أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يعتبر مخيم الهول الواقع أقصى جنوب شرق محافظة الحسكة من أخطر مخيمات العالم، وذلك كونه يحتوي على آلاف العناصر التابعين والمنتمين لتنظيم داعش الإرهابي وعائلاته من نساء وأطفال، كما يحتوي على أقسام تضم نازحين سوريين ولاجئين عراقيين، وشهد خلال الفترة الماضية تحركات ونشاط كبير لخلايا داعش، ونفذت القوات الأمنية التابعة “للإدارة الذاتية” عدة عمليات أمنية لـ “تجفيف منابع الإرهاب” في المخيم، بينما تعمل السلطات المحلية على إفراغ المخيم من قاطنيه المدنيين سواءً السوريين والعراقيين بالتنسيق مع وجهاء وشيوخ العشائر والسلطات العراقية.
وخلال العام الماضي، غادرت العشرات من العوائل السورية والعراقية مخيم الهول، وذلك بعد كفالة شيوخ ووجهاء العشائر في محافظتي دير الزور والرقة للإدارة الذاتية قوات سوريا الديمقراطية، للعوائل الخارجة من المخيم التي كانت توالي وتعمل ضمن تنظيم داعش الإرهابي ولم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين وآخرين مدنيين فروا من الصراع على السلطة في المناطق الأخرى، إضافة لتنسيق مباشر مع السلطات العراقية التي تسلمت عشرات العوائل العراقية ونقلتهم إلى أراضيها.
مغادرة عشرات العوائل السورية لمخيم الهول بكفالة شيوخ ووجهاء العشائر
وفي إطار المساعي المستمرة من قبل السلطات المحلية في المنطقة الشمالية الشرقية السورية لإفراغ المخيم وإغلاقه بعد أن أصبح عبئاً كبيراً وتهديداً خطيراً على أمن واستقرار البلاد ودول الجوار بسبب تزايد نشاط تنظيم داعش وخلاياه النائمة والمخاوف من أن يشن التنظيم هجوماً على المخيم ويخرجه من تحت السيطرة العسكرية والأمنية، تتواصل عمليات مغادرة العوائل القاطنة في المخيم من الجنسي السورية وكذلك العراقية إلى مناطقهم.
وفي هذا السياق، أبلغت إدارة مخيم الهول 50 عائلة تنحدر من دير الزور، للاستعداد لمغادرة المخيم إلى ريف دير الزور الشرقي، بكفالة وجهاء وشيوخ العشائر، وتم تحديد موعد المغادرة في 18 أيار الجاري. وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويعتبر هذه المغادرة الجماعية للعائلات السورية التي أمضت سنوات في المخيم هو الأول من نوعه خلال العام الحالي، وجاء ذلك، تماشيا مع الاتفاقيات التي وقعت بين “الإدارة الذاتية” والقوى العسكرية مع شيوخ ووجهاء دير الزور مؤخراً.
“254 شخصاً غادروا المخيم في الأيام الماضية”
جاء ذلك بعد مضي نحو 48 ساعة على مغادرة 69 عائلة، تضم من 254 فردا، من مخيم الهول إلى ريف دير الزور، بكفالة شيوخ ووجهاء العشائر في المنطقة، وبتنسيق الإدارة الذاتية مع الأطراف الفاعلة.
“واشنطن تسلمت 22 فرداً من جنسيات أجنبية لعوائل داعش”
سبق ذلك كله، تسليم دائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية”، 22 فردا من جنسيات مختلفة من عوائل تنظيم داعش الإرهابي في مخيمي روج والهول بريف الحسكة، وهم: امرأة و10 أطفال أميركيين، وامرأة و3 أطفال هولنديين، و6 أطفال كنديين، وطفل فنلندي، وفق وثيقة رسمية.
وحضر التسليم وفد أمريكي ترأسته مديرة مكتب مراكز احتجاز الإرهابيين في الخارجية الأمريكية، وعدة وفود أوربية، وضمت الوفود الأوروبية كل من هولندا ترأسه المبعوث الخاص إلى سوريا في وزارة الخارجية الهولندية، والوفد المرافق له، وكندا برئاسة المدير العام لمكتب العمليات القنصلية في وزارة الخارجية الكندية والوفد المرافق له، وفنلندا برئاسة مدير عام الشؤون القنصلية بوزارة الشؤون الخارجية الوفد المرافق له.
بالتنسيق بين القامشلي وبغداد.. 714 مواطن عراقي يغادرون المخيم
وكانت 191 عائلة عراقية من عوائل تنظيم داعش تألف عدد أفرادها من 714 شخص غادروا مخيم الهول باتجاه الأراضي العراقية، بحماية أمنية من قوى الأمن الداخلي “الأسايش” وقوات “التحالف الدولي”، بعد التنسيق بين الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا ولجنة الهجرة والمهجرين في مجلس النواب العراقي.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في تاريخ الـ 26 نيسان/أبريل الماضي، زيارة وفد عراقي مخيم الهول لإجراء إحصاء للعائلات العراقية داخل المخيم بالتنسيق مع “الإدارة الذاتية”، تمهيدا لنقل العوائل والأفراد إلى الداخل العراقي.
ولفت المرصد السوري حينها إلى أن إدارة مخيم الهول تتحضر لإعادة دفعة جديدة من العائلات العراقية إلى بلادهم، خلال الأيام القادمة. وتتألف الدفعة من 250 أسرة عراقية بعد عمليات الفرز بالتنسيق مع الحكومة العراقية لإخراجهم ونقلهم إلى مخيم الجدعة في الموصل.
معاناة كبيرة لقاطني المخيم بسبب إرهاب داعش
وارتكبت خلايا التنظيم الإرهابي العشرات من الجرائم بحق قاطني المخيم، الذي تحول إلى بؤرة إرهابية ومركزاً لنشر الفكر المتطرف بين الأطفال واليافعين، حيث كانت تلك الجرائم تستهدف كل من يرفض التعامل والخضوع للتنظيم وأفكاره المتطرفة، وتمكنت العمليات الأمنية والعسكرية التي نفذتها قسد و “الأسايش” من وضع حد ولو نسبياً لنشاط التنظيم وخلاياه في المخيم، بعد القبض على العشرات من المتعاونين والعاملين مع داعش والكشف عن مخابئ سرية كان التنظيم وعناصره يستخدمونها للاختباء وإخفاء أسلحتهم والتنقل بين قطاعات المخيم.
وتحذر جهات دولية وأممية من خطورة المخيم ونشر الأفكار المتطرفة فيه بين أطفال داعش، وهو ما ينذر بقيام جيل متطرف جديد، إلا أن هذه التحذيرات بقيت مجرد تصريحات فقط دون اتخاذ أي إجراءات من شأنها حل هذه المعضلة.
إعداد: ربى نجار