أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتواصل ردود الأفعال الغاضبة والمنددة بالعملية العسكرية التركية في شمال وشرق سوريا، والتي لم تجلب لتلك المنطقة الآمنة أصلاً حسب مراقبين، سوى الدمار والخراب والتهجير، وتقويض للحرب ضد داعش، وظهوره مرة أخرى في المناطق التي دخلها الجيش التركي و”الجيش الوطني السوري” الموالي له.
تنديد أوروبي بالعملية العسكرية التركية في شمال سوريا
هذه المرة لم تأتي التصريحات من الدول التي لا تأبه تركيا بمواقفها، بل من جهة تسعى تركيا للحصول على إرضائها، حسب معارضين أتراك، حيث ندد البرلمان الأوروبي في تصريحات شديدة اللهجة بالتدخل التركي في شمال سوريا، داعياً أنقرة وبشكل رسمي إلى سحب كامل قواتها من تلك المناطق، وأشار البرلمان الأوروبي إلى أن خطط أنقرة لإقامة “منطقة آمنة” في شمال سوريا، مبدياً تضامنه مع الشعب الكردي، كذلك أبدى البرلمان مخاوفه الكبيرة من ظهور تنظيم داعش مجدداً بسبب التدخل التركي.
وخلال عملية تصويت للإدانة بالعملية العسكرية التركية، أجمع البرلمان الأوروبي، “أن التدخل التركي في شمال سوريا يمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي ويقوض الاستقرار والأمن في المنطقة برمتها”.
فرض عقوبات.. ومنع إصدار تأشيرات دخول لمسؤولين أتراك
وطالب النواب من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اتخاذ “سلسلة عقوبات محددة ووقف إصدار تأشيرات لمسؤولين أتراك كبار يعتبرون مسؤولين عن انتهاكات لحقوق الإنسان في إطار التدخل العسكري الحالي إضافة الى المسؤولين عن قمع الحقوق الأساسية في تركيا”. وهذه هي المرة الأولى التي يبدي فيها الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد مسؤولين أتراك، وهذا يعني أن تركيا ستكون في عزلة دبلوماسية أوروبية، وقد يقوض مساعي أنقرة للأنضمام إلى الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد اتهام عدد من الدول الأوروبية تركيا “باستخدام العناصر المتشددة في حربها على شمال سوريا، وأن حربها ساعد داعش في الظهور من جديد ضمن المناطق التي سيطرت عليها”.
ابتزاز تركي لأوروبا.. وفرض توطين اللاجئين في “الآمنة” غير مقبول
وحول تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حول فتح الأبواب أمام تدفق اللاجئين في تركيا إلى أوروبا، أعتبر البرلمان أن هذا هو “ابتزاز تركي لأوروبا”، وأنهم “يعتبرون من غير المقبول أن يستخدم الرئيس التركي اللاجئين سلاحا لابتزاز الاتحاد الأوروبي”، كذلك أعرب البرلمان عن الأمل في أن تدرس الدول الأعضاء إمكانية “تعليق الأفضلية التجارية لتركيا بموجب الاتفاق حول المنتجات الزراعية وكإجراء أخير تعليق الوحدة الجمركية” بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
بدوره قال المدير التنفيذي للمنظمة جونتر بوركهارت لوكالة الأنباء الألمانية، “من يبني أسواراً ويقلّص طرق وصول شرعية ويعول على انغلاق وحشي، ويدعم حاليا تأسيس منطقة يفترض أنها آمنة في سوريا، يتحمل مسؤولية مشاركة في الموت والتشريد” وأشار إلى ان “هدف تركيا بإجبار لاجئين سوريين على السكن هناك يعد أمرا غير مقبول”.
تركيا وقعت في الفخ السوري.. والمسؤولين الأتراك قد يواجهون تهماً بجرائم حرب
وبحسب أوساط سياسية تركية، “أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيجعل من تركيا دولة معزولة بسبب عملية نبع السلام، التي لم يكن لها حاجة”، مشيرين إلى ان “الأطراف التي تعادي تركيا (دون أن يسمونهم) الآن يفرحون لأن تركيا انجرت إلى المستنقع السوري، ودخلت في سوريا، وهي الآن تستمتع بالمواقف الرافضة للعملية التركية”.
منوهين إلى ان “الحكومة التركية من خلال عملية نبع السلام، وقعت في الفخ التي تم إعداده لها في سوريا، وإذا لم تتدارك الحكومة هذا الأمر فإن التداعيات القادمة ستكون كارثية”، وقالوا، “العالم الآن يتحضر لاتهام تركيا باستخدام سلاح كيماوي، وترحيل هذا الملف إلى محكمة الجنايات الدولية، وإذا أثبت ذلك، وهو ما حصل بالفعل، فإن هذا سيؤدي لإتهام بعض المسؤولين الأتراك بجرائم حرب وضد الإنسانية”، مشيرين إلى ان هذه الحرب لم تجلب “سوى الركود الاقتصادي لتركيا والعقوبات والعداء، ورغم أن الإعلام التركي يتغنى بالانتصارات الآن إلا أنه يعلم حجم الكارثة التي وضعت تركيا نفسها فيها في سوريا”.
إعداد: علي إبراهيم