أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تساءلت أوساط سياسية حول قدرة الجامعة العربية على حل الصراعات والأزمات التي تعاني منها بعض الدول العربية نتيجة التدخلات الخارجية وفرض دول إقليمية وأجنبية أجنداتها عليها وتقوم “بصب الزيت على النار” لديمومة الأزمات فيها، خاصة وأن الاجتماعات والقمم السابقة للجامعة العربية سبق وأن دعت في بياناتها الدول الإقليمية وخاصة تركيا وإيران بالكف عن تدخلاتها.
الجامعة العربية “جهة غير فاعلة” في حل مشاكل العرب
وانطلقت يوم الأربعاء الماضي، أعمال الدورة 159 لمجلس جامعة الدول العربية في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية، لبحث ملفات ذات اهتمام مشترك، وذلك في وقت تعيش فيه بعض الدول العربية أزمات سياسية عسكرية نتيجة التدخلات الخارجية وغياب أي دور عربي لحل هذه الملفات.
وفيما كانت هناك بعض الدعوات لنقل مقر الجامعة العربية من القاهرة كيلا لايكون منصب الأمين العام حكراً على المصريين، جاءت بعض التصريحات لوزراء خارجية العرب حيال غياب دور الجامعة العربية عن حل المشاكل في منطقتنا العربية، مشيرين إلى أن التجاهل العربي وتحول الجامعة العربية لجهة غير فعالة هو ما دفع بالأطراف الخارجية للتدخل في شؤون الدول العربية، وسط تنديدات بالتدخلات الإيرانية والتركية والإسرائيلية.
لا توافق على عودة سوريا إلى الجامعة
ومع الإعلان عن عدم التوافق لعودة سوريا إلى الحضن العربي ومقعدها في الجامعة العربية، بعد تحركات من بعض الدول من بينها مصر، لاتزال تعاني سوريا من كثرة الأطراف المتدخلة التي فاقمت أجنداتها وأهدافها المختلفة الأزمة في البلاد وجعلتها تمتد لأكثر من 11 عاماً، في الوقت الذي يتجاهل فيه العرب ما يحصل.
وفي الوقت الذي كان فيه سياسيون يمنون النفس بعودة سوريا للجامعة لعلها تكون بادرة لتدخل عربي يكسر الاستفراد الروسي التركي الإيراني بهذا الملف ويبعد سوريا عن هذا المحور، أكد الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، عدم وجود توافق عربي على عودة سوريا إلى الجامعة، وأضاف أن الملف السوري تمت مناقشته خلال الاجتماع المغلق، وأشار إلى عدم وجود خريطة طريق أو رؤية واضحة بشأن التعامل مع هذا الملف في إطار الجامعة العربية.
الجامعة العربية تفتقر إلى آلية التعامل مع النكبات
وأوضح أبو الغيط أن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي تحدث خلال الاجتماع عن رؤية بلاده للتعامل مع الوضع السوري، وأضاف “الإطار العام الآن، يشير إلى أنه لا يوجد توافق عربي بشأن سوريا، وكذلك لا يوجد معارضة للرؤية الأردنية، التي استمع لها الوزراء”، وتابع أن الزلزال الذي ضرب سوريا أظهر أن الجامعة العربية تفتقر إلى آلية للتعامل مع مثل هذه النكبات.
تصريحات أبو الغيظ جاءت بعدما أشار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى أن الحديث عن عودة دمشق للجامعة العربية “سابق لأوانه”، مؤكداً وجود توافق على أن الوضع الراهن في سوريا لا يمكن أن يستمر.
مجرد تصريحات.. دعوات لتركيا لسحب قواتها من سوريا
وكانت “اللجنة العربية” الوزارية المعنية بالتدخلات التركية في الشؤون العربية أعربت خلال اجتماع لها عن قلقها من استمرار التواجد العسكري التركي في كل من سوريا والعراق وليبيا، وشددت اللجنة على ضرورة سحب تركيا لقواتها من هذه الدول بشكل فوري، وهو التصريح ذاته الذي يتكرر في كل عام دون أي تطورات أو خطوات من الجانب التركي حيال ذلك.
وأكدت أوساط سياسية عربية على أن غياب الدور العربي وعدم فاعلية الجامعة العربية في وضع حد للتدخلات الخارجية التي تنتهك وحدة وسيادة الدول وتهدد سلامتها هي السبب في عدم تأثير المواقف والدعوات العربية على الأطراف المتدخلة، مشيرين إلى أنه لو استمر الوضع هكذا فإن هذه الأطراف الخارجية ستتمادى أكثر وتهدد الأمن القومي العربي.
وتعاني دول أخرى كالعراق وليبيا واليمن والسودان من تدخل أطراف إقليمية في الصراعات التي تعاني منها هذه الدول، وهو ما يفاقم الأزمات الإنسانية وتؤدي لموجات هجرة لمواطنيها إلى أوروبا بحثاً عن الأمان والاستقرار.
إعداد: رشا إسماعيل