دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

التحذيرات الأمريكية حول ليبيا تأتي ثمارها.. فرنسا تحذر من تكرار السيناريو السوري في ليبيا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كثيرة هي التحذيرات التي تطلق من الدول الغربية عن تكرار سيناريو الأزمة السورية في ليبيا، فبعد الولايات المتحدة التي عبرت عن مخاوفها من استفراد روسي تركي في ليبيا كما يحصل في سوريا، خرجت فرنسا بالموقف ذاته، وحذرت من أن تنزلق الأمور في ليبيا بما يتشابه مع الصراع في سوريا.

تحذيرات أمريكية وأخرى فرنسية

وسبق أن حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من أن يستفرد خصمها اللدود روسيا مع حليفتها في الناتو تركيا، بالملف الليبي، وحذرت الدول الأوروبية من أن أي تواجد عسكري لروسيا في السواحل الغربية لليبيا، سيكون خطراً على الأمن القومي الأوروبي.

ويبدو أن الرسائل التحذيرية الأمريكية تأتي ثمارها، حسب محليين، حيث عبرت فرنسا عن قلقها من تكرار سيناريو سوري في ليبيا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، إن الوضع في ليبيا “مزعج للغاية”، محذراً من أن سيناريو سوريا يتكرر في هذا البلد، وخلال جلسة أمام مجلس الشيوخ الفرنسي أشار لودريان، أن “هذه الأزمة تزداد تعقيدا. نواجه موقفا تتحول فيه ليبيا إلى سوريا أخرى”.

وأضاف أنه إذا لم تعد الأطراف المتحاربة في ليبيا إلى طاولة المفاوضات، فإن الوضع في البلاد سيزداد سوءا و”يهدد أوروبا”، وهذا ما عملت عليه الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية، للحد من التدخل التركي والروسي في الأزمة الليبية، وحث الناتو على التدخل أكثر في الملف وعدم تركه لصناع القرار في أنقرة وموسكو.

وتشكل فرنسا جبهة موحدة مع مصر واليونان وقبرص والإمارات ضد حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا، والتي بدأت أنقرة تتدخل لصالحها في ليبيا بشكل مباشر في المعارك، إضافة إلى إرسال الأسلحة وآلاف المسلحين من الفصائل السورية للقتال ضد الجيش الليبي الذي تدعمه روسيا.

موسكو وأنقرة وتكرار السيناريو السوري في ليبيا

وتسعى كل من روسيا وتركيا تكرار السيناريو السوري في ليبيا، من حيث مناطق السيطرة والنفوذ، وذلك عبر تقسيم ليبيا إلى مناطق تقع تحت سيطرة الجيش الليبي، وأخرى تحت سيطرة حكومة الوفاق، كما كشفت تقارير إعلامية أن روسيا وتركيا قد ناقشا سابقاً وضع خطط لمراقبة وقف إطلاق النار في ليبيا، وتسيير دوريات روسية تركية مشتركة بين المناطق التماس، كإجراء مشابه تماماً لما يحصل في سوريا.

وبحسب مصادر غربية، فإن الولايات المتحدة لا تريد خسارة الملف الليبي بمساعدة الدول الغربية، حيث أن الأخيرة اكتفت بإطلاق عملية “إيريني” العسكرية لمراقبة حظر الأسلحة والمسلحين إلى ليبيا، وهذه العملية أثبتت فشلها حتى الآن كون السلاح لايزال مستمراً بالدخول إلى ليبيا عبر الطائرات التركية والروسية، إضافة لنقل شحنات إلى كينيا وتونس تمهيداً لإدخالها إلى ليبيا من قبل تركيا.

هجرة “المتطرفين” إلى أوروبا

وسبق أن حذرت تقارير إعلامية أمريكية من أن هناك العشرات من الفصائل السورية الموالية لتركيا، هربت أو هاجرت إلى أوروبا بمجرد وصولها إلى ليبيا، ولفتت تلك التقارير إلى أن الدول الغربية باتت تتلقى عناصر “إرهابية متطرفة” يمكنها أن تخلل بأمنها القومي إذا لم تتحرك الدول الغربية وتنخرط بالملف الليبي وتعمل على انهاء الاستفراد الروسي والتركي.

ووصل أعداد المقاتلين السوريين الموالين لتركيا في ليبيا إلى أكثر من 10 آلاف مقاتل، إضافة إلى وجود أكثر من 3400 مجند آخر يتلقون التدريبات في المعسكرات التركية تمهيداً لنقلهم إلى ليبيا.

أما روسيا فتعمل هي الأخرى على تجنيد الشبان السوريين ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية، للقتال في ليبيا، حيث استطاعت روسيا تجنيد المئات من الشبان السوريين في محافظات سورية عدة، مقابل مبالغ مالية تصل لـ1000 دولار شهرياً، للقتال إلى جانب الجيش الليبي.

ودعت الدول الغربية مراراً إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا، وكف الأطراف الخارجية عن التدخل في النزاع، والعمل على حله، وإلزام الأطراف المتصارعة للجلوس لطاولة الحوار، وعدم تحويل ليبيا لمركز صراع آخر في الشرق الأوسط، وبالتالي تحويلها لبؤرة جديدة للإرهاب قريبة من أوروبا.

إعداد: ربى نجار