أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تعيش المناطق السورية بمختلف الجهات المسيطرة واقعاً انسانياً واقتصادياً ومعيشياً وأمنياً سيئاً، تختلف فيها النسبية من منطقة لأخرى، هذا الواقع الذي كانت الأزمة أحد أسبابه الرئيسية، مع كثرة التدخلات الخارجية وغياب الحلول السياسية وتمسك أطراف الصراع على السلطة بالخيار العسكري وتفضيلهم لأجنداتهم وسياساتهم على المصلحة السورية العليا.
ومع الدخول في العالم الـ13 للأزمة السورية، تسوء الأوضاع في البلاد كل سنة أكثر من سابقتها، هذه الأوضاع تدفع بالشبان والعقول والخبرات إلى الهجرة بحثاً عن أمل جديد ومستقبل تأكدوا أنه لن يتحقق في بلدهم التي مزقتها الحرب، بينما بات الامل شبه مفقود لمن لم يغادر البلاد في أن تضع الحرب أوزارها وتعود الأمور على ما كانت عليه. (الأمن والاقتصاد والمعيشة).
خفض التصعيد ومناطق سيطرة الأتراك.. عنف وفلتان أمني وانتهاكات
الشمال الغربي السوري (خفض التصعيد).. استقبل عيد الأضحى المبارك بمزيد من التصعيد العسكري بين أطراف الصراع على الأرض، (قوات الحكومة السورية وروسيا وإيران مع هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة وحلفائها وفصائل المعارضة الأخرى)، حيث لاتزال عمليات القصف المتبادل مستمرة في منطقة يقطنها 4 ملايين انسان يعيشون أجواء العيد على وقع أصوات الانفجارات والقذائف والموت.
مع استمرار خروج التظاهرات السلمية المناهضة “لتحرير الشام” و زعيمها “الجولاني” تنديداً بسياسات الأخيرة والانتهاكات التي تنفذها أجهزتها الأمنية بحق الأهالي، وممارساتها في المناطق التي تسيطر عليها.
مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني”.. يمكن اعتبار هذه المناطق بعبارة “الأكثر فلتاناً وفوضى في سوريا”، حيث تنقسم هذه المناطق تحت سيطرة فصائل معارضة متعددة، مختلفة فيما بينها، كل منها تبحث عن النفوذ والأموال بشكل أكبر، وذلك يحدث عبر سلب المدنيين ممتلكاتهم والاستحواذ عليها بشكل غير قانوني، مع عمليات اختطاف لا تتوقف حتى مع أيام العيد، وخاصة في منطقة عفرين، بتهمة باتت الرائجة لديهم للحصول على فدى مالية وهي “التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة”.
عمليات اغتيال تطال المدنيين وتجار المخدرات.. والفاعل “مجهول”
إضافة إلى ذلك كله، الواقع الأمني السيء، حيث اندلعت اشتباكات خلال يوم العيد الثاني، بين مجموعات مسلحة تابعة للفصائل في قرية أبو حمام بريف تل أبيض شمال الرقة، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، ضمن مناطق المدنيين، دون معرفة أسباب الاقتتال، بينما أدى الاشتباك لإصابات وفق حصيلة أولية.
إضافة لمقتل شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، واصابة مواطنان آخران بحوادث استهداف من قبل مسلحين بشكل منفصل في مدينة الباب وريفها. كذلك قتل شخصان يعملان في تجارة “المخدرات” أحدهما من مدينة دير الزور والآخر من مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي، جراء تبادل لإطلاق النار بينهما إثر خلافات على تجارة “المخدرات”.
مع تجدد الاشتباكات المسلحة بين عائلتين في مدينة الباب، ما أدى لإصابة امرأة بجروح، وسط حالة ذعر واستياء شعبي كبير لما تعيشه المدينة من فلتان أمني.
مناطق سيطرة دمشق.. أزمات اقتصادية وفلتان أمني واقتتالات
مناطق الحكومة السورية.. تعيش محافظة درعا واقعاً أمنياً سيئاً للغاية، مع الفوضى التي تسيطر عليها وكثرة عمليات الاغتيال التي تطال مدنيين وعسكريين وضباطاً وقادة فصائل وعناصرها، وشهدت مدينة نوى غرب المحافظة، اشتباكات بين مجموعتين محليتين تعملان لصالح “المخابرات العسكرية” ما أسفر عن وقوع اصابات وحالة من الخوف والذعر بين المواطنين في أولى أيام العيد، وتجددت فيما بعد مع تحشيدات عسكرية لكلا الطرفين.
كما توفي جندي متأثراً بجراح اصيب بها إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة مبيت عسكرية في 18 حزيران الجاري، بالقرب من حاجز الجابرية على طريق حمص – سلمية في منطقة المشرفة شمال شرقي حمص، وسط ترجيحات بأن الانفجار يقف وراءه خلايا تنظيم داعش الإرهابي التي تنشط بشكل كبير في المنطقة.
إضافة إلى إصابة مدني برصاص طائش خلال اشتباك بين عناصر من مسلحي “أسود الشرقية” و عناصر من “الشرطة العسكرية” التابعة للحكومة السورية، في الحديقة المركزية وسط مدينة دير الزور، وذلك على خلفية تحرش أحد عناصر أسود الشرقية بفتاة.
فيما اعتقلت “الفرقة الرابعة” على أحد حواجزها شاب من مُهجري عفرين، أثناء توجهه إلى مدينة حلب، لشراء مستلزمات العيد، دون معرفة التهم الموجه إليه، وجرى اقتياده إلى جهة مجهولة دون معرفة مصيره. والشاب من قرية جانجاليا بناحية راجو، ويقطن في مخيمات ريف حلب الشمالي.
اشتباكات عشائرية.. واغتيال قيادي “بالفرقة الرابعة” بريف دمشق
وفي ثالث أيام العيد، اندلعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة بين مسلحي “الدفاع الوطني” وأبناء فخذ الجيسات من عشيرة العكيدات من جهة أخرى، في منطقة الدوير شرق دير الزور، وفق ما أفاد المرصد السوري. وجاءت الاشتباكات على خليفة خلافات فيما بينهم، وسط إحراق سيارة ودراجات نارية وإضرام النار في الحاجز التابع “للدفاع الوطني”، تزامناً مع حالة التوتر والفوضى العارمة التي سادت المنطقة.
وفي ريف دمشق، قتل قيادي في مجموعة مسلحة ومسؤول عن عمليات التجنيد لصالح “الفرقة الرابعة”، بإطلاق النار عليه بشكل مباشر من قبل مسلحين مجهولين بالقرب من بلدة الحسينية بمنطقة وادي بردى، وينحدر القتيل من بلدة كفر العواميد بريف دمشق الغربي.
مناطق الإدارة الذاتية.. اشتباكات عشائرية واستهدافات تركية ونشاط لداعش
مناطق الإدارة الذاتية.. اندلعت اشتباكات عشائرية جديدة في ريف دير الزور، بين عشيرة “البوخلف” و “البوعز الدين” منتصف ليل الخميس الجمعة، في بلدة ذبيان بريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن مقتل مواطنين اثنين واصابة سيدة بجروح متفاوتة كحصيلة أولية.
بينما تدخلت القوى الأمنية “الأسايش” لفض الاقتتال بين العشيرتين وسط حالة من الذعر والخوف بين الأهالي.
وخلال اليوم الأول لعيد الأضحى، قالت مواقع إخبارية محلية، إن طائرة مسيرة تركية استهدفت سيارة عسكرية في مدينة عامودا بريف الحسكة، دون أي معلومات عما خلفه القصف.
إضافة إلى مقتل مدني برصاص مسلحين لخلايا تنظيم داعش الإرهابي، عند تواجده على الطريق العام جانب إحدى محطات الوقود في بلدة العزبة شمال دير الزور، والمواطن لا ينتمي لأي جهة عسكرية أو سياسية.
بينما تعرض مركز قيادة “الأسايش” في مدينة البصيرة شرق دير الزور لهجوم بقذائف الآر بي جي من قبل خلايا تنظيم داعش، دون معلومات عن خسائر بشرية أو إصابات.
الواقع المُعاش في سوريا يؤدي يدفع للهجرة والانتحار
هذا الواقع الذي تعيشه هذه المناطق سواءً خلال أيام العيد أو قبله، أدى بالكثير من السوريين للتفكير بالهجرة وترك البلاد، بينما دفعت هذه الحالة الأمنية السيئة إلى جانب المعاناة الاقتصادية والانسانية الكثيرين وخاصة من الفئة الشابة للإقدام على الانتحار.
ولا يبدو هناك أي مؤشرات تدل على انفراج قريب، خصوصاً مع استمرار الصراعات المسلحة وامكانية توسع رقعتها، وغياب أي حلول سياسية قد تضع حداً لكل ما يعانيه الشعب السوري.
إعداد: ربى نجار