دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الجيش الليبي يفاجئ الأتراك وقوات الوفاق بالسيطرة على مناطق استراتيجية.. ويسعى لاستعادة توازنه غرب ليبيا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد جولة من التقدم الميداني لحساب حكومة الوفاق المدعومة من تركيا والفصائل السورية الموالية لأنقرة على جبهات القتال غرب ليبيا، فاجئ الجيش الوطني الليبي قوات السراج بهجوم مباغت على مناطق استراتيجية وسيطر عليها، وذلك في خطوة رآها خبراء عسكريون انها “تعيد التوازن للمنطقة الغربية”.

استعادة التوازن

وبحسب تلك الأوساط الليبية، فإن استرجاع الجيش الليبي السيطرة على مدينة “غريان” غرب ليبيا، تومن خطوط الهجوم التابعة للجيش لتحرير كامل العاصمة الليبية طرابلس من قوات الوفاق المدعومة من تركيا.

حيث فاجأ الجيش الليبي قوات الوفاق بشن هجوم على بلدة ومدينة إستراتيجيتين غرب البلاد، في الوقت الذي يروج فيه المحور التركي لما أسموه “نهاية مشروع المشير خليفة حفتر في الغرب وأن انسحاب قواته من محاور طرابلس – ترهونة بات مسألة وقت”.

وأكدت قيادة الجيش الليبي أن قواتهم استطاعت انتزاع السيطرة على بلدة الأصابعة الاستراتيجية، وطورت هجومها ليشمل مدينة غريان الإستراتيجية، التي بات استعادة السيطرة عليها مسألة وقت لاأكثر.

وبحسب مصادر إعلامية، فإن قوات الجيش الليبي شنت سلسلة من الغارات الجوية، طالت مواقع عسكرية تتمركز فيها قوات السراج والفصائل السورية الموالية لتركيا، إضافة لقوات تركية في مدينة غريان.

وقال اللواء أحمد المسماري (المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي)، “إن الميليشيات بدأت الانسحاب من غريان بعد هزيمتها في الأصابعة.. تمكنت وحدات من القوات المسلحة من إعادة السيطرة على منطقة الأصابعة بعد سلسلة من الضربات الجوية لمواقع الميليشيات في الجبل الغربي”. حسب قوله.

صمت الوفاق

وإلى اللحظة لم تعترف حكومة الوفاق الليبية برئاسة السراج بخسارتها بلدة الأصابعة الاستراتيجية، لكنها قالت في بيان أن مواقعها تعترض لقصف من قبل الجيش الليبي.

وبعد هزائم وضربات متتالية تعرض لها الجيش غرب ليبيا، بعد تدخل تركي عسكري مباشر من الجو والبر والبحر، وفقدان سيطرته على قاعدة الوطية الاستراتيجية، يحاول الجيش استعادة توازنه في المنطقة الغربية من ليبيا، التي تشهد كثافة سكانية أكبر من أي منطقة ليبية أخرى.

وبحسب مراقبين ليبين فإن استعادة الجيش توازنه غرب ليبيا سيؤمن محاور مدينة ترهونة التي تتخذها تركيا والوفاق هدفاً جديداً للتخفيف عن محاور العاصمة.

كسر المشروع التركي

وترى أوساط سياسية أن سقوط مدينة “غريان” التي سيطرت عليها قوات السراج قبل نحو عام، يكسر المشروع “الإخواني – التركي” في ليبيا، ويوجه ضربة قوية للمساعي التركية في تثبيت مشروعها في ليبيا.

وتراهن قوات السراج ومعها الفصائل السورية الموالية لتركيا على السيطرة على منطقة “قصر بن غشير” التي ستكون بمثابة سقوط باقي المحاور التي يسيطر عليها الجيش نارياً وعسكرياً، لكن هذه الآمال تبددت بهجوم الجيش الجديد وتصديه لهجمات عدة لقوات السراج رغم غياب الطيران الحربي عن المعركة بسبب منظومات الدفاع الجوي التركية.

دعوات لوقف إطلاق النار

أما عالميا وإقليمياً تحاول الدول الغربية الولايات المتحدة، تهدئة الصراع في ليبيا، وإرجاع أطراف الصراع على الأرض لطاولة الحوار، وذلك في مسعى لعدم الاستفراد الروسي التركي بالملف الليبي، أو تكرار سيناريو سوري في ليبيا، حيث يكون هناك مناطق نفوذ تركية وأخرى روسية على السواحل الليبية التي لاتبعد سوى كيلومترات قليلة من القارة الأوروبية.

ولمحت الولايات المتحدة لإمكانية دعم السراج في ليبيا كونها تقاتل الجيش الليبي الذي يحصل على دعم روسي، لعدم تثبيت موسكو أي قواعد عسكرية على السواحل الليبية، بينما تحاول دول أخرى ومنها خليجية لدعم الجيش الليبي لعدم تثبيت المشروع التركي في ليبيا، الذي يرونه خطراً على أمنهم القومي.

إعداد: رشا إسماعيل