أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوتيريش، خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس في مدينة نيويورك الأمريكية، “انتهى عصر الاحترار المناخي العالمي وحل عصر الغليان العالمي”.
و”الغليان العالمي”، هو الوصف الذي أطلقه غوتيريش، على الطقس الحار المتطرف الذي يشهده العالم والارتفاع القياسي في درجات الحرارة العالمية التي سجلها شهر تموز/يوليو الجاري، وهو ما أثار قلقاً عالمياً.
ووفق ما نقل موقع الأمم المتحدة عن مدير خدمة “كوبرنيكوس” لمراقبة تغير المناخ، كارلو بونتيمبو، فإن درجات الحرارة المسجّلة في شهر يوليو (تموز) كانت “استثنائية” إلى حد أن العلماء “واثقون بأن الأرقام القياسية قد تم تجاوزها حتى قبل نهاية الشهر”، مضيفا أن هذه الدرجات “قد تكون قياسية حتى منذ نحو مئة ألف عام”.
وأكد غوتيريش أن هذا الواقع يتناسب مع التوقعات والتحذيرات المتكررة، لكن المفاجأة الوحيدة المسجلة هي “سرعة التغير”، قائلاً إن “تغير المناخ صار هنا، وهو مرعب وهذه مجرد البداية”، داعياً إلى اتخاذ إجراءات سريعة وقوية لوضع حد للانبعاثات المسببة لارتفاع حرارة الأرض.
كما وصف الصيف الحالي بأنه “كارثة على الكوكب بأسره، حيث سيكون “قاسياً” بالنسبة لأجزاء شاسعة من أميركا الشمالية وأفريقيا وأوروبا.
ورجّح كبير علماء المناخ في وكالة ناسا الأميركية، الخميس، أن شهر يوليو الحالي سيكون على الأرجح الأكثر سخونة في العالم منذ “مئات، إن لم يكن آلاف السنين”.
وأثارت تصريحات غوتيريش مخاوف عالمية لناحية المرحلة الراهنة التي يشهدها الكوكب لناحية ارتفاع درجات الحرارة، لاسيما وأن كلامه أوحى بانتقال للعالم من مرحلة إلى أخرى، أكثر قسوة وخطورة، وهو ما فرض البحث عن مصطلح “الغليان العالمي”، وأساسه العلمي، وما يعنيه من انعكاسات على حياة الناس.
إلا أنه وبحسب ما تؤكد مديرة مشاريع تغير المناخ الخاصّة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدى وزارة البيئة في لبنان، ليا قاعي، ليس هناك ما يسمى مرحلة “الغليان العالمي” علمياً.
مؤكدة في حديثها لموقع “الحرة” أن ما يشهده العالم اليوم هو التغيير المناخي، أو ما يسمى بـ “الاحترار العالمي”، ولكن ليس “الغليان العالمي”.
وتضيف “لا أعتقد اننا انتقلنا هذا العام من مرحلة معينة إلى أخرى تسمى الغليان العالمي، كما يحكى”، فالأمر “لا يجري بين يوم وآخر، وإنما يحصل بشكل تصاعدي، حيث تظهر أن كل عام يكون أعلى حرارة من العام الذي يليه، وبالنظر إلى ما سجل قبل عقود يتضح الفارق”.
وتبين قاعي أن العالم لا يعيش مرحلة “غليان” بالمعنى العلمي للكلمة، فهي ليست المرة الأولى التي تشهد موجات حر، وفي المقابل أيضا سيكون هناك موجات برد قاسية، معتبرة أن هذه الموجهات المتطرفة “هي الترجمة الفعلية للتغير المناخي”.
وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قد كشفت آن السنوات الثماني المنتهية في 2022 كانت الأكثر سخونة على الإطلاق، مرجحةً أن ترتفع درجات الحرارة العالمية موقتا بمقدار1,5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعة.
وسجل للسادس من يوليو انه كان أكثر الأيام حرارة على وجه الأرض، منذ أن تم حساب متوسط درجات الحرارة العالمية لأول مرة في عام 1979، حيث وصل متوسط درجة الحرارة إلى 17.18 درجة مئوية ، وفقًا لبيانات من المراكز الأميركية للتنبؤ البيئي.
المصدر: الحرة