أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالتزامن مع الحديث عن إعادة العلاقات والتطبيع بين الحكومتين السورية والتركية برعاية روسية ومباركة إيرانية، يجري الحديث عن “تطبيع العلاقات بين دمشق والرياض”، يأتي ذلك مع الإعلان قبل أيام عن إعادة عمل السفارات في سوريا والسعودية، والتساؤلات حول كيفية أن تؤثر عودة هذه العلاقات على الأزمة السورية وحلها.
فتح السفارات.. وتمهيد الطريق لعودة دمشق للحضن العربي
وكانت وكالة “رويترز” نقلت عن مصادر لم تسمِّها، في 23 من آذار/مارس الحالي، أن سوريا والسعودية اتفقتا على إعادة فتح سفارتيهما بعد قطع للعلاقات الدبلوماسية استمر أكثر من عقد، مشيرة إلى أن الإجراءات في هذا الشأن ستبدأ بعد عيد الفطر المقبل.
جاءت هذه التطورات بعد إعلان السعودية وإيران إعادة العلاقات بينهما الشهر الجارين إضافة لاحتمال تأثير التقارب بين الرياض ودمشق على الملف السوري إلى جانب ملفات أخرى لدول عربية كـَ لبنان واليمن والعراق.
وجاء هذا التقارب بين دمشق والرياض بعد 12 سنة من القطيعة السياسية بين الطرفين بسبب “الثورة/الأزمة السورية”، وهو تطور وصفته أوساط سياسية “بالفعلي والهام” والذي سيكون له تأثير كبير على الحل في سوريا خصوصاً مع موجة إعادة العلاقات العربية مع الحكومة السورية، بعد كارثة الزلزال، وبالتزامن مع مساعي روسية للتطبيع بين دمشق وأنقرة.
وبعد دعمها “للثورة السورية” في بداياتها، غابت المملكة عن الساحة السورية بشكل شبه كلي، حيث لم تعد تدعم أي فصيل أو جهة سياسية معارضة، وباتت مشاركتها في الملف السوري يقتصر على التصريحات وبعض التحركات الدبلوماسية إلى جانب دول أخرى في مسارات الحل.
ملفات ستكون حاضرة على طاولة التقارب
وفي تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، فإن مصادر سورية (لم تسمها) كشفت عن بعض الملفات التي ستكون حاضرة على طاولة التقارب بين السعودية وسوريا، منها “ملف المعتقلين السعوديين” لدى السلطات السورية، والتي أشارت الصحيفة إلى توسط روسيا في هذا الشأن.
ولفتت الصحيفة إلى أن “ملف المعتقلين السعوديين في سوريا” أعادت امكانية استئناف العلاقات التي بقيت منقطعة بين الرياض ودمشق طيلة السنوات الـ12 الماضية، ونقلت عن “مصادر سورية” أن الرياض تريد حل ملف معتقليها على الأراضي السورية، وهم ممن تم اعتقالهم بعد مشاركتهم بالحرب والعمليات العسكرية ضد الحكومة السورية، وأوضحت الصحيفة إلى أن المواطنين السعوديين هم ممن شاركوا بالقتال إلى جانب “مجموعات جهادية” في سوريا.
وبحسب المعلومات التي ذكرها التقرير الأمريكي، فإن مسؤولون من البلدين يهدفون إلى إبرام اتفاق قبل الزيارة المحتملة التي ينوي وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان القيام بها إلى دمشق بعد عيد الفطر القادم أواخر نيسان/أبريل.
التقارب مع السعودية ناقشه بوتين مع الأسد في موسكو
وأكدت المصادر إلى أن روسيا كان لها دور كبير في التوصل إلى اتفاق مبدئي بين دمشق والرياض، حيث نوقش الأمر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري بشار الأسد حين زيارة الأخير للعاصمة موسكو في وقت سابق من الشهر الجاري.
وكانت قناة “الإخبارية” السعودية الحكومية نشرت أن “مصدراً بوزارة الخارجية السعودية كشف عن بدء مباحثات مع وزارة الخارجية السورية، وذلك تعليقا على ما تداولته بعض وسائل الإعلام الدولية”.
وأضاف المصدر أنه “في إطار حرص المملكة على تقديم الخدمات القنصلية الضرورية للشعبين فإن البحث جار بين المسؤولين في المملكة ونظرائهم في سوريا حول استئناف تقديم الخدمات القنصلية”.
التقارب السعودي الإيراني السوري وتأثيره على المنطقة
هذه التطورات حصلت بعد نحو أسبوعين من قرار السعودية وإيران استئناف العلاقات فيما بينهما، وإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، بعد 7 سنوات من التوترات بين البلدين، وذلك بوساطة صينية، حيث أثر توتر العلاقات بين البلدين لخلق أزمات أخرى في المنطقة وتأجيج الصراعات المسلحة بما في ذلك الحرب في سوريا.
وشددت أوساط سياسية ومتابعة للشأن السوري بأن عودة العلاقات مع الرياض من الممكن جداً أن يعقبه إعادة علاقات بين دمشق ودول عربية أخرى، إضافة إلى أنها تشكل خطوة كبيرة وتمهيداً لعودة دمشق إلى الصف العربي وجامعة الدول العربية، مشيرين إلى أن سوريا ستكون ضمن أجندة الجامعة العربية واجتماعها المقبل في السعودية في أيار/مايو المقبل.
وتساءلت هذه الأوساط عن كيفية أن تؤثر عودة العلاقات السعودية السورية على الملف السوري والحل السياسي، خاصة وأن العرب يريدون عودة دمشق للحاضنة العربية لإبعاد إيران والحد من انتشارها وتغلغلها ضمن الأراضي السورية، وهل سيضغط العرب على الرئيس السوري للقبول في حوار جدي مع السوريين وإنهاء الصراع كما نصت عليه المقررات الدولية، أم أن لحلفاء دمشق وعلى رأسهم إيران رأي آخر ؟.
إعداد: ربى نجار