أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تصاعدت حدة الاحتجاجات في عدة مدن عراقية، أدت بدورها لوقوع المزيد من القتلى في صفوف المدنيين، فيما يتدخل الجيش العراقي بناءاً على طلب من رئيس الحكومة (القائد العام للقوات المسلحة)، لوقف التظاهرات وبسط الأمن ضمن المناطق التي تشهد احتجاجات شعبية.
استمرار التظاهر.. وارتفاع عدد القتلى
ولاتزال المظاهرات العراقية مستمرة، وتعداد الضحايا التي تسقط جراء قمع السلطات لها يتزايد، وذلك في أكبر موجة تظاهرات عامة منذ عهد سقوط النظام السابق لصدام حسين.
واعلنت السلطات العراقية، الخميس، فرض حظر التجول على مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار جنوبي البلاد، وذلك بعيد ارتفاع حصيلة قتلى المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن في المدينة.
وأشارت وكالات إعلامية إلى انتشار عناصر أمن في محيط عدة مدن عراقية، بالتزامن مع عمليات تفتيش لجميع السيارات الذين يحاولون الدخول إلى المدن التي تشهد اضطراباً.
حظر تجوال.. وتخوف من عمليات ارهابية
ويبدو أن المتظاهرين لم يلتزموا بأمر حظر التجول، إذ سيطروا على عدة جسور ومناطق تربض المدن العراقية مع بعضها البعض، كذلك شهدت بعض المدن العراقية اقتحام للمتظاهرين لمبانٍ حكومية، الأمر الذي تخشى منه أوساط شعبية عراقية بأنه سيزيد من حدة القمع من قبل السلطات الأمنية، وتزايداً في اعداد القتلى.
وتشير تلك الأوساط إلى تخوفها من استغلال خلايا تنظيم داعش الإرهابي للوضع القائم والقيام بعمليات إرهابية ضمن صفوف الشعب، من تفجيرات أو عمليات إطلاق النار على المتظاهرين أو القوى الأمنية لتأجيج الاحتجاجات أو زيادة القوى القاهرة للحكومة (بسط الأمن).
العراقيون طالبوا بوضع حد للفساد في بلادهم ومحاسبة المفسدين في الحكومة وعدم تبعية حكومتهم إلى أي طرف خارجي، مطالب سرعان ماتحولت إلى اسقاط الحكومة بأكملها جراء عدم تلبية مطالب الشعب، وكانت نتيجتها أكثر من 300 قتيل بالرصاصات الحية وعبوات الغاز المسيلة للدموع التي كانت تطلق على رؤوس المتظاهرين.
الهجوم على قنصلية إيرانية.. والجيش يتدخل لبسط الأمن
وفي السياق هاجم متظاهرون القنصلية الإيرانية في مدينة النجف (ذات الغالبية الشيعية)، وأضرموا النار فيها مساء الأربعاء. وأظهرت مقاطع فيديو لمتظاهرين يتسلقون أسوار القنصلية ويقطعون الأسلاك الشائكة تمهيدا لاقتحامها، ويوضح الفيديو توافد عدد كبير من المحتجين أمام القنصلية.
وفي السياق قررت بغداد، الخميس، إرسال قيادات عسكرية إلى عدد من المحافظات من أجل “المساعدة على ضبط الأمن”، وقالت خلية الإعلام الأمني التابعة للقوات العراقية، تم تشكيل خلايا أزمة برئاسة المحافظين بتوجيهات من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.
ويخشى مراقبون عراقيون من أن تنزلق الامور باتجاه تصعيد أكبر بين الشعب والحكومة، في الوقت الذي لا يتنازل الشعب عن مطالبه بإسقاط الحكومة، وتمسك الحكومة بالقمع ومواجهة الاحتجاجات الشعبية بالقوة.
إعداد: علي إبراهيم