دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الإدارة الذاتية تتهم تركيا باستخدام مواد كيماوية في شمال سوريا ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية تعلن عدم اختصاصها

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد بداية التدخل العسكري التركي في شمال وشرق سوريا في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بدأت الأطراف السياسية في شمال وشرق سوريا من “الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية” والذي يعتبر المظلة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية، بالحديث عن استخدام تركيا لمواد كيماوية في هجماتها على مدينة رأس العين.

وأظهرت حينها وسائل الإعلامية المقربة من الإدارة الذاتية مقاطع فيديو قالت أنها “لإصابات بمواد حارقة ومنها الفوسفور الأبيض”، وقالت تلك المصادر “أن القوات التركية والفصائل الموالية لها استخدمتها في مناطق آهلة بالسكان ضد المدنيين والعسكريين”.

أدلة على استخدام تركيا لمواد كيماوية في شمال سوريا

وبعد أشهر من الحادثة، عاد الحديث مجدداً عن استخدام تركيا والفصائل السورية الموالية لها لهذه المواد المحظورة دولياً، حيث، قدمت الإدارة الذاتية، الاثنين، في باريس تحليلات مختبر سويسري تؤكد حسب قولها، “استخدام الجيش التركي قنابل فوسفورية في هجومه على شمال البلاد في أكتوبر 2019”.

وبحسب ما تم الكشف عنه، فإن مختبر “ويسلينغ” قال أن هناك وجود غير طبيعي لمادة الفوسفور الابيض الحارق على عينة من جلد مقاتل في وحدات حماية الشعب الكردية، حيث اصيب هذا المقاتل في الهجوم على شمال سوريا.

وخلص التقرير الذي نقلته الوكالة الفرنسية “فرانس بريس” وصيغ بالانكليزية، “أن نوع الاصابة (حروق كيميائية) اضافة الى الكمية المرتفعة جداً من الفوسفور الموجودة في العينة يثبتان بانه تم استخدام مادة الفوسفور (ذخائر بالفوسفور الابيض)”.

طفل كردي صدم العالم بصرخاته

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد عجت بصورة طفل “محمد حميد” (13 عاماً) الذي كان يصرخ جراء حروق بليغة اصابت جسده أصابت العالم بصدمة كبيرة، والذي طغى عليه بقع بألوان قرميدي والأصفر والأبيض، نتيجة غارة جوية لطائرات تركية ألقت قنابل فوسفور على مدينة رأس العين (المعروفة محلياً بسري كانيه)، وقالت مصادر طبية حينها أن الحروق غير مألوفة، مرجحين ان هذه “البقع قد تكون نتيجة استخدام مواد كيماوية سامة”.

وعلقت حينها صحيفة التايمز البريطانية، على صور وفيديوهات الطفل الكردي المحروق، مؤكدة أنها تشكل دليلاً على أن تركيا (العضو في حلف الناتو) تستخدم أسلحة محرمة ضد المدنيين. وتلا ذلك صور وحالات كثيرة قيل عنها انها إصابات نتيجة قصف بالمواد الحارقة.

ونقلت وسائل إعلامية عن الطبيب عباس منصوران (معالج للحالات التي قيل عنها أنها جراء إلقاء قنابل كيماوية)، حيث قال خلال مؤتمر صحافي في باريس “الاصابات والاعراض التي ظهرت على الضحايا وغالبيتهم من المدنيين تتماشى مع التعرض لأسلحة كيميائية”.

الإدارة الذاتية تتهم.. وتركيا تنفي

واتهمت الإدارة الذاتية تركيا باستخدام أسلحة غير تقليدية كالنابالم أو الفوسفور الأبيض في هجومها، فيما نفت تركيا أي لجوء لأسلحة كيميائية متهمة “القوات الكردية” باستخدامها لاتهام أنقرة.

وفي تقرير آخر لها كشفت صحيفة التايمز البريطانية، أن لا صحة لنفي تركيا امتلاكها للفوسفور الأبيض، مؤكدة أنَّ بريطانيا باعت منتجات عسكرية إلى تركيا تحتوي على الفوسفور الأبيض وبلغت هذه المنتجات أكثر من 70 رخصة تصديريةً.

كما أكدت الصحيفة أن بريطانيا علقت الآن مبيعات الأسلحة لتركيا وخصوصاً التي تم استخدامها في “غزوها” لمناطق شمال وشرق سوريا. بحسب الصحيفة.

وفي هذا السياق، قال خبير بريطاني بارز في مجال المواد الكيمياوية، إنه يمكن تحليل العينات التي تم جمعها من مكان وقوع الهجمات الكيمياوية ومن حروق الضحايا، للتعرف على بلد المنشأ لأي منتجات من الفوسفور الأبيض المستخدمة.

فيما أشارت مصادر إعلامية غربية إلى أن “الأكراد الذين أصيبوا بحروق خطيرة قدموا أدلة دامغة على استخدام الفوسفور الأبيض شمال شرقي سوريا، من بينهم حروق الطفل محمد حميد 13”.

منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تعلن عدم اختصاصها

ومن جهتها، رأت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ومقرها لاهاي “ان الملف لا يندرج في اختصاصها لان استخدام الفوسفور الابيض ليس من صلاحية معاهدة الاسلحة الكيميائية”.

 

إعداد: ربى نجار