أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع ازدياد نشاط تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة في سوريا بشكل عام ومناطق الشمال الشرقي والبادية بشكل خاص، تظهر تساؤلات حيال كيفية عمل خلايا التنظيم في تنفيذ هجمات وعمليات اغتيال في المناطق السورية، وهل يتم ذلك من قبل عناصر التنظيم أنفسهم، أم أن هناك جهات قيادية ترسل التعليمات وتخطط وتحدد الاهداف التي يجب استهدافها.
زيادة هجمات التنظيم في سوريا تدل على عدم هزيمته بعد
وتزايدت التحذيرات من نشاط داعش وحصول عناصره على المعلومات والخطط للتحرك على الأرض من مراكز قيادة داخل سوريا، خاصة بعد الهجوم العنيف على سجن الصناعة بمدينة الحسكة، والذي كشفت قوات سوريا الديمقراطية أن الأوامر والتعليمات كانت تأتي من “غرفة عمليات” موجودة ضمن مناطق سيطرة فصائل المعارضة.
وتشهد معظم مناطق الشمال والبادية عمليات اغتيالات و هجمات مسلحة على نقاط عسكرية لقوات الحكومة السورية من جهة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، يقف ورائها خلايا التنظيم، الذين سرعان ما يختفون في الصحراء وضمن البيوت السكنية بعد كل هجوم أو عملية اغتيال، وهذا يدل بحسب الكثير من المحللين والمتابعين بأن “حاضنة” التنظيم لا تزال متواجدة.
وتتفق دول العالم أجمع بأن تنظيم داعش الإرهابي لم ينتهي في سوريا، وإنما فقط تمت السيطرة على المناطق التي كان يسيطر عليها، بينما تأتي التحذيرات أيضاً من أن التنظيم يعمل بشكل جدي لتهريب عناصره وأسره المحتجزين في مراكز الاحتجاز والمخيمات في الشمال التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية”.
لماذا تم اغتيال جميع قيادات داعش في مناطق سيطرة المعارضة ؟
ولعل أكثر ما يجعل تنظيم داعش يستمد قوته ويحصل على الخطط والأهداف التي يجب مهاجمتها وكيفية القيام بنشاطه، هو تمركز قياداته في الصف الأول ضمن المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل المعارضة سواءً “الجيش الوطني” او المناطق الخاضعة “لهيئة تحرير الشام”.
حيث بعد أبو بكر البغدادي وإبراهيم الهاشمي أمير التنظيم وخليفته وغيرهم الكثير من قيادات الصف الأول، أعلنت الولايات المتحدة عن اغتيال زعيم داعش في سوريا، المدعو ماهر العقال وشخص آخر كان برفقته في ريف منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني”.
بايدن يعلن مقتل “العقال”.. فمن هو هذا الإرهابي ؟
وأكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، مقتل زعيم داعش في سوريا، ماهر العقال، وقال أنه جاء بعد عمل استخباري حازم ودقيق، وأشار إلى أن بلاده ستبذل قصارى جهدها للقضاء على الإرهاب.
من جانبه، قال البيت الأبيض، إن مقتل ماهر العقال يحد من قدرة داعش على التخطيط والوصول للموارد، ويخرج إرهابيا رئيسيا من الميدان، بينما أعلنت الدفاع الأمريكية أن العقال قتل في ضربة نفذتها طائرة مسيرة صباح الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية في البنتاغون، اللفتنانت كولونيل ديف إيستبرن، إن العقال، “أحد القادة الخمسة الأبرز في تنظيم داعش”، قتل بينما كان على متن دراجة نارية بالقرب من جنديرس بريف عفرين شمال غربي حلب، كما أصيب أحد كبار مساعديه بجروح خطيرة، وأشار إلى أن العقال كان مسؤولاً عن تطوير شبكات تنظيم “داعش” خارج العراق وسوريا.
بمساندة من فصائل المعارضة وبدعم من “مجلس عفرين” العكال كان ينتقل بهوية مزورة
بدوره كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أن “ماهر العكال” انتقل من الرقة إلى مناطق سيطرة “الجيش الوطني” بحماية “أحرار الشرقية” وأصبح “والي الشام” بعد أن كان أمير منطقة ومتهم بقتل أحد أبرز وجهاء الرقة، “الشيخ بشير فيصل الهويدي” في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2018.
وأشار المرصد إلى أن فصائل المعارضة في “الجيش الوطني” ومنها أحرار الشرقية وأحرار الشام، كانت تساند العقال بالتنقل بين المناطق السورية، بهوية رسمية صادرة من قبل “المجلس المحلي في عفرين” تحمل أسم مستعار بمواليد الرستن في ريف حمص، ولفت المرصد ان العقال نجا بأعجوبة في عملية الإنزال الجوي التي نفذتها قوات التحالف في حزيران/يونيو المنصرم بقرية الحميرة بريف جرابلس وأفضت لمقتل الإرهابي “فواز الكريدي”.
سياسيون: هل حقاً تحولت “المناطق المحررة” لملاذات آمنة لقيادات داعش ؟
ويتساءل محللون سياسيون ومتابعون للملف السوري، أنه لماذا تتم اغتيال قيادات ومتزعمي الصف الأول ليس لداعش فقط، بل للتنظيمات التابعة والموالية لتنظيم القاعدة في سوريا؛ ضمن المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” و “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”؟.
وهل حقاً كما يدعى أن المناطق الشمالية التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل المعارضة السورية “أصبحت ملاذات آمنة لتلك الشخصيات الإرهابية المصنفة على قوائم الإرهاب الدولية”، وهل لتركيا وقيادات فصائل المعارضة علم بذلك أم أن هناك شبكات وخلايا تعمل في الخفاء لتأمين الأمن والملاذ لتلك القيادات والأمراء والعناصر من داعش وغيره ؟.
إعداد: ربى نجار