية أن دمشق تحاول “إحياء صناعة السياحة التي كانت مزدهرة في يوم من الأيام، لكن ليس بعد كل ما عاشته البلاد من حروب ودمار وتطورات غير آمنة.

“السياحة في سوريا خطيرة”

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك حملة ترويج “لسوريا كوجهة لقضاء العطلات”، حيث أن هذا الترويج يأتي على الرغم من تقرير حقوق الإنسان الأخير الذي حدد أن الحكومة السورية كانت مسؤولة عن جرائم حرب وضد الإنسانية، وتحذر وزارات خارجية الدول من سفر رعاياها إلى سوريا. كما أن “حكومة دمشق” تقوم بحملة “إقناع للمستثمرين” بأن سوريا آمنة ولديها الكثير لتقدمه لزوار أجانب.

يشار إلى أنه في وقت سابق من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أطلقت وزارة السياحة في الحكومة السورية 25 مشروعاً سياحياً في “مؤتمر استثماري” في دمشق، بما في ذلك “احتمال إنشاء مجمعات فندية في اللاذقية (المدينة الساحلية).

كما أنه وبعد تخفيف القيود المفروضة حيال تفشي وباء فيروس كورونا في آذار/مارس الماضي، قام بعض المدونون بحملة ترويج هدفها “نشر مقاطع لرحلاتهم إلى سوريا” مع قيام البعض بتنظيم جولات الآن.

وحول ذلك نقلت صحيفة “الغارديان” عن “ناشطين سوريين” أن “المؤثرين وصانعي المحتوى، قدموا صورة غير دقيقة عن البلاد، سواء بقصد أو بغير قصد، لملايين المشتركين في النظام وحياة 4.5 مليون شخص محاصر في الشمال الغربي الخاضع لسيطرة المعارضة”، ويقول “الناشطون السوريون”، “الحقيقة أن سوريا غير آمنة”.

إعداد: ربى نجار