أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو أن الشمال السوري سيشهد خلال عام 2022 المزيد من التصعيد العسكري، حيث يزداد مستوى العنف بشكل كبير في منطقة “خفض التصعيد” و مناطق شمال شرق سوريا، في مشهد يرجح على وجود خلافات كبيرة بين روسيا وتركيا.
القوات التركية تنشأ نقطة عسكرية لمراقبة تحركات قوات الحكومة
وخلال الساعات الـ 24 الماضية، اشتعلت جبهات القتال في منطقة “خفض التصعيد” حيث تبادلت قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة عمليات القصف على محاور عدة، وخاصة في جبل الزاوية و ريف حماة الشمالي الغربي.
تزامن ذلك مع إنشاء القوات التركية نقطة جديدة في محيط مدينة سراقب قيل أنها “لمراقبة قوات الحكومة السورية” ومنعها من شن أي عملية برية جديدة.
وكان لافتاً إنشاء القوات التركية لنقطة عسكرية جديدة في الحي الشرقي من بلدة آفس القريبة من مدينة سراقب الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة، واستقدمت القوات التركية لهذه النقطة الجديدة 4 مدرعات و أسلحة ثقيلة ونحو 50 جندياً.
وقالت مصادر خاصة لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن مهمة هذه النقطة العسكرية الجديدة هي “مراقبة تحركات قوات الحكومة السورية” بالقرب من خطوط التماس مع مناطق سيطرة الفصائل.
ما أهمية النقطة العسكرية التركية الجديدة ؟
وبحسب المصادر (فضلت عدم الكشف عن أسمها)، فإن النقطة الجديدة قريبة من الطريق الدولي m-5 المعروف باسم “بطريق دمشق – حلب”، وهو طريق حيوي، فتحته قوات الحكومة خلال العملية العسكرية التي شنتها في 2020، عندما سيطرت على أجزاء كبيرة من ريف حلب و إدلب و حماة الشمالي الغربي.
وستتمكن القوات التركية بحسب المصادر، من مراقبة كل التحركات العسكرية ومحاولات التسلل التي يمكن أن تقوم بها قوات الحكومة على النقاط الدفاعية المتقدمة لفصائل المعارضة، واعتبرت أن أي تحرك من قبل قوات الحكومة قد يضعها في حالة اشتباك مع القوات التركية.
انتهاك لاتفاق موسكو .. تركيا تدرب عناصر معارضة على أسلحة متطورة
هذه التطورات الجديدة، جاءت بعد كشف تقارير إعلامية، بان القوات التركية أنهت تدريب أكثر من 400 عنصر من فصائل المعارضة المسلحة على “أسلحة متطورة ونوعية” وذلك في معسكر المسطومة بإدلب، حيث تم تدريبهم على منظومات الدفاع الجوي المضادة للطائرات المحمولة على الكتف، مع تدريب طواقم مهمتها قيادة الدبابات والعربات العسكرية الثقيلة التي جلبتها القوات التركية لأول مرة منذ تدخلها في الصراع السوري.
ووفقًا للمصادر فإن القوات التركية تجهز كوادر قادرة على استخدام مختلف أنواع الأسلحة والمجنزرات، تحضيرًا لزجهم في المعارك دون الحاجة للجنود الأتراك في الخطوط الأمامية، وذلك بعد تدريبها لـ200 مقاتل سوري من الفصائل الرديفة، على استعمال مضادات الدروع بمختلف أنواعها.
وبسبب تزايد الغضب الشعبي التركي على زج الشبان الأتراك في معارك خارج الحدود، بدأت القوات التركية بهذه التدريبات للفصائل المسلحة سواءً التي تتواجد في منطقة “خفض التصعيد” أو مناطق أخرى تسيطر عليها في الشمال السوري، ويعد ذلك انتهاكاً كبيراً للاتفاقية الموقعة مع روسيا لوقف إطلاق النار الموقعة في موسكو عام 2020، والذي لم تلتزم بها تركيا، وتهدد روسيا بشن عمليات عسكرية رداً على “المماطلة التركية” بعد انتهاء المهلة.
تركيا ترد على روسيا بالتصعيد في شمال شرق سوريا
أما في المناطق الشمالية الشرقية، فقد تصاعد حدة العنف بشكل كبير خلال الساعات الماضية، حيث استهدفت القوات الحكومية السورية محيط نقطة عسكرية تركية بالقرب من مدينة مارع، وهو استهداف قل ما يحصل، وذلك بعد قصف للقوات التركية طال قرى بمنطقة الشهباء و ريفي الرقة و حلب.
كما شنت الطائرات المسيرة التركية للمرة الثانية في أقل من يومين، ضربات جوية على نقاط في مدينة عين العرب “كوباني” أسفرت عن وقوع ضحايا و إصابات منها بتر رجل الطفل عبدو مصطفى البالغ من العمر 4 سنوات.
التصعيد في الشمال.. هل هو اتفاق أم خلاف ؟
ويمكن بحسب محللين سياسيين ومتابعين للشأن السوري، ربط التصعيد العسكري في شمال غرب سوريا بشمال شرقها، حيث أن المناطق الخاضعة لنفوذ روسيا وتركيا هي التي تشهد تصاعداً في العنف، وذلك في مؤشر يدل على خلافات كبيرة بين موسكو وأنقرة حول الملف السوري.
بينما هناك آراء أخرى تقول أن التصعيد العسكري الأخير في الشمال، “متفق عليه” بين روسيا وتركيا ولعله تمهيد لرسم ملامح خطوط تماس ومناطق سيطرة عسكرية جديدة في شمال سوريا خلال 2022.
إعداد: ربى نجار